فيما يستعد مجلس عرابة المحلي بإطلاق مشروع تسمية شوارع قرية عرابة وترقيمها، وبعد أن صادق على قائمة أسماء الشوارع التي أعدتها لجنة خاصة تم توكيلها لإعداد الأسماء، ورغم العاصفة التي أثيرت في أروقة المجلس المحلي حول اسم شارع "الجلمة" الذي يحمل اسم الحي نفسه، وبعد رفض واعتراض واسع من أهالي الحي على تغيير اسمه الشعبي لاسم آخر رسمي، إلا أن قائمة الأسماء وإن لم يشعر بها الأعضاء في المجلس المحلي، فإن العديد عبروا عن عدم رضاهم من عدد من أسماء الشوارع المقترحة.

ومن بين الأسماء التي لاقت معارضة شعبية واسعة، كان الشارع الذي يحمل اسم "السيد قطب" أحد رموز ومؤسسي حركة الاخوان المسلمين في مصر، والذي يعتبر من مفكري "السلفية الجهادية" في العصر الحديث.

قطب: داعشي لايت !

في هذا السياق قال محمد خطيب، إن إطلاق اسم "السيد قطب" مرفوض كونه شخصية روّجت لأفكار تدعو إلى إلغاء الآخرين المختلفين فكريا ودينيا، واصفا فكره "بالداعشي اللايت". وتساءل أنه "كيف لشخصية مثل سيد قطب الذي يعتبر من أوائل منظري فكر السلفية الجهادية التي تسعى الى إلغاء الآخرين، وممن حكم عليه بسبب تنظيمه وقيادة محاولة اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر، أن يسمى على اسمه شارع في قريتنا عرابة؟ أهل يريد البعض أن يبشروا بتعاليمه، أو أن يسعوا الى نشر ثقافة التطرف والتعصب الذي كان أول من أعاد الترويج له في عصرنا الحديث"؟.

ودعا خطيب مقترحي اسمه استبداله، مضيفا "إن كانوا يرغبون باسم شخصية دينية سياسية، فليبحثوا عن أسماء أخرى مثل جمال الدين الأفغاني أو تلميذه الذين نظّروا للأفكار الدينية النهضوية ودعوا الى الصحوة الدينية".

من حياة ومعالم عرابة 

عبد ياسين، بدوره أكد أن تسمية الشوارع في عرابة يجب أن تكون مستقاة من حياة وتاريخ وشخصيات ومعالم عرابة أولا، ومن ثم شخصيات ثقافية وطنية سياسية جامعة لا اختلاف عليها، والإبعاد عن تسمية الأسماء التي تدعو الى الفئوية والتعصب. وأضاف "هنالك معالم تاريخية، هنالك علماء وأدباء وفنانون أسماؤهم لها بصمات في تاريخ عرابة تم استثناؤها". وطالب ياسين بتبديل أسماء بأخرى مثل طيب الذكر "نمر مرقس" الذي درّس في عرابة وتم نفيه الى برطعة بسبب عمله ودوره الوطني واستغلال المدرسة في عرابة لتدريس طلاب القرية والذي دفع ثمنا باهظا جرّاء الملاحقات البوليسية لمواقفه الوطنية.

من الفضاء المحلي الخاص

وكتب د. علي بدارنة على صفحته في الفيسبوك "للحقيقة لا أعرف تركيبة أعضاء لجنة تسميات الشوارع والآلية التي تنتهجها لاقتراح وإقرار أسماء الشوارع في عرابة، ولكنها بالضرورة يجب أن تكون لجنة مهنية علمية وموضوعية ومترفعة عن التوجهات الحمائلية الائتلافية والحاراتية والحزبية والسياسية الضيقة".

وأضاف "تسمية الشوارع في عرابة وأي بلد يحب أن تنطلق باعتقادي أولا من الفضاء المحلي الخاص نحو الفضاء العام. عرابة هي نقطة وهي جزء من فضاء جغرافي وثقافي واجتماعي وديني وفلسفي وعلمي وسياسي واسع. يجب الانطلاق من هذه الرؤية".

وبرأيه أنه يجب تسمية الشوارع من عدة منطلقات بينها "عرابة في الفضاء التاريخي: شوارع تناقل آباؤنا تسمياتها عن أجدادنا، وهي أسماء تاريخية انطبعت في الذاكرة الجماعية وبجب الحفاظ عليها، عرابة في الفضاء المحلي: شخصيات مرت على عرابة وأثرت على تاريخها وثقافتها وعلمها وحياتها الاجتماعية والسياسية والوطنية، عرابة في الفضاء الجليلي والفلسطيني: اطلاق أسماء شخصيات جليلية وفلسطينية ساهمت هي أيضا في الدفاع عن الوطن والأرض والعرض وساهمت وخدمت العلم والثقافة ونشرت وتركت أثرا في حياة المجتمع الفلسطيني في البلاد. عرابة في الفضاء العربي: إطلاق أسماء شخصيات عربية تاريخية وطنية وثقافية وعلمية من العالم العربي. من علماء وادباء وشعراء ورجال دين متنورين وثوار، عرابة في الفضاء العالمي: إطلاق اسماء شخصيات عالمية وليست بالضرورة عربية، تركت أثرها في التاريخ العالمي في شتى المجالات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]