ضمن التحضيرات الجارية لاحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء وفي تصريح خاص لـ "بكرا" قالت النائبة عن القائمة المشتركة عايدة توما –سليمان ورئيسة لجنة رفع مكانة المرأة والمساواة الجندرية لمتابعة بحث حوادث القتل النساء: هذه العقلية الذكورية التي تفتك بمجتمعنا تحصل على دعم من تقصير الشرطة وسلطات القانون بالقيام بواجبها، ففي حين أن غالبية النساء اللواتي قتلن بدم بارد كُنَّ قد توجهن للشرطة لتقديم شكاوى مفادها أن حياتهن معرضة للخطر، نجد أن الشرطة لم تقم بحماية هؤلاء النساء بالشكل الكافي.
 
عقلية ذكورية متسلطة
 
واضافت توما - سليمان: سهى منصور من الطيرة توجهت للشرطة مرات عدّة للتبليغ أن "فلان" يهدد حياتها بالخطر لكن الشرطة إكتفت بتحقيق بسيط مع المتهم وتحريره، أسبوع بعد البلاغ، قُتلت سهى. نور غوطي من يافا، قتلت بعد أن كانت في ملجأ للنساء المعنفات ومع أن الشرطة تعلم انها مهددة بالقتل. سندس شاروخ وناريمان مغربي قُتلن بعد أن بلغن الشرطة بأن هنالك من يهددهنّ بالقتل والحصيلة 10 نساء عربيات قُتلن منذ بداية العام الجاري،هؤلاء النساء انضممن الى عشرات النساء اللواتي قتلن في السنين السابقة، والخلفية لجميع هذه الجرائم  هي عقلية ذكورية متسلطة تريد أن تسيطر على جميع مناحي حياة المرأة الاقتصادية، الاكاديمية، الاجتماعية، والمهنية.

الارضية المجتمعية تشرعن العنف ضد النساء
 
وتابعت حديثها بالقول : لا شك أن مكانة المرأة تتحسّن مع الوقت، لكننا ما زلنا بعيدين على أن نكون في مجتمع يحترم المرأة ويعطيها البيئة الامنة لكي تتعلم وتعمل وتحقق ذاتها من دون الشعور بالخوف وعدم الامان او الشعور بأنها غير محكومة من قبل الوالد او الاخ او الزوج او المجتمع ككل الذي يراقب تصرفاتها ويذنبّها عند كل تصرف "لا يتلائم" مع التصرفات المجتمعية المتوقعة هذه الجرائم البشعة ما كانت لتحدث لولا الارضية المجتمعية التي تشرعن العنف ضد النساء وتقف متفرجة دون ان يكون للمجتمع موقف واضح وحاد ضد هذه الجرائم البشعة فهذه المجتمعات الذكورية التي نحيا بها تستهدف النساء اللواتي يردن أن يأخذن قرارتهن بشكل مستقل، وأن يطورنّ انفسهن ويسعَيّن لتحقيق طموحاتهن. لهذا الاسباب قُتلت سهى ونور وامنة وسندس وناريمان وباقي النساء.
 
فحص سريع ومستعجل لأداء الشرطة
 
وحول العمل البرلماني من اجل سن قوانين رادعه قالت توما : عملت وسأعمل من خلال موقعي كعضو كنيست وكرئيسة لجنة رفع مكانة المرأة والمساواة الجندرية لمتابعة بحث حوادث القتل النساء، وفحص تعامل الشرطة مع البلاغات والشكاوى التي تقدمنها النساء. في الشهر الاخير تم عقد جلستين حول هذه الظاهرة الخطيرة، احداهن كانت جلسة طارئة لفحص اداء الشرطة والجهات المسؤولة، عقدت بأعقاب قتل سهى منصور وشاركت بها قريبات المرحومة حيث استعرضن امام اللجنة ومندوبين عن الشرطة وعن سلطات الرفاه الاجتماعي شهادات للخطر الذي كان يتهدد حياة سهى قبيل عملية القتل،كما أرسلت في الامس وبشكل مستعجل رسالة لوزير الامن الداخلي، جلعاد اردان، وطالبته بفحص سريع ومستعجل لأداء الشرطة في كل ما يتعلق بتعامل الشرطة مع قضايا قتل النساء وتعاملها مع الشكاوى المقدمة من قبل نساء معنفات. كما طالبت باجتماع مستعجل معه لمتابعة التحقيق في قضية مقتل سندس شاروخ وناريمان مغربي من الرملة.

سلطة لمكافحة العنف في العائلة
 
واضافت : مشروع اخر نحاول العمل عليه في اللجنة هو بناء " سلطة لمكافحة العنف في العائلة والعنف ضد النساء"، تهدف هذه السلطة لأن تكون جسم يقر سياسات واضحة للتعامل مع قضايا العنف في العائلة، ويدير طريقة التعامل بشكل سليم بين المؤسسات والاجسام التي تتعامل مع النساء المعنفات وضحايا العنف مثل الشرطة، سلطات الرفاه الاجتماعي، وزارة التربية والتعليم، وزارة الصحة، وزارة العدل وغيرها. إن هذه الخطوة ستكون خطوة مهمة جدًا نحو توفير الحماية اللازمة للنساء. 
 
من غير المقبول ان يصبح الاطفال اداة ضغط لابتزاز النساء
 
وفي سياق العمل من أجل تمكين النساء ورفع مكانتهن قالت : تم مؤخرًا اسقاط قانون " حقوق الاهل والاطفال" والمعروف بإسم حضانة الاطفال والذي سعى لالغاء حق الام للحصول على حضانة الاطفال في حالة الطلاق والذي عملت انا وعضوات كنيست اخريات من كتلة المعارضة لإسقاط هذا القانون مع أنني ارى بأن للاباء دور مركزي في تربية اطفالهم واتخاذ مسؤولية على رفاهيتهم، لكنه من غير المقبول ان يصبح الاطفال اداة ضغط لابتزاز النساء في مرحلة الطلاق لكي يتنازلن عن حقوقهن الاخرى مقابل الحصول على حضانة الطفل.
 
فعاليات خاصة لمناهضة العنف ضد المرأة
 
واضافت :تنظم لجنة رفع مكانة المرأة والمساواة الجندرية التي اترأسها برنامج مطوّل ايام الثلاثاء والاربعاء في الاسبوع القادم من ضمن هذه الفعاليات ستعقد جلسة لعرض نتائج اللجنة الثانوية لمعالجة العنف في العائلة والعنف ضد النساء، وسيتم تباحث الطرق المطروحة للحد من ظاهرة العنف والتي من ضمنها سيكون اقتراح اقامة السلطة لمكافحة العنف في العائلة. جلسة اخرى ستعرض تقرير حول حالات العنف الجنسي المتداولة في شبكات الانترنت ووسائل الاعلام الجديدة، كما سيتم عرض تقارير ومعطيات السلطات حول حالات العنف الجنسي التي حصلت في العام الجاري كما سأشارك في مؤتمر سديروت للمجتمع، حيث سأشارك في محاضرة حول مراقبة تطبيق قانون "جيل الزواج" كأداة للحد من العنف في العائلة.
 
ضرورة المشاركة وطلب الدعم والمساعدة من كل مؤسسة او سلطة مهنية
 
واختتمت حديثها بتوجيه دعوة للجمهور للمشاركة في فعاليات مناهضة العنف ضد المراه قائلة :هنالك اهمية كبيرة للمشاركة في البرامج أعلاه، علينا نحن الاجسام السياسية والنسوية أن نطرق كل الابواب المتاحة للحد من العنف المستشري في مجتمعنا عامة وضد النساء خاصة.ظاهرة العنف في المجتمع العربي تأخذ ابعاد اخرى مهمة، لهذا علينا ان نكون متواجدات ومتواجدين في كل الامكان لاسماع صوت النساء والنضال من أجل إرجاع حقوقهن المسلوبة بالعيش الكريم والآمان لهنّ بالاضافة الى ذلك، انا اتوجه لجميع النساء والفتيات المهددات بالعنف واللواتي يشعرن بالخطر على حياتهن أن لا يصمتن وأن لا يخضعن لمحاولات الإخراس، وطلب الدعم والمساعدة من كل مؤسسة او سلطة مهنية لأن حياة كل امرأة غالية ولها كل الحق في البحث عن الامن والامان  
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]