يصادف بعد غد الأربعاء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، ومؤخرًا تنامت في مجتمعنا هذه الظاهرة بشكل كبير، وبشكل خاص قتل النساء والاعتداء عليهن على خلفية ما يسمى "شرف العائلة"، حيث ان هذا العنف وحتى القتل في بعض الأحيان ما عاد يرتبط فقط بفعل معين قامت به الفتاة وتعدت من خلاله "حدود التقاليد والعادات" المتفق عليها مجتمعيا بل أيضا مجرد وجود شكوك حول ارتباط الفتاة بعلاقة مع أحد الأشخاص دون وجود أي دليل مادي على صحة هذا الاعتقاد، مما أودى بحياة الكثيرات من النساء والفتيات حيث تم اغتيالهن من اقاربهن بشكل بشع.

موقع "بـُكرا" وحرصًا منه على طرح القضية بشكل واسع والعمل على إيجاد حل جذري لها في ظل تفاقمها في السنوات الأخيرة وانعدام الامن والأمان للمرأة العربية الى جانب وقوف الشرطة جانبا دون ان تحرك ساكنا او تتخذ موقفا اجرائيا ضد هذه الظاهرة، خص هذا التقرير آراء بعض الرجال حول  ظاهرة القتل على خلفية ما يسمى "شرف العائلة" وتعرفيهم لمصطلح "الشرف" وحصره فقط بالمرأة.

الرجل يقتل المرأة لأنها تساهم، تطمح وتشارك...والحل رفع الوعي 

المهندس نصري سعيد من نحف قال: عندما يشعر الرجل أنه قد بدأ يفقد حق الولاية والوصاية على المرأة، هذا الحق الذي ورثه من الجاهلية الأولى، وعندما يرى بأنها تعمل وتجتهد لتكون صاحبة القرار الحصري عن نفسها، وعندما يرى بأنها تطمح بقوة للمشاركة، بل والمساهمة في مجمل ميادين الحياة لترسم وتخطط وتناضل لحياة أفضل، بينما هو يقف عاجزاً، لاهياً بغرائزه ومتعثراً بفشله ،فإنه حتما سيصاب بجنون البقر، فيختزل "شرف العائلة" بجسد المرأة، ولا يبقى له إلا أن يمارس وحشيته وبشاعته بجنون الجاهلية.

من ناحيته الصحفي حسن عبد الحليم من كفر مندا قال لـ"بـُكرا": القتل على خلفية شرف العائلة من أسوا ما عرفه العرب وتوارثوه. لا يوجد حل سحري لوقف الظاهرةـ فالحديث يدور عن مفاهيم خاطئة نتوارثها، والحل يكمن في رفع الوعي عن طريق زيادة الثقافة والحث على القراءة والانخراط في المشاكل الكبرى، القضايا الوطنية، حينها يصبح للشرف معان أخرى غير تلك السائدة.

وتابع لـ"بـُكرا": يقع على عاتق القانون الذي لا ننتمي له تشديد العقوبات على تلك الجرائم، لكننا لا نتوقع منهم شيئا يسهم في تطوير مجتمعنا واقتلاع آفاته. الحل فقط بالتوعية كما أسلفت سابقا.

علينا ان نتصرف بعد مراجعة مشايخنا والاستناد لدين نبينا الحنيف والاخذ بأسباب وظروف حياتنا

اما نصر الله حسام من شفاعمرو فقال لـ"بكرا": القتل على خلفية شرف العائلة هو انعدام للشرف، علينا أن نربي أولادنا بشكل اخر ونبعدهم عن المفهوم المغلوط للدين.

بدوره طه أبو يوسف من بلدة كفر مندا قال: خطأ كبير، صحيح ان شرف النساء غالي، ولكن يوجد رب للعباد وهو الاحق بمحاسبة الانسان.

احمد عبد الرؤوف جبارين من ام الفحم قال في هذا السياق: نحن كمسلمين تقام علينا حدود وفق الدين الحنيف، والقتل العشوائي بدون إسناد او خليفة دينية فهو بالطبع مرفوض، وإقامة الحدود تستند الى ان نكون تحت حكم دولة إسلامية، وحتى إقامة الحدود تحت حكم إسلامي يتم وفق شروط معينة ولا تأخذ بسهولة ، وتحتاج ان تمر وفق قضاه شرعيين ووفق محاكمة شرعية.

وتابع: نحن نعيش بهذه البلاد ولسنا تحت حكم إسلامي، ولكننا تحت حكم قانون، وعلينا الامتثال للقانون، والاستناد اليه في قضايانا، ولكن اذا كل منا سيأخذ القرار ليديه ويقوم بالقتل على خليفة شرف العائلة بذلك سنصل لوضع ان كل واحد يأخذ القانون والشريعة ليديه، دون خلفية شرعية ولا قانونية وبذلك تعم الفوضى ، علينا ان نتصرف بعد مراجعة لمشايخنا والاستناد لدين نبينا الحنيف والاخذ بأسباب وظروف حياتنا الواقعية والعملية .

ضد القتل تحت أي مسمى أو حجة ...

اما زياد بصول من الرينة فقال: القتل كله مرفوض ان كان على شرف العائلة او لسبب اخر، سبب انتشار الظاهرة هو الجهل الذي نعيشه، لا ننسى ان الظاهرة كانت بأيام الجاهلية وجاء الاسلام وحرم القتل ووضع قوانين خاصة، ممكن ان نحارب الظاهرة عن طريق توعيه المجتمع بفكر او تشديد العقوبة على مرتكبي الجريمة.

قصي علي الصالح من يافة الناصرة أختتم ما جاء سابقًا وقال: انا ضد أي قتل كان وقتل النفس ممنوع دينيا وضد قتل النساء على خلفية ما يسمى بشرف العائلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]