برزت آفة العنف ضد النساء في مجتمعنا العربي مؤخرا، لتحمل بطياتها واقعا صعبا نعيشه وندفع ثمنه غاليا، فغالبية حوادث العنف ضد النساء في مجتمعنا انتهت اما بالقتل واما بترك الضحية مع تشوهات خلقية او حالة نفسية قد تلازمها ابد الحياة، وان بحثت عن السبب قد لا تجده، أو تجد تعريفات ومفاهيم خاطئة يحملها المجتمع الذكوري ويحاول أن يفرضها على المرأة. 

في هذا السياق التقى مراسلنا بفضيلة الشيخ مأمون مطاوع امام المسجد القديم في قرية دير حنا والذي حدّثنا حول نظرة الإسلام لتلك الحوادث وكيف ان الإسلام بريء من تلك الجرائم التي دفعت الكثير من النساء والفتيات بمجتمعنا العربي والإسلامي ثمنه حياتهن فقال: ما نعيشه في مجتمعنا العربي لهو ظاهرة خطيرة كقتل النساء وتعنيفهن، وللأسف اصبح قتل النساء بالأمر السهل، لمجرد شك بارتكابها خطا قد اتهمت به ، وبذلك يكون القاتل او منفذ الحكم قد أخذ القانون والحكم ليديه ونفذه وبذلك يكون قد ارتكب جريمة لا رضاها حكم ولا دين .

شرط لم يتحقق في الإسلام سوى عدة مرات

وقال الشيخ مطاوع: لكي يقام الحد على انسان او امرأة بدعوة انها قد ارتكبت خطا او مارست الفحشاء يجب على ان يكون هنالك اربع شهود يشهدون على ذلك، وهذا الامر لم يتحقق منذ تاريخ الإسلام وحتى يومنا هذا الا عدد مرات اقل من عدد أصابع اليد، لذلك اكد الإسلام على وجود أربعة من الشهود في هذا المسالة لأنها ليست بالأمر السهل وان الإسلام عمدا وضع شرطا لإقامة الحد بان يكون اربع شهود ، ولكن للأسف اليوم نسمع عن الكثير من حوادث قتل النساء دون تنفيذ اية شروط من شروط الإسلام .

وأضاف الشيخ مأمون قائلا: قد تكون هناك نساء قد أخطأت او فتاة قد ازلّت في تصرّف هنا وهناك ، فهذا لا يعني إقامة الحد عليها ، بان يطلق الرصاص عليها، او طعنها او قتلها بأية طريقة ، تحت ما مسمى الشرف ، فانت لست مخولا ان تمنح او تنهي حياة امرأة فقط لأنه كان شكّ في ذلك .

الإسلام عظم المرأة وكرمها

وتابع قائلا: الإسلام عظم وكرّم المرأة، فالنبي عليه الصلاة والسلام أمر الزوج بان لأمرته عليه حق، وقال صلى الله عليه سلم " ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم " ، وأيضا شبه الرسول عليه الصلاة والسلام المرأة بضلع آدم ، وهو احد الأضلاع في القفص الصدري ، رغم مرونته الا انه الظلع الذي حمي اهم الأعضاء التي تحفظ للإنسان حياته كالقلب والرئتين ، وبذلك شبه الرسول عليه الصلاة والسلام المرأة حين تحفظ للرجل سره وبيته وأهله.

وفي حديث اخر اكد فضيلة الشيخ مأمون مطاوع على ان الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام كان اكثر الناس احتراما لزوجته ونسائه وبناته ، حيث كان الرسول عليه (صلعم) يأكل من نفس المكان الذي اكلت منه السيدة عائشة وكان يشرب من ذات المكان ليريها دار حبه واحترامه لها .

وقل فضيلته: اذا كانت الحياة بين الزوجين مستقرة داخل البيت ، فهذا ينعكس إيجابا على المجتمع ، أي انهم يبرون وينشؤون جيلا يربى على ثقافة الاحترام وينقله لبيته وزوجته ، والعكس هو الصحيح ، فاذا كان البيت قد اظلم بالعنف ، فالبيت الذي يربى فيه الابن على العنف والصراخ والتعاطي السيئ وعدم احتواء احدهم بالآخر فانهم ينشؤون مع حالة نفسية صعبة تحتوي صراعا داخليا يسعى لإبرازه بواقع المستقبلي مع زوجته وابنائه . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]