يصادف اليوم الأربعاء (25.11)، اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، وتأتي هذه المناسبة التي دعت إليها الأمم المتحدة جميع الحكومات والمنظمات الدولية وغير الحكومية لدعم مساواة المرأة، ورفع الوعي على مدى المأساة التي تعيشها المرأة المعنّفة, والتي تتعرض الكثيرات منهن وبشكلٍ يومي للاغتصاب والعنف المنزلي وغيرها وفي هذا السياق كان لمراسل " بـُكرا " حديث مع اميل سمعان رئيس منتدى مديري مكاتب الخدمات الاجتماعية العرب حول هذا الموضوع .

17 ضحايا العنف خلال عام 2015

وقال سمعان : " بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء نستنكر في منتدى المديرين كل انواع العنف على كل اشكاله الجسدية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والجنسية ضد المرأة وضد اي فرد من المجتمع.

ويرى سمعان في هؤلاء المعنّفين كأشخاص مرضى عليهم الخضوع للعلاج بالإضافة لتشديد العقاب عليهم ونبذهم من المجتمع، مُشيرًا إلى أن المنتدى يرى أنه من واجب جميع الهيئات والمؤسسات المهنية وغير المهنية بالتكاتف والتعاضد لمعالجة هذه الظاهرة المسيئة للمجتمع وللأسف الآخذة بالازدياد, ففي سنة 2015 وحدها راح ضحية العنف 17 امرأة في البلاد منهن 10 نساء وفتيات عربيات، ونحن لا نرى بأن العنف على أشكاله يمكنه أن يحل أي مشكلة مجتمعية وإنما يزيدها تفاقماً وتعقيداً ، لمعالجة العنف هناك مراكز مهنية متعددة ومتوفرة في جميع انحاء البلاد, ونتوجه لكل إمرأة او فتاة معنفة بالتوجه لهذه المراكز للعلاج والحماية. ونتوجه لجميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والجمعيات الفاعلة لوضع خطة عمل جماهيرية شاملة لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة بمجتمعنا العربي."

صمت المجتمع على هذه الممارسات

واضاف سمعان : " تتعرض المرأة إلى عدة أنواع من العنف، الجسدي، العاطفي، الجنسي أو الاقتصادي، سواء في المحيط العائلي او المجتمعي، العنف يحدث بسبب اندثار القيم السائدة في المجتمع والتي تعتبر المرأة بشكل عام أقل درجة من الرجل, وفي العادة فإن المسيئين لها (الأزواج على الأغلب)، الذين يشعرون بأن لهم الحق في فرض إرادتهم على النساء بأي طريقة بما في ذلك العنف، يستمر ممارسة هذا العنف بسبب صمت المجتمع على هذه الممارسات, بالرغم أن كل من الرجال والنساء قد خبروا العنف.

إلا انه عادة ما يحدث ضد النساء, وقد يحدث هذا النوع من العنف لوالدة، أخت، ابنة، صديق، زميل أو جار لأي منا، والعنف على أي حال يحدث في كل البيوت سواء تلك التي تعاني من الفقر أو تلك التي تعتبر غنية، إن العنف الأسري هو من مسئولية الشخص الذي يتصرف بشكل عنيف أو مسيء, إنه ليس من مسئولية أو خطأ الشخص الذي تتم الإساءة إليه، فليس بإمكان أي كان أن يجبر أحداً على ممارسة العنف ضد شخص آخر ".


المرأة التي تعاني من علاقات مسيئة لا يمكنها المشاركة بشكل فعال في مجتمعها

واردف قائلا : " إن العنف الأسري يؤثر فينا وعلينا جميعا، إن المرأة التي تعاني من علاقات مسيئة لا يمكنها المشاركة بشكل فعال في مجتمعها, وتصبح مقدرتها على المشاركة سواء من خلال ما لديها من طاقة على العطاء، الأفكار، المهارات ،المواهب, وحتى في الآراء فيما يتعلق بالعائلة, المجتمع, مكان العمل، أو في الحياة السياسية وتطورها يصبح معدوماً, وذلك عندما تكون مشغولة بعقلها وجسدها بالمشاكل الأسرية.

وتالع: يتسبب العنف الذي تواجهه المرأة بمشاكل صحية, حزن، عزلة بالإضافة إلى فقدان المساهمة في الدخل عدا عن فقدان الثقة بالنفس."

خطوة أولى هامة للتعامل مع هذه المشكلة

واختتم حديثه قائلا :" الاطلاع على العنف الأسري هي خطوة أولى هامة للتعامل مع هذه المشكلة، ولا بد من أن تتعلم وتحصل على أكبر قدر من المعلومات فيما يتصل بهذه المسألة، وعلى ذلك فلا بد من أن تشارك الآخرين فيما تعرفه عن هذه القضية، وكلما زاد عدد الأشخاص المتفهمين لقضية العنف وضرورة الحد منها ورفضها سيصبح من الصعب على هذه الظاهرة أن تستشري في المجتمع."

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]