تعد فترة المراهقة من أكثر المراحل العمرية التي تحتاج إلى إنتباه وإهتمام الآباء والأمهات لما لها من أثر كبير على الأبناء، كما تتطلب هذه المرحلة حكمة بالغة في التعامل مع الابن أو الابنة، لذلك على كل أم وأب أن يعوا جيدا حساسية هذه المرحلة حتى يكونواً على إستعداد للتعامل معها والمرور بها بأفضل النتائج التي تصب في مصلحة الأبناء بالدرجة الأولى.

حديثنا الآن سيكون عن كيفية التعامل مع الفتاة المراهقة، وكيفية تكوين صداقة بينها وبين أمها.

لماذا عليك عزيزتي الأم أن تكوني صديقة لابنتك؟

للصداقة بين الأم وابنتها مذاق جميل لا يشعر به إلا من ذاقه واستمتع به، فعلى كل أم أن تسعى جاهدة لتكون الصديقة الأهم والأقرب لابنتها وذلك لعدة أسباب:

•تحقيق الشعور بالأمان

منهتى الأمان لابنتك أن تشعر أنك أقرب إليها من نفسها، وأن هناك شخصا قريبا إلى قلبها يمكنها أن تفصح له عن ما بداخلها.

•للحفاظ على إبنتك

فبتكوين صداقة معها تضمنين أنه لا يوجد ما تخفيه عليك، وستضمنين أيضا أنك الملجأ الوحيد لها في الأزمات.

•الأمومة أجمل مع صداقتك لإبنتك

نعم، وحقا فلا يوجد أجمل ولا أسمى من ذلك، فكم جميل أن تكون الأم وإبنتها صديقتين تتبادلان الحديث بكل حب، وتهرع كل منهما إلى صديقتها لتروي لها ما بداخلها.

لذا على كل أم أن تعلم أن الصداقة بينها وبين ابنتها لو نجحت في هذه المرحلة ستظل راسخة للأبد.

ولكن كيف تنجحين في تكوين صداقة مع ابنتك؟

يحتاج الأمر إلى صبر، ومرونة وحكمة بالغة، لذلك عليك بالتروي، وعليك بإعداد نفسك جيدا لتحقيق هدفك نحو تكوين صداقة مع ابنتك، بالتثقيف والمعرفة وإستشارة المختصين حتى تضعي يدك على مفاتيح التعامل مع ابنتك المراهقة.

كوني صديقة ابنتك الأهم والأقرب بهذه الخطوات

•التواصل الدائم

عليك عزيزتي الأم بالحرص على التواصل مع ابنتك يوميا، وأن تحدثيها عن يومك في العمل أو في البيت كيف كان، واجعليها تروي لك ما حدث خلال يومها في المدرسة أو النادي ليكون ذلك عادة بينكما يوميا، لتكوني ملمة بجميع أخبارها.

•المرونة

كوني مرنة مع ابنتك المراهقة وحاولي التقرب من عقلها وطريقة تفكيرها، امنحيها وقتا للتعبير عن نفسها وعن كل ما تشعر به.

•الإحتواء

قبل أي شيء عليك أن تحتوي فتاتك الصغيرة وتغمريها بعطفك وحنانك، ففي بعض الأحيان تخسر بعض الأمهات فتياتهن بغلاظة الطبع وجمود المشاعر وبالتعسف في القرارات، فإحذري ذلك.

•راقبيها بحب

تعد المراقبة أمرا هاما ومفيدا جدا، شريطة أن لا تلاحظه الفتاة، فكوني دوما العين التي تراها ولا تراكي وتدخلي بكل حب وتفاهم في الوقت المناسب.

•مشاركتها الأنشطة المحببة إليها

فما أجمل أن تجدك ابنتك معها في الأنشطة التي تروق لها، وأنت أيضا إجعليها تشاركك التسوق أو ممارسة الرياضة سويا، لتتقربي منها ومن ميولها أكثر وأكثر.

•عامليها كصديقتها في نفس العمر

أحيانا وفي بعض الأمور عليك أن تنسي قليلا أنك الأم وأن عليها طاعتك دون تفكير، حتى لا تفشل علاقتك بها، فحادثيها وكأنك صديقة في مثل عمرها.

•لا تجبريها على أمر ما

في بعض المواقف وخاصة التي لا تشكل خطراً عليها، اتركي لها حرية الإختيار المسبوقة بالنصح والإرشاد، حتى تتعلم من الأخطاء وتتأكد من أن نصحك ورأيه كان سديدا، وأنها قد خسرت كثيرا بعدم الإنصات جيدا إلى نصائحك.

•لا للعنف والقسوة

فبعض الأمهات تغلب عليهن مشاعر الأمومة وتظهر عليهن مشاعر القلق والتوتر ما يجعلهن يتخذن قرارات قاسية، بل أن الأمر قد يمتد أحيانا إلى إستخدام العنف كالضرب وهو الأمر الذي قد يجعلها تفقد ثقتها فيك ولن تلجأ لك أبدا كما في السابق، فإحذري أن تعامليها بقسوة وعنف.

وأخيرا عزيزتي الأم، وبكل ما سبق وبالحب وبأنبل مشاعر في الكون ستكونين الأقرب لفتاتك وستكونين الملجأ الوحيد لها، والمصدر الأكثر ثقة في إفادتها في المواقف المختلفة، وبذلك ستكسبين صداقة جميلة مع ابنتك للأبد.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]