تصدر حادث اسقاط المقاتلة الروسية قرب الحدود التركية السورية من قبل القوات التركية أمس عناوين الصحف الحلية والعالمية ليضع العالم أجمع وتحديدا الشرق الأوس امام تساؤلات حول النتيجة المرتقبة ، ماذا اذا كانت روسيا سترد على اسقاط الطائرة ومقتل الطيار؟ وهل الحادث سيقود المنطقة لحرب إقليمية ؟

من يهلل لإسقاط الطائرة هو مؤيد لـ"داعش" والإرهاب
حول هذا الموضوع وهذه التساؤلات كان لمراسلنا حديث مع بعض المواطنين العرب من الداخل وقال محمد نعامنة من قرية عرابة قال : ﻻ اعتقد اننا مقبلين على حرب إقليمية، و من يفرح ويهلل لإسقاط الطائرة بالتأكيد هو "داعشي" ومؤيد للإرهاب ومتخلف، واعتقد ان الرد الروسي سيكون على 3 مستويات، على الأرض السورية ، على المستوى الدبلوماسي ، وعلى المستوى الإقتصادي ، فهذه الثلاث امور ستؤدي الى تعليم السلجوقي العثماني درس لن ينساه.

تركيا دولة لها سيادتها 
المحامي والسياسي المستقل محمد عوض أبو ريا قال : اسقاط طائرة السوخوي 24 الروسية على يد تركيا جاء ليضع الحد للانتهاكات المتكررة لسلاح الجو الروسي للأجواء التركية، تلك الانتهاكات التي تمارسها كل الدول العظمى ضد الدول الأخرى، اعتقادا منها أن جميع الدول مرغمة على قبول الوضع الراهن والإذعان للانتهاكات التي تتعارض مع سيادة تلك الدول

وقال أبو ريا: أعتقدت روسيا أن تركيا مثل كل الدول العربية لا سيادة ولا هم يحزنون وأن تصريحاتها وتحذيراتها السابقة ليست إلّا جعجعة كما جعجعة العرب دون طحين، ونسيت أن تركيا ذات سيادة ودولة لها مؤسساتها التي تنتخب الرئيس وتستطيع نزع الثقة منه إذا توانى في اتخاذ القرارات السيادية المطلوبة.

وأضاف قائلا : حجة الحرب على الإرهاب لا تكفي لإعطاء الحق لأي دولة انتهاك حرمة الدول الأخرى، خاصة عندما تشير كل المعطيات على الأرض أن تلك الدولة لا تحارب الإرهاب بقدر ما تحارب وتقصف المعارضة السورية لتثبيت حكم نظام آل الأسد، وكأن كل المعارضة إرهاب، بينما ينبغي التمييز بين الإرهاب والمعارضة، هذا ناهيك عن ضرورة التمييز بين الإرهاب العشوائي المقصود ضربه، وإرهاب الدول العظمى المنظّم الذي تمارسه على الأرض السورية باستهداف المعارضة والشعب.

وقال أبو ريا : قد شدّ انتباهي في مسألة سقوط الطائرة الروسية حماس بعض مؤيّدي الأسد وروسيا العرب لضرب تركيا وجعلها تدفع الثمن جرّاء عملها، وكأن بوتين يتحرّك بجهاز تحكم عن بعد بيد مثل هؤلاء، متناسين أن بوتين يمثل مصالح روسيا القومية، ولا يمثل مصالحهم الفئوية في دعم نظام الأسد، وأن روسيا دولة مسؤولة لا تراهن على حرق مصالحها في المنطقة والعالم، وكذلك شدّ انتباهي فرحة البعض بسقوط الطائرة، التي أعتقد أنها رد فعل غير مبرر على نتائج القصف الروسي للمدنيين السوريين، مع ضرورة إدانة القصف العشوائي الروسي للمدنيين في سوريا.

وتابع أبو ريا قائلا : أما بخصوص ما يحمله المستقبل من احتمالات في ضوء إسقاط الطائرة، فإنني أعتقد أن مثل ما حدث قد يحدث لاحقا مرات ومرات، وأن رد الدول التي هي بحجم روسيا وتركيا لا يتجاوز المنطق المتعارف عليه بين الدول القوية، أي باحتواء كل حدث من ناحية والضغط على الطرف المقابل بوسائل أخرى من الناحية الثانية دون تدهور الوضع لحرب كما يتصورها البعض.

واسهب أبو ريا يقول : في جعبة روسيا أوراق كثيرة لم تستعملها بعد ضد تركيا، أولاها حزب العمال الكردي لـ"تأديب" أردوغان وتركيا، والسياحة التي وصل تعداد الروس فيها لتركيا 4.5 مليون سائح سنويا. في ضوء ذلك, فإن الأهم من إسقاط الطائرة الروسية هو غياب الدور السيادي السوري بل والدور العربي، وأعتقد أن المخاض في أوجه، وأن الحل ينبغي أن يكون سياسيا في سوريا يضمن إعادة بناء سوريا كدولة ذات سيادة تكون فيها حقوق الأفراد مضمونة ويتم فيها تداول السلطة بالطريقة المتعارف عليها "ديموقراطيا" وإلّا فإن لا مستقبل للمنطقة، ولا حتى للسلم العالمي الذي بدا يتأثر بالهزات الارتدادية لكل أحداث سوريا.
تركيا تتمنى ان تكتفي روسيا برد عسكري مماثل والاكتفاء بإسقاط طائرة تركية

د. عدنان بكرية من عرابة قال : أولا من يؤيد "داعش" هو إرهابي، ومن يقف ضد محاربة الارهاب فهو ارهابي والارهاب لا يقتصر على حمل السلاح، بل هناك الارهابي بالفكر والسلوك، هذا فيما بخص التشفي والفرح لمقتل الطيار الروسي
.
وقال بكرية : لمن يطالب روسيا بالرد الفوري أقول ، هذه ليست لعبة " كِش حمام" ، هذه لعبة سياسة ودبلوماسية ، لعبة حرب لها اصولها وقواعدها، فلاديمير بوتين يعرف قواعد اللعبة ويتقنها، ليس بالضرورة ان يكون الرد على تركيا وفوراً ، واول الغيث كان الليلة، انقاذ الطيار الروسي بعملية كوماندوس خلف خطوط الإرهابيين ، وتركيا تتمنى ان تكتفي روسيا برد عسكري مماثل والاكتفاء بإسقاط طائرة تركية، لكن الرد الروسي سيكون موجعا لتركيا وله تبعاته العسكرية والاقتصادية وقد بُدأ بالتنفيذ ، قطع العلاقات الاقتصادية، فحجم التداول بين البلدين 270 مليار دولار، وايضا قطع الغاز والبترول، و قطع العلاقات العسكرية إضافة الى الرد العسكري الميداني الذي سيكون الحسم العسكري السريع ضد الارهاب ولا مكان لتسوية سياسية وأيضا الرد الفوري سيكون اعتبار كل طائرة تركية هدفا لروسيا، فنحن لسنا في لعبة "قط وفأر" بل نحن في معركة لها اصولها وقواعدها.

وتابع د. بكرية قائلا : الآن بوتين يقول "الأتراك أعلنوا الحرب علينا ، مجنون رمى بالبئر حجر" !! ، وهذا ما فعله أردوغان، وكاد أن يورط الغرب بأكمله بخطوته هذه التي أضرت بالناتو كثيرا ، ,لا استبعد أن يضَحوا به وبتركيا مقابل تحاشي بركان الغضب الروسي الذي يكاد ينفجر بوجه الجميع، والأيام القادمة حبلى بالأحداث والمفاجآت ، يكفي ان تنظر الى البحر المتوسط لترى كيف تحول الى معسكر روسي لتقرأ المستقبل.

 انتصار الجيش السوري وصموده ضد مرتزقة العالم أزعجهم
زهر الدين سعد من قرية المغار قال : أعتقد ان إسقاط الطائرة الروسية فوق الاراضي السورية من قبل الطائرات التركية عمل استفزازي يؤكد تآمر تركيا على سوري، وبدون شك قيادة روسيا للحرب الحقيقية على الاٍرهاب ازعج الدول الداعمة للإرهاب و لداعش ، انتصار الجيش السوري وصموده ضد مرتزقة العالم أزعجهم، وبدون شك دخول روسيا وخلال مدة قصيرة بدا برسم التغيير على الارض. في البداية كان إسقاط الطائرة المدنية فوق مصر والان إسقاط الطائرة فوق سوريا هو عمل ربما مدبر من اجل إيقاف روسيا من حربها ضد الاٍرهاب وكسر هيبتها ووقف زيادة نفوذها في المنطقة .

وقال سعد : أما بالنسبة لقتل الطيار فهو عمل إجرامي وجبان وغير انساني ويخالف جميع القوانين الدولية والأخلاقية ،الطيار عندما يكون في المظلة ممنوع إطلاق النار عليه، فهو بين السماء والأرض لا حول له ،من السهل أسره ،ولكن شهوة القتل عند الإرهابيين القتلة شهوة لا مثيل لها، ومن رأى أعمالهم الإرهابية لا يستغرب مثل هذا الاجرام .

وأضاف سعد أما بالنسبة لمن فرح لمقتل الطيار فعليه ان يسال: من الذي يقتل ويدمر في سوريا؟ من الذي يمثل بالجثث؟ من الذي يتاجر بالنساء ويغتصب الأطفال؟ ومن يهدم حضارة سوريا؟ ، ان هذا الطيار قدم لسوريا بطلب من حكومتها الرسمية بعد ان دخل سوريا مرتزقة من 80 دولة ودمروا وهجروا السوريين، وقدم بأمر من قيادة روسيا التي فهمت حقيقة المؤامرة في الشرق الأوسط وخاصة سوريا. اما روسيا فهي الدولة التي لم تسمح لأحد باحتلالها ،هي قاهرة هانيبال وهتلر ،روسيا التي تصبر على الشدة والجوع والقهر ولكنها لا تستسلم، روسيا المخلصة للأصدقاء والمستعدة لنصرتهم حتى النهاية، روسيا لم تتخلى عن كوبا ولا عن سوريا ولا عن أية دولة صديقة لها. روسيا وقبلها الاتحاد السوفياتي استعمل الفيتو في مجلس الأمن من اجل الأمة العربية بينما أمريكا وبريطانيا وفرنسا دائماً وقفوا ضد الأمة العربية، روسيا تستطيع ان تعاقب كل دولة تنتهك سيادتها ولكن لديها المسؤولية الكاملة ولن تكون حرب إقليمية لان الآخرين يعرفون قوة روسيا وحلفها مع كوريا والصين وإيران وسيسجل التاريخ بداية سقوط مثلث الدنس السعودي القطري والتركي.

أؤيد تركيا بردها هذا
الصحفي سعيد بدران قال : تركيا دولة ذات سيادة لها موقعها ومركزها إقليمياً وعالمياً، ورغم كونها دولة لها علاقات جوار وعلاقات تجارية ودينية مع دول الشرق الاوسط العربية إلا انها استطاعت بفضل قيادتها الحالية التقدم اقتصادياً لتتبوأ مركزاً متقدماً بين الدول العشرة الاوائل التي تشهد استقراراً اقتصادياً في العالم. وهذه الدولة كأبناء شعبها تعتز بسيادتها ومكانتها التي اكتسبتها بحق، وباتت تعتمد على قوتها العسكرية أيضاً ولتلعب دورا بارزاً في المنطقة وخاصة المشهد السوري، ونظرا لصبغتها الاسلامية التي اصبحت ظاهرة للعيان بوضوح بسبب زعيمها أردوغان، تعمل على مؤازرة الحركات الاسلامية وحركات التحرر في العالم العربي والاسلامي، ولذا لم استغرب قيامها بتحدي روسيا واسقاط طائرتها التي اخترقت مجالها الجوي رغم التحذيرات المتكررة لطاقم الطائرة. 

وقال بدران :" انا بشكل شخصي ارى ان الرد التركي كان رد فعل طبيعياً كرد اي دولة تحترم نفسها وتحافظ على سيادتها وشعبها، ولا ادري لماذا يتهم البعض تركيا بالاعتداء على روسيا علماً ان روسيا قامت بالماضي بإسقاط طائرات اجنبية وحتى مدنية لأنها اقتربت من مجالاتها الجوية. وهنا تركيا اسقطت طائرة مقاتلة وليس مدنية، طائرة قصفت وازهقت ارواح المسلمين العزل الابرياء.

وأضاف بدران : انا أؤيد تركيا بردها هذا، كي تردع كل من تسول له نفسه بقتل اطفال المسلمين ، ورد فعل الروس لن يتعد مرحلة الاحتجاج الدبلوماسي وربما الاقتصادي ولن تجرؤ روسيا و''كرملينها وبوتينها'' على الدخول بمواجهة عسكرية مع الاتراك لانها ستخسر حرية التنقل عبر مضيق البوسفور والدردنيل، ولها مصالح كثيرة في البحر الابيض المتوسط ومواقع عسكرية مهمة أيضاً في البحر الاسود ومحيطه والتي هي عبارة عن اهداف عسكرية ستصبح مستهدفة من قبل تركيا ، واضافة الى ذلك فإن بوتين الذي بدأ يغرق في المستنقع السوري بعد استدراجه اليه من قبل الولايات المتحدة واعوانها، ورغم غبائه السياسي والعسكري لن يسرع للوقوع في الفخ التركي أيضاً، وان فعل ذلك فتنتظره عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، وقد تأت على قتل حلمه بإعادة امجاد امبراطورية روسيا القيصرية بشكل نهائي.

وتابع بدران قائلا : اما بالنسبة لقتل الطيارين فهذا الامر مرفوض بتاتاً، وديننا الاسلامي اوصى بمعاملة الاسرى خيراً، ولذا ادين واشجب بشدة كل عملية يتم فيها قتل اي اسير مهما كانت هويته او دينه. واود ان اشير الى الفارق البسيط بين تركيا والدول العربية وهو الحق بالرد على اي اعتداء فبينما العرب يحتفظون بالرد بالوقت والمكان المناسب فإن تركيا لم تنتظر وردت مباشرة، وهذه نقطة ضوء في تعامل اي دولة تحترم شعبها وتحافظ على حدودها وسيادتها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]