بمشاركة بين الدكتور نهاد علي والبروفسور سامي سموحة من جامعة حيفا، نشرت هذا الاسبوع معطيات الاستطلاع الذي اجري على 700 مواطن عربي و700 مواطن يهودي في البلاد وذلك في موضوع التعايش العربي اليهودي.

مشاركة بين سموحة ود. نهاد علي رغم الاختلاف في تحليل النتائج

وافاد البحث بأن المجتمع العربي يمر في مرحلة تسييس، التي قد تؤدي الى تفاقم موقفهم وقد يؤدي لبعض التشدد في المواقف ، ويأتي هذا بعد اختفت هذه الحالة في عام 2013 ،رغم الحرب على غزة وانتخابات عام 2015 .

ويستمد ايضا من نتائج هذا البحث بان هنالك استقرار في مواقف المجتمع اليهودي ، وفي بعض الاحيان اعتدال في الراي ، ولم يحدث هناك أي تطرف في الآراء، رغم انجرار المجتمع اليهودي في الفترة الاخيرة نحو اليمين والدين، متأثرا من حملة اليمين المتطرف ضد المواطنين العرب .عن هذا الموضوع التقى مراسل موقع بكرا بالدكتور نهاد علي الذي تحدث الينا بإسهاب عن معطيات هذا الاستطلاع حين قال:" شاركت في هذا الاستطلاع مع البرفسور سامي سموحة الذي أوافقه دائما بنتائج الاستطلاع ولكنني اخالفه في تحليل النتائج".

العربي يميز بين اليهودي كانسان وبين المؤسسة

واضاف د. نهاد علي :" من قراءة معطيات الاستطلاع يستدل وكان هناك تشدد في مواقف المواطن العربي بالمقابل وكان مواقف المواطن اليهودي ثابتة، بمعنى ان مواقف اليهود تجاه العرب هي متشددة بالاصل ولذلك نراها وكانها ثابتة لان نقطة الصفر عند المواطن اليهودي متشددة اصلا باتجاه العربي ،حيث نلاحظ بان امكانية التشدد لدى المواطن اليهودي قليلة، ولكن عند العرب تأتي متفاوتة ، حيث يستطيع المواطن العربي ان يميز بين اليهودي كإنسان وبين المؤسسة ، فتكون مواقفه تجاه المؤسسة متشددة ، وذلك من منطلق معرفته بان المؤسسة تنظر اليه نظرة عدائية كعربي وليس كمواطن ، اضف لذلك نظرة المواطن العربي الى اليهود من اليمين في الدولة، بالمقابل نظرته تجاه المواطن اليهودي مختلفة ، حيث اعلن المواطن العربي عن استعداده للسكن بجوار المواطن اليهودي وفي نفس البلد ولا يوجد لديه اية اشكال بان يكون صديقا له ، اذ على المستوى الاجتماعي هناك تقبلا من المواطن العربي لليهودي".

خيبة أمل لدى المواطن العربي من الربيع العربي

وتطرق الدكتور نهاد علي في حديثه عن خيبة امل الجماهير العربية في البلاد من الربيع العربي حين قال في عام 2011 عاش المواطن العربي في رومانسية حين سمع بالربيع العربي ، ولكن خاب املهم سريعا حين تحول الربيع العربي الى شتاء دامي ، حيث كان لديه تفاؤل كبير لما حدث في الدول العربية وسرعان ما تبخر كل هذا ، العربي في البلاد يريد الامن والامان لحياته ويقارن الامن الحياتي له مع ذلك في الدول العربية، وعندها تكون خيبة الامل لديه كبيرة ".

التخوف والتردد لدى المواطن العربي من الاجابة

واردف د. نهاد علي :" ما لاحظته في ادارتي للبحث تخوف لدى المواطن العربي من الاجابة على بعض الاسئلة ، حيث كان لديهم تردد في الاجابة عن بعض اسئلة الاستطلاع ، وهذا حسب راي ينبع من تخوفهم من رد فعل الحكومة اليمنية للدولة ، والتي ادت الى وجود اسقاطات على اجابات المواطن العربي وتردده الكثير في اعطاء الاجابة وهذا القى بظلاله على نتائج الاستطلاع".

واردف د. نهاد علي :" من خلال الاستطلاع نستنتج بان العرب واليهود وصلوا الى عملية تذويت، بانهم مجبرون على العيش سوية، وان القدر جمعهم سوية ولا يوجد لديهم اية امكانية اخرى ، وحتى اليهود اليمنيين وصلوا الى نتيجة بانه لا يوجد امامه مجال اخر ، العرب في هذه البلاد باقون للابد، والعرب ذوتوا لأنفسهم بانهم يعيشون في دولة هم العنصر الاساسي بها، رغم انهم مهمشين ، وامكانية تغيير المعالم في دولة اسرائيل غير واردة بالحسبان، لان قواعد اللعبة ليست سهلة ".

توقيت الاستطلاع جاء قبل الوضع الامني الذي نعيشه اليوم وقبل اخراج الحركة الاسلامية عن القانون

واضاف د. نهاد علي :" يجب الاخذ بالحسبان بان توقيت هذا الاستطلاع جاء في شهر ايار الى اب قبل ان نعيش الوضع الامني الذي نعيشه الان، وقبل اخراج الحركة الاسلامية – الشق الشمالي عن القانون، والذي نرى به ضرب من الجنون السياسي واجتياز الخطوط الحمراء مما يؤثر سلبا على ما تبقى من الديمقراطية الاسرلئيلية
ولو اجري البحث في هذا الوقت، لكانت نتائجه مغايرة تماما وسوف نلاحظ هنالك تشدد اكثر في مواقف المواطنين العرب تجاه المؤسسة الاسرائيلية ، حيث استدل من نتائج الاستطلاع ايضا بان نسبة كبيرة جدا من المواطنين العرب يمنحون ثقتهم في القائمة المشتركة في الكنيست ، ويقولون بانهم جسم ضروري للمواطنين العرب في البلاد يمثلهم في البرلمان الاسرائيلي".

مقاطعة، خوف وخوف متخيل يمنع 60% من اليهود دخول بلدات عربية

كما اشار الاستطلاع بان هنالك 60% من المجتمع اليهودي قالوا بانهم غير مستعدين للدخول الى اية بلدة عربية ويمكن تقسيم ذلك الى ثلاث مجموعات ، الاولى لأنها مجموعة متطرفة وتقاطع مقاطعة تامة المجتمع العربي من منطلق سياسي ، والثانية هي مجموعة تخاف ان تدخل اية بلدة عربية، وهنالك نسبة 20% قالوا بانهم هُددوا من قبل مواطنين عرب ولذلك ما زال الخوف يمنعهم من دخول اية بلدة عربية، والمجموعة الثالثة هي التي لديها الخوف المتخيل، الذي لا يوجد له اي صلة بالمواقع، حيث يتخيلون بانهم اذا دخلوا اية بلدة عربية فسوف يتم الاعتداء عليهم، وهذا لم نسمع عنه منذ قيام الدولة ،حيث لم يكن هنالك اي مواطن يهودي قتل في اية بلدة عربية".

هذا وشمل البحث 30 بلدة عربية من الجليل، المثلث والنقب باستثناء بلدات الجولان والقدس الشرقية ، وتمت مقابلة المواطنين العرب في بيوتهم، بينما تم الحديث مع المواطنين اليهود عبر الهاتف عن هذا قال د. نهاد علي :" السبب هو في البداية اقتصادي والسبب الثاني هو ان المواطن اليهودي لا يوجد له الوقت الكافي لاستقبال من يمرر الاستطلاع في بيته، ولكن المواطن العربي ابدى استعداده التام لاستقبالنا في بيته ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]