أطلق مجموعة من الشبان الفلسطينيون حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مفادها أن أعياد الميلاد أعياد وطنية ويجب الاحتفال بها، ردا على الدعاوى المطالبة باعتبار عيد الميلاد فقط يقتصر على الشعائر الدينية بسبب الأحداث الجارية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
وأثار قرار بلديات بيت لحم ورام الله وعدد من القرى الفلسطينية عدم إضاءة شجرة الميلاد وعدم تزين المدن للتضامن مع أبناء الشعب الفلسطيني المسلمين الذين يتعرضون للقتل على أيدي الاحتلال الإسرائيلي.

البندك: احتفالات الميلاد تقتصر على الشعائر الدينية
إلى ذلك أكد الوزير زياد البندك مستشار الرئيس للعلاقات المسيحية المحلية والدولية على اقتصار فعاليات عيد الميلاد المجيد هذا العام على الشعائر الدينية فقط.

وقال في حديث لـ "بكرا" إن المسيحيين هم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني واحتراماً لمعاناة شعبنا وما يقدمه مؤخراً من شهداء وما يتعرض له الاسرى صدر موقف رسمي بضرورة أن تقتصر فعاليات عيد الميلاد في المدن الفلسطينية على إضاءة شجرة الميلاد والجوانب الدينية والوطنية بعيداً عن مظاهر الاحتفالات والبهجة.

وأشار إلى أنه من المقرر مشاركة الرئيس محمود عباس بالقداس الليلي لعيد الميلاد، وأيضا مشاركة رئيس الوزراء بإضاءة شجرة الميلاد.

مجلس كنائس رام الله يقرر الاقتصار على الشعائر الدينية أيضا
وكان مجلس كنائس مدينة رام الله أكد اليوم في بيان وصل "بكرا" أن ابناء المدينة المسيحيين هم جزء من نسيج الوطن الجريح، والالام شعبنا ومعاناته بسبب سياسة الاحتلال التي لا تميز بين ابناء الوطن الواحد، وجاء ذلك خلال اللقاء الذي دعا له م.موسى حديد رئيس بلدية رام الله والذي تم فيه الاتفاق على اقتصار فعاليات عيد الميلاد المجيد هذا العام على الشعائر الدينية فقط.
وقال رئيس البلدية إن هذا التوجه لبلدية رام الله ومجلس الكنائس هو نابع من الشعور العام الذي يحس به كل مواطن في رام الله وفلسطين تجاه تضحيات ابناء شعبنا، وتجاه الشهداء الابرار وذويهم وجثامين الشهداء الذين تحتجزهم دولة الاحتلال.

استبدال الألعاب النارية بقرع الأجراس في بيت لحم
وكان مجلس بلدية بيت لحم أقرّ في وقت سابق موعد إضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد لهذا العام، يوم السبت الموافق 5/12/2015 ابتداءً من الساعة (6) مساءً في ساحة المهد، على أن يتخلل حفل الإضاءة كلمة لرئيس الوزراء د.رامي الحمد الله، وكلمة رئيسة بلدية بيت لحم أ. فيرا بابون، وفقرات خاصة بالتراتيل الدينية والأغاني الوطنية، وقرر المجلس استبدال الألعاب النارية في نهاية الاحتفال بقرع أجراس الكنائس.
وفي ذات الإطار تقرر إلغاء حفل العشاء المعمول به في السنوات السابقة على شرف رئيس الوزراء، وتنفيذ أعمال الزينة في شارعي النجمة والمهد فقط، وتعليق الأعلام الفلسطينية في الشوارع المذكورة.

المطران عطا الله حنا: لا تقتلوا فرحة العيد في وطني

إلى ذلك، قال المطران عطالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس "بدأنا ندخل تدريجيا في مرحلة الاستعداد لعيد الميلاد المجيد عيد ميلاد ملك السلام والمحبة وهو عيد يعتبر في فلسطين عيد وطني، لان ذاك الذي نحتفل بميلاده ولد في بلادنا وتحديدا في مدينة بيت لحم، ويحتفل بهذا العيد كافة ابناء شعبنا الفلسطيني مسيحيين ومسلمين، ومن فلسطين ارض القداسة والوحي انطلقت رسالة الفادي الى كافة اصقاع الدنيا في مشارق الارض ومغاربها".

وقال :" لا تحرموا اولادنا من فرحة العيد فكفانا ما حل بنا من الاحتلال ، طبعا هنالك مظاهر احتفالية معينة يمكن اختصارها في ظل الوضع الراهن ، ولكن يجب ان يبقى الطابع الاحتفالي للعيد ، وان تكون رسالتنا للاحتلال : " انتم تريدون عزل مدينة بيت لحم ، وقتل العيد في وطنه ، ونحن نقول بأن عيدنا سيبقى عيدا نستذكر فيه من آتى الينا حاملا رسالة السلام والمحبة ، ونستذكر فيه شهدائنا الابرار ، واسرانا القابعين خلف القضبان ، ونستذكر فيه شعبنا الفلسطيني في كل مكان ، وسيبقى عيد الميلاد عيد نعبر فيه عن وطنيتنا الصادقة وانتماءنا الذي لا لبس فيه لهذه الارض المقدسة " .

واضاف المطران حنا لــ"بكرا" ان عيد الميلاد كما هي كافة الاعياد هي مساحة فرح وامل ورجاء وخاصة لشعبنا الفلسطيني في ظل هذه الظروف الراهنة حيث القمع والظلم الاحتلالي متواصل بحق ابناء شعبنا.

وتابع "ان الاحتلال البغيض يريد ان يقتل فرحة العيد في بلدنا، وهنالك تقييدات غير مسبوقة للدخول الى بيت لحم في هذا العيد، إنها اجراءات هادفة لعرقلة احتفالاتنا والتعبير عن ابتهاجنا بعيد ميلاد ملك السلام والمحبة".

وقال :"ان الاحتلال الذي يقتل شبابنا ويعتدي على مقدساتنا ويستهدف قضيتنا الوطنية لا يريدنا ان نشعر بفرحة العيد، ولا يريدنا ان نعبر عن ابتهاجنا بميلاد السيد المسيح الاتي الينا مناديا بقيم العدالة والاخوة والمحبة بين الناس".

واردف المطران حنا :"ان ملك السلام يولد في عالمنا لكي يزيل الحواجز والاسوار التي تفصل الناس عن بعضهم البعض، في حين ان الاحتلال العنصري يبني اسوارا عنصرية ويضع الحواجز العسكرية ويفصل الانسان عن اخيه الانسان في محاولة هادفة لإدخال اليأس والاحباط الى قلوبنا ونزع الامل والرجاء من حياتنا.

انني اود ان اسجل تحفظي على الاعلان الذي صدر من عدة مراجع نحترمها ونقدر مواقفها ونعتبر ان نيتها صادقة ، اذ انني اتحفظ على اعلان اقتصار العيد على الشعائر الدينية ، ذلك لأنه لا يجوز اختزال العيد في شعائر وطقوس فحسب ، فعيد الميلاد هو عيد انفتاح على العالم هو عيد تضامن مع كل انسان مكلوم ومحزون ، هو عيد لكي ننقل فيه الابتسامة والسعادة الى كل اسرة حزينة والى كل انسان متألم .
وقال المطران ان عيد الميلاد كما هي كافة اعيادنا الدينية والوطنية هي مناسبات لائقة لنا كفلسطينيين لكي نعبر فيها ومن خلالها عن تشبثنا بوطننا وتأكيدنا على اننا نعشق الحياة ، ولن نتأثر بالسياسة الاسرائيلية التي تريدنا ان نعيش في بوتقة اليأس والقنوط ، فبالرغم من كل آلامنا واحزاننا وجراحنا سنعيد لكي نوصل رسالة الى كافة ارجاء العالم بأننا شعب يعشق الحياة ويحب الحياة ولن يتنازل عن حقه في ان يعيش بحرية وكرامة في وطنه .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]