قال سيرغي كورولينكو قائد المجموعة الروسية في مركز المعلومات الرباعي المشترك ببغداد، في مقابلة أجرتها معه قناة RT، إن جهود المركز موجهة لكشف وإظهار مواقع الإرهابيين بهدف تدميرها.

س: منذ سبتمبر/أيلول الماضي ومركز المعلومات المشترك ما بين العراق وروسيا وإيران وسوريا يواصل جمع المعلومات حول الإرهابيين وتحركاتهم في الأراضي العراقية والأراضي السورية، ماذا حققتم من معلومات حتى هذه اللحظة؟، وماهي الأهداف التي تحققت من خلال العمل المتواصل في مركز التنسيق المعلوماتي الرباعي؟

جواب: يستمر العمل المشترك لممثلي هيئات أركان الدول الأربع روسيا وإيران والعراق وسوريا في مركز المعلومات الموجود في بغداد، حيث نجمع ونحلل المعلومات عن تحركات داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى على الأراضي السورية والعراقية.

وأهم جهود المركز موجهة لكشف وإظهار مواقع الإرهابيين بهدف تدميرها.

المعلومات التي تجمع تنقل إلى هيئات الأركان وجزء منها يستخدم لتوجيه ضربات للإرهابيين في سوريا، وهنا أود التأكيد أن جميع الإجراءات تتخذ لتفادي الإصابات بين السكان المدنيين.

س: بما أن غرفة المعلومات، أو غرفة التنسيق الرباعي المشترك ما بين الأطراف الأربعة تقوم بعملية جمع المعلومات عن الإرهابيين ومن ثم تحليل هذه المعلومات وهذه النتائج، بالتأكيد شخصتم مناطق القوة والضعف لهذا التنظيم سواء كان على خريطة نفوذ هذا التنظيم داخل الأراضي العراقية أو السورية، فهل توصلتم إلى بعض الخيوط أو بعض التفاصيل التي تكشف الجهات الداعمة للإرهاب؟

جواب: مجموعات عصابات داعش تسيطر على جزء من الأراضي السورية، بما في ذلك مدن الرقة والميادين والبوكمال وعدد آخر من المدن، وعدا ذلك تسيطر العصابات بشكل جزئي على مدينتي حلب ودير الزور، أما في العراق فهم يسيطرون حتى الآن على محافظة نينوى وجزء من محافظة الأنبار، وبشكل رئيس على مدينة الموصل وبشكل جزئي على مدينتي الرمادي والفلوجة.

س: وجهت المقاتلات الروسية ضربات مركزة على أرتال تابعة لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية، هذه الأرتال كانت عبارة عن شاحنات تحمل نفط مهرب سواء كان من العراق أو سوريا، أولا ما تأثير هذه الضربات على اقتصاد داعش، الذي يرتكز بشكل أساسي على تهريب النفط، وأيضا من خلال متابعتكم، إلى أين كانت تتجه هذه الشاحنات؟

جواب: في الأيام الأخيرة دمرت القوات الجوية الفضائية الروسية أكثر من ألف صهريج لنقل النفط في الأراضي السورية، ما أدى إلى تقويض قدرات داعش الاقتصادية بشكل كبير. ويجرى العمل في مركز المعلومات على كشف خطوط سير وعبور النفط ومشتقاته، ولا تزال السوق الأساسية لتصريف هذا النفط هي الأراضي التركية.

س: تحدثت بعض القيادات العسكرية السورية عن استخدام عناصر التنظيم لأسلحة كيميائية في بعض المعارك، وأيضا أكدت لنا بعض القيادات الميدانية في قوات الحشد الشعبي بأن عناصر التنظيم استخدموا بعض القنابل التي تحتوي على غاز الكلور، على وجه التحديد، في معارك بيجي شمال مدينة تكريت، هل لديكم أي معلومات أو تفصيلات عن كيفية استخدام هذه الأسلحة بالنسبة لعناصر التنظيم، ومن أين يحصل التنظيم على هذه المواد السامة؟

جواب: نظرا للخطر الذي يشكله الاستخدام المتكرر للمواد السامة من قبل مسلحي داعش، كما في سوريا وكذلك في العراق، فإننا نواصل العمل على كشف تهديدات استخدامها.

وتنفيذا لطلب القيادة العسكرية العراقية فإننا نقدم المساعدة في توفير وسائل الوقاية من الأسلحة الكيمياوية للأجهزة الأمنية والقوات العراقية، واتخذت الحكومة الروسية، في فترة قصيرة، قرارا بتقديم هذه المساعدة.

ونقلت طائرات القوات الجوية الفضائية الروسية وسائل الوقاية هذه إلى بغداد في أكتوبر الماضي.

س: ربما من الواضح أن هناك خلافات مباشرة وصريحة ما بين التنظيمات المتطرفة على الأراضي السورية، وخصوصا بين تنظيم داعش وجبهة النصرة وتنظيمات متطرفة أخرى، لكن، أيضا في العراق تردنا معلومات بأن هناك خلافات ما بين عناصر التنظيم في الموصل ومحافظة الأنبار، حيث تشير الأنباء إلى حصول مواجهات بين بعض الفصائل المنضوية تحت لواء هذا التنظيم المتطرف الإرهابي، ما صحة هذه المعلومات برأيكم؟ وأيضا، وبحسب تقييمكم لهذا الموقف، إلى أي مدى تؤثر هذه الخلافات على مسار المعركة ضد هذه التنظيمات المتطرفة؟

جواب: مسلحو داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى على الأراضي السورية يفقدون الروح المعنوية بالفعل. وقد ازدادت حدة المواجهات بين عصابات داعش فيما بينها، كذلك كثرت حالات عصيان القادة بينهم، وارتفعت أعداد المسلحين الفارين من مناطق القتال في سوريا، خاصة في ريف حلب وريف دير الزور.

س: من خلال متابعتكم واطلاعكم على مسار المواجهة مع تنظيم داعش، سواء في العراق أو سوريا، هل هذا التنظيم المتطرف والإرهابي يتراجع ويتقهقر في العراق أكثر أم في سوريا؟ وماهي فرص القضاء عليه بشكل أسرع؟

جواب: عمليات القوات الجوية الفضائية الروسية ونجاحات الجيش السوري على الأرض أضعفت بشكل نوعي قوة مجموعات داعش في سوريا، وجزئيا في العراق.

في الوقت الراهن، فإن أجزاء واسعة من الحدود السورية العراقية، وبصرف النظر عن الجهود المبذولة من قبل القوات المسلحة للبلدين، تبقى خارج سيطرة القوات الحكومية، حيث تمتلك العصابات الإرهابية المقدرة على نقل قواتها وعتادها بين الدولتين.

وننفذ في مركز المعلومات مهمات هدفها قطع الاتصالات بين العصابات الإرهابية، كما تجرى أعمال استطلاع مختلفة لمراقبة مسارات النقل لدى الإرهابيين عبر الحدود السورية العراقية، وننظم ضربات جوية ضدهم.

س: تعرض تنظيم داعش إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، سواء في العراق أو سوريا، من خلال معارك خاضتها القوات المشتركة العراقية وقوات الحشد الشعبي بعد تحرير بيجي، وبعد تحرير ديالى، وتحرير مدن أخرى، هذا بالإضافة إلى المناطق التي حررها الجيش السوري الحكومي، أضافة إلى الضربات الجوية الموجعة، التي وجهتها المقاتلات الروسية إلى معاقل التنظيم داخل الأراضي السورية، وأيضا، الضربات التي وجهها التحالف أو الضربات التي وجهها سلاح الجو العراقي، لكن رغم هذه الضربات، وهذه المعارك لا يزال هذا التنظيم يمتلك عددا كبيرا من الإرهابيين، كيف تفسر هذا الأمر؟

جواب: إن تحليل المعطيات الواردة يؤكد أن الخسائر التي لحقت بالإرهابيين في محافظات حلب والرقة ودير الزور قد كانت ضخمة، وعلى صعيد مواز فإن قادة داعش يتخذون إجراءات لتعويض الخسائر، إذ يجندون السكان المحليين بشكل إجباري، ويحتفظون في صفوفهم برجال من مناطق سيطر عليها التنظيم، وهم بذلك يمارسون أسلوب الترهيب والعنف ضد السكان، إضافة إلى تجنيد فتيان ممن هم دون السادسة عشرة من العمر، يدربون بشكل سريع في المعسكرات، ويعاقب الفارون منهم بالإعدام رميا بالرصاص.

وقد علمنا مؤخرا بإعدام اثني عشر فتى حاولوا الهروب من معسكر تدريبي شمال غرب العراق. أريد أن أشير إلى أن الإرهابيين بدأوا يستخدمون بشكل متزايد المستشفيات والمدارس والجوامع كملاجئ بعد تكثيف ضرباتنا الجوية ضدهم، وسخروا كذلك الأهالي في تلك المناطق كدروع بشرية لهم.

س: كيف تنظرون إلى قيام تركيا بإسقاط القاذفة الروسية، التي كانت تعمل على ضرب معاقل الإرهاب في الأراضي السورية، هل هذا الموضوع سيؤثر على العمليات الروسية بضرب معاقل تنظيم داعش أو التنظيمات الأخرى داخل الأراضي السورية؟ وهل ستكون هناك حماية للطائرات أو المقاتلات الروسية في الفترة القادمة داخل الأراضي السورية؟
جواب: إن عملية القوات الجوية الفضائية الروسية في سوريا ستستمر قطعا، ولتعزيز أمن طيارينا والحفاظ على سلامتهم، اتخذت وزارة الدفاع الروسية سلسلة إجراءات، وهذا ما أكده الناطق باسم الوزارة.

وتضم هذه الإجراءات ما يلي: مرافقة المقاتلات الروسية للقاذفات الروسية في أجواء سوريا أثناء تنفيذها مهمات قتالية، وكذلك تعزيز مجموعة الدفاع الجوي الروسي في سوريا.

س: هناك علاقات تاريخية ما بين بغداد وموسكو، وأيضا العراق حصل على دعم سريع جدا من الجانب الروسي منذ اندلاع أزمة داعش واحتلال هذا التنظيم الإرهابي لبعض المدن العراقية في العام الماضي، هل هذا الدعم لا يزال موجودا ومستمرا؟

جواب: تتعامل روسيا مع العراق في مجال التعاون العسكري التقني منذ فترة طويلة، والتعاون في هذا المجال مستمر.

س: من المعلوم أن مركز بغداد للمعلومات يضم أربع دول هي: العراق وروسيا وسوريا وإيران، لكن هل بالإمكان أن تنضم دول أخرى إلى مركز المعلومات المشترك؟ هل يمكن أن يتوسع ويضم دولا جديدة؟ وأيضا، كيف يمكن القضاء على الإرهاب وعلى التنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا وفي المنطقة برمتها، في ظل التحديات الكبيرة الراهنة؟

جواب: يحمل الشعار الرسمي للمركز عبارة "القوة في الوحدة"، بأربع لغات. ونحن نتعاون مع القوى، التي تهتم بسحق داعش وتحاربه بشكل حقيقي وبنية صادقة. وهذا كله سيؤدي في نهاية المطاف إلى إحلال السلام والوفاق بين الشعوب في سوريا والعراق.

المقابلة عن موقع "روسيا اليوم"

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]