لغاية سنة ونصف السنة، كان اهالي الطيبة يشربون من مياه الابار الارتوازية الغنية من المياه الجوفية، ففي الطيبة بئران تابعان لبلدية الطيبة تصل مياههما عبر شبكة المياه الى كل احياء وبيوت الطيبة من قبل قيام الدولة ولغاية يومنا هذا، اضافة لهما هناك عشرة ابار في حقول الطيبة تكفي لري حقولها وبساتينها وتزيد، والسؤال كيف ولماذا دخلت شركة"مكوروت" الى مدينة الطيبة قبل نحو سنة ونصف في عهد رئيس لجنتها الاخير اريك برامي، ما الهدف من وراء ذلك، هل لأن المياه تصل بشكل متقطع احيانا لعدد من الحارات والبيوت بسبب خلل في مضخات احد الابار(ادعاء برامي)؟ ام ان هناك مخطط للسيطرة على هذه الابار، او اغلاقها وبالتالي حرمان اهالي الطيبة من نعمة المياه الطبيعية والاكتفاء الذاتي من هذه المياه؟ ..اسئلة كثيرة يحاول مراسلنا فك الغازها من خلال هذا التحقيق الميداني.
 
لدينا اكتفاء ذاتي من المياه

وقال مصطفى حاج يحيى احد اصحاب هذه الابار المرخصة لري المزروعات: هذا البئر تم حفره وانشاءه قبل اكثر من 50 سنة، وهو بئر مُرخص لري المزروعات،ونح ن نتعامل مع الفلاحين في الطيبة ونزودهم بكميات المياه المطلوبة لري مزروعاتهم وأشجارهم في السهل الغربي من المدينة.

وتابع حاج يحيى: مدينة الطيبة تسقي مزروعاتها وتشرب من مياه الابار قبل قيام الدولة، وقبل سنة تفاجئنا من ادخال خط مكوروت الى البلدة،،والحقيقة ان الامر كان مشبوها ،لأن مياه الطيبة تكفي لكل البلدة وتزيد.
 
حذرنا من خطورة المشروع مرارا وتكرارا

بدوره فقد قال عبد الستار شاهين رئيس اللجنة البيئية في المدينة: اذا كان الهدف من ادخال مكوروت الى البلد هو ربط المناطق الزراعية في مدينة الطيبة بخط شبكة مكوروت فقط، لا نعارض لان هذا فيه حل للمزارعين الذين لا تصل المياه الى اراضيهم. لكن ربط الطيبة باكملها بهذا الخط نرفضه رفضا قاطعا، لان الطيبة تتمتع بمياه جوفية ارتوازية ، والتي تكفي للمنطقة كلها.

وتابع : منطقة الشارون” هي الاغنى في المياه الجوفية الارتوازية، لذا يمكن حفر ابار اخرى في مدينة الطيبة وضخ مياه بكميات اكبر لتوفير احتياجات المدينة .

واسهب شاهين قائلا: الكل يعلم اننا عارضنا هذا المخطط منذ البداية، وقد قمنا بتحذير اهالي الطيبة من خطورة هذا المشروع، واكدنا اننا ضد سيطرة شركة “مكوروت” على ابار الطيبة، وقمنا بايقاف شركة “مكوروت” عن العمل عدة مرات، ولكن للاسف الشديد فقد تابعت الشركة عملها بدعم وغطاء من اللجنة المعينة، والذي اصبح امرا واقعا بسبب حالة الامبالاة السائدة في مدينتنا.

المشكلة في شبكة المياه وليس في الابار

مراسلنا توجه الى قسم المياه في بلدية الطيبة وكان له حديث مع موظف قسم المياه نعيم جابر حيث قال: قرار ادخال" مكوروت" الى الطيبة كان قرارا لرئيس اللجنة المعينة اريك برامي قبل اكثر من سنة، وكان التبرير ان مناطق في الطيبة لم تصلها المياه في بعض الاوقات بسبب خلل في مضخات الابار، لكن الغريب ان هذه المشكلة ما زالت قائمة بالرغم من وجود خط مكوروت، وبحسب معلوماتي فان المشكلة تكمن في البنى التحتية وشبكة المياه في الطيبة وليس في الابار،علما ان مياه الابار تكفي لمدينة الطيبة وقضائها والدليل ان هذه الابار تستخرج اربعة ملايين متر مكعب من المياه سنويا ما يعني انها تكفي حاجة الطيبة وتزيد.

تعقيب اريك برامي

كان لا بد من الحديث الى صاحب الفكرة والتنفيذ اريك برامي الذي قال لمراسلنا معقبا: بلدية الطيبة ومنذ سنوات طويلة حاولت ادخال مكوروت الى المدينة لكن لعدة اسباب لم يتسنى ذلك، وفي السنوات الاخيرة عانت عدة حارات في البلدة من انقطاع في المياه وخاصة الأحياء الشمالية الشرقية المرتفعة بسبب خلل اصاب مضخات الابار في اوقات كثيرة، لذلك كان لا بد من تقديم هذه الخدمة الاساسية للسكان وادخال مكوروت" لسد الفراغ"، وبالمناسبة خط مكوروت يعمل فقط في حالات انقطاع مياه الابار والبلدية لها السيطرة الكاملة على هذا الأمر .

لا تعقيب

اما رئيس البلدية المنتخب المحامي شعاع منصور مصاروة فقد عقب قائلا: للاسف الشديد لا يمكنني التعقيب على هذا الموضوع حاليا لعدم درايتي بتفاصيل الموضوع وسأكون اكثر حكمة بعد دراسة الموضوع والتعقيب عليه في الاسابيع القادمة.

أم خالد وسيدنا علي

كانت اراضي الطيبة ممتدة حتى ضواحي مدينة طول الكرم شرقا، وام خالد (نتانيا) وسيدنا علي(هرتسليا) غربا قبل قيام دولة اسرائيل ،وبلغت مساحة اراضي الطيبة حوالي 45 الف دونم، لكن اتفاقية رودوس والتي تم بموجبها تنازل ملك الاردن عبد الله عن مدينة الطيبة التي كانت تتبع ناحية طول الكرم (ناحية بني صعب) في عام 1949 ادى بالتالي الى قيام اسرائيل بمصادرة ثلثي اراضي الطيبة في الجهة الغربية ،وبذلك فقد خرقت اسرائيل الاتفاقية التي نصت بصريح العبارة المحافظة على اهالي الطيبة وممتلكاتهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]