ابرق المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية، رسالة إلى رئيس بلدية تل ابيب-يافا، رون حولدائي، مطالبًا اياه الغاء عظة للحاخام المتطرف يتسحاق غينزبورغ والمزمع تنظيمها يوم الأربعاء القادم في المركز الثقافي التابع للبلدية حيث من المُقرر أن يقدم عظة تحت عنوان "اعترافات يقدمها الحاخام يتسحاق غينزبورغ في ذكرى الإفراج عن مؤسس حركة "حبّاد" بتاريخ 29.11.1798" (إحدى الطوائف اليهودية وقد أسسها الحاخام شنيئور زلمان ميلادي في القرن الـ18).

ونوه عثمان في رسالته إلى أنّ الحاخام غينزبورغ معروف بآرائه المتطرفة والمعادية للعرب، وصلت إلى حد السماح شرعًا – وفق الديانة اليهودية- بقتل "الأغيار"، والتي ترجمها في عددٍ من إصدارته كان أولها مقالة "باروخ (مبارك) الرجل" والذي من خلالها قام بتقديم تفسير ديني لما أقدم عليه الإرهابي باروخ جولدشطين، منفذ المذبحة في الحرم الإبراهيمي عام 1994.

اصدارات أخرى محرضة 

وأكد المحامي عثمان أنه ورغم ما حملت المقالة من تحريض إلى أنّ غينزبورغ لم يقدم للمحاكمة فيما ادين بالتحريض على إصدار آخر حمل العنوان "علاج جذري"، واكتفت هيئة المحكمة في حينه بقرار محو الإدانة مقابل الاعتذار والاشتراط بعدم تكرارها (القصد التحريض) ليعود مرة أخرى غينزبورغ للتحريض من خلال منح المصادقة على إصدار "توراة الملك"، الذي يحدد موقف التّوراة والشّريعة اليهوديّة من "الأغيار".

ويصنّف هذا الكتاب البشر إلى مراتبَ متعددة. وينطلق، بحسب هذا التصنيف، من أنّ اليهود يتبوّؤون المرتبة العليا، وأنّهم أفضل- بما لا يقاس- من مختلف أصناف البشر الأخرى. و يعتبر أنّ اليهود هم وحدهم الآدميّون الحقيقيّون، في حين أنّ "الأغيار" هم في مرتبةٍ أدنى، وتقترب مرتبتهم كثيرًا من منزلة البهائم. لذلك ينبغي لليهود اتخاذ مواقف التمييز ضدّهم -في أحسن الأحوال- أو السماح بقتلهم، أو ينبغي قتلهم في معظم الأحيان، ولا سيما في أوقات الحرب.

الحد بين حرية التعبير والتحريض 

وانتقد المحامي عثمان مصادقة بلدية تل ابيب- يافا على تنظيم مثل هذا اللقاء في إحدى مؤسساتها لما يحمله من تحريض على العنصرية والعنف. وأوضح أنّ حرية التعبير حق مقدس، لكن عندما يتم تجاوزها إلى حد التحريض على العنصرية والعنف، ليس فقط ضد "الأغيار" إنما ضد فئات مختلفة من المجتمع، يتوجب على البلدية اتخاذ موقف حازم، غير متهادن، ويمنع احتضان مثل هذا اللقاء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]