في عصر التقدم التكنولوجي وسرعة تناقل المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي باتت وسائل الاعلام على المستوى المحلي والعالمي، وبكافة مجالاتها ( المتلفزة، المكتوبة والمقروءة)، والإلكترونية منها  تشهد نوعًا من هجرة المتصفحين والمتابعين ، ما أدى بتالي الامر الى غياب ملموس لحقيقة ومصدر المعلومات المتداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ونقل الاخبار مجهولة المصدر والمصداقية، في الكثير من الأحيان.

حول ما اذا كانت فقدت وسائل الاعلام مكانتها داخل المجتمعات وخصوصا وسائل الاعلام المحلية، سواء على الصحافة المحلية في الداخل، أو على مستوى الصحافة الفلسطينية في الضفة، ومدى تأثر المتلقين بشبكات التواصل الاجتماعي، مع الإشارة إلى انخفاض نسبة المتصفحين، مراسلنا التقى مع عددٍ مع المختصين الإعلاميين للتحدث حول هذا الموضوع.

الصحافية إيليا غُربة: الاعلام بشكل عام أداة نضال ويستطيع احداث تغيير

الصحفية الفلسطينية في إذاعة بير زيت إيليا غُربة ن رام الله قالت :" الاعلام بشكل عام هو احد أدوات النضال واحد أدوات خلق التغيير وإبراز الرأي العام ، والاعلام المحلي يندرج أيضا بالإعلام بشكل عام.

وقالت إيليا :" دور العلام هو من اخطر الأدوار التي يؤديها السياسي المثقف واي شخص في المجتمع، والاعلام المحلي كذلك يحمل مسؤولية كبيرة في صنع لتغيير وايصال الصورة والرسالة من خلال التعبير والتحريض والتعبئة وغيرها من الوسائل الممكنة ، لذلك مضمون الاعلام يجب ان يكون مدروس بشكل متقن يكون قادر على توصيل الرسالة تحت هذه المسؤولية.

وأضافت إيليا :" وسائل التواصل الاجتماعي هي من اهم الوسائل التي برزت في الـ 5 سنوات الأخيرة ، استطاعت أن تغير مجتمعنا وان تصنع الثورات واسقاط الأنظمة ، واتاحت أيضا لشبابنا ان يكونوا مدراء هذه الحملات.

الصحافية فيروز منصور: الإعلام الفلسطيني جيد

وبدورها تحدثت الصحافية فيروز منصور من طوباس قالت :" اعلامنا المحلي في فلسطين يعتبر جيدا نسبيا وهذا رأيي الخاص ، وارى أن هنالك تطور في هذا المجال والذ يوصلنا الى مراحل أكثر تقدما من حيث الوعي والادراك ، ولكن ما زال لدينا ضعف على مستوى التمثيل العالمي لقضيتنا الفلسطينية.

وقالت فيروز :" على المستوى المحلي نستطيع ان نوصل رسالتنا بالشكل الجيد بل واكثر من ذلك ، ولكن كرسالة للعالم لا شك ان هنالك ضعف كبير، ان كان في الأسلوب او حتى في قلة الأدوات الممكنة التي تسمح لنا الوصول الى العالم ، ونقطة أخرى مهمة وهي الاعلام الإسرائيلي، الذي من المعروف عنه أنه الأقوى في التأثير والوصول الى العالم، والذي يحاول طمس قدراتنا وقوتنا الإعلامية ويفرض سيطرته بصورة اكبر.

الإعلامي عماد الأصفر: وسائل الاعلام العادية اليوم في جميع مجالاتها تواجه منافسة شديدة جدا مع شبكات ووسائل

أما الإعلامي عماد الأصفر من رام الله وهو صحافي  في جريدة الحياة الجديدة وجريدة الحال الفلسطينية قال  إن وسائل الاعلام عامة تواجه منافسة شديدة جدا مع شبكات ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هذا التنافس ليس جديدا عبر التاريخ ، فرغم كل المنافسات الا ان وسائل الاعلام بقيت جميعها مستمرة ويعمل كل منها في مجالها، واعتقد ان وسائل الاعلام المحلية ستحافظ على وجودها رغم هذا التنافس الشديد، وعلى وسائل الإعلام المحافظة على متصفحيها وقرائها.

وقال الأصفر :" ما نلاحظه مؤخرا وهو احد الأسباب الرئيسية لفقدان وسائل الاعلام المحلية مصداقيتها هي الاعتماد على ما ينقل عبر شبكات التواصل الاجتماعي الفيسبوك ، وتقوم بنقل اخبار منسوخ من قبل تلك الشبكات واخذ المعلومات منها ، وبالتالي تكرار ما يتناقل في تلك الوسائل يصبح شيئا من المألوف لدى المتصفحين حتى دون التدقيق في مصداقية الاخبار او المعلومات.

الإعلامي علي محمود: تناقل الاخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي تشعر المرء على انه صحفي تلقائي

وبدوره قال الإعلامي علي محمود ، فني تصوير في مجال الاعلام الفلسطيني قال :" قضية تناقل الاخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي اليوم باتت تشعر الفرد على انه صحفي تلقائي بدون مهارات او حتى خبرة ، فقط لمجرد نقل صورة او مقطع فيديو صغير قد يحدث تفاعلا ويحدث جلا كبيرا لدى متصفحي تلك الشبكات، وبالتالي تسعى بعض وسائل الاعلام المحلية تداول هذه الصور او المقاطع ونشرها على انها خبر بدون أي ميثاق رسمي ، وهذه احدى الأسباب في الضعف الذي بات يحل على وسائل الاعلام المحلية ، لذلك يجب على وسائل الاعلام أن تعمل على تغطية ونقل الخبر من مكانه الصحيح وان تنقل الخبر المؤكد وبالصورة الكاملة والأفضل .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]