ضمن اللقاءات التي نظمها موقع "بكرا" مع شخصيات اعتبارية، حقوقية وناشطة على الساحة السياسية والمجتمع المدني لتلخيص عام مع الإنجازات، التقى "بكرا" بالمدير المشارك في جمعية "سيكوي"، رون جيرلتس، والذي تحدث عن إنجازات "سيكوي" لعام 2015، مشاريع المؤسسة، الحياة المشتركة بين اليهود والعرب خاصة في ظل التصعيد الأمني الأخير، العنصرية في الشارع الإسرائيلي والتسوية السياسية.

عن "سيكوي" ومشاريعها

وعرف بدايةً جيرلتس "سيكوي" قائلا: مؤسسة "سيكوي" تدار من قبل مدير عربي وآخر يهودي، إلى جانبي تعمل الزميلة رونق ناطور، وفي المؤسسة هنالك 25 موظفًا في مختلف الوظائف. رؤيا جمعية "سيكوي" ترتكز بالأساس على تطوير حياة مشتركة بين اليهود والعرب في إسرائيل. ما يميّز المؤسسة أنّ تركيبتها تعكس التركيبة السياسية في إسرائيل، مما يعني القضايا الخلافية في المجتمع الإسرائيلي هي ذاتها في "سيكوي"، إلا أن الطاقم يؤكد بأن الحياة المشتركة، مع تواجد تلك القضايا، هو احتمال وارد.

وأضاف متطرقًا إلى المشاريع: تنقسم مشاريع "سيكوي" إلى مشروعين أساسيين؛ الأول، القسم الذي يعنى بالسياسات الحكوميّة، وهو قسم يعمل امام المؤسسات الحكومية والجماهيرية المختلفة، مناهضًا كافة أشكال التمييز المؤسساتية التي يتعرض لها المواطنين العرب، ومطالبًا بمساواتهم وإحقاقهم الحقوق المدنية التي يحصل عليها اليهودي. الثاني، هو قسم تطوير حياة مشتركة بين اليهود والعرب، والذي يشمل مشروع "سياحة داخليّة"، ومشروع "حيز عام مشترك"، ومشروع "التربية إلى حياة مشتركة".

مخطط حكومي لسد الفجوات بين اليهود والعرب

وقال متحدثًا عن أهم إنجازات 2015: من أهم الإنجازات التي قامت بها جمعية "سيكوي" هو دعم كامل لإخراج إلى حيز التنفيذ مخطط حكومي من المُفترض أن يتم المصادقة عليه حكوميًا قريبًا، لربما هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم. يهدف هذا المخطط، الذي تم بالتعاون ما بين وزارة الماليّة والسلطة للتطوير الاقتصادي في مكتب رئيس الحكومة، التي يرأسها الاقتصادي أيمن سيف، إلى تقليص الفجوات ما بين المجتمعين العربي واليهودي عبر تخصيص ميزانيات معدة لمجالات معينة، منها التعليم والسياحة وغيرها، "سيكوي" قدمت توصيات واستشارة فيما يتعلق بهذا المخطط وقد تم أخذها جميعًا بعين الاعتبار.

وأسهب موضحًا الفرق ما بين المخطط ومطالب الرؤسات العرب: تم إطلاع رؤساء السلطات المحلية على المخطط، هو يجيب على قسم من طلباتهم إلا أنه لا يحقق مطالبهم، فرؤساء السلطات المحلية بحاجة إلى هبات سريعة للخروج من ضائقة مادية، والمخطط لا يقوم بتمرير هبات في مراحله الأولية إنما يعمل على تقليص الفجوات في مجالات معينة.

وأضاف متحدثًا عن الإنجازات: إلى أهم الإنجازات يمكن إضافة الصوت الذي قامت به "سيكوي" خلال فترة التصعيد الأمني الأخيرة، حيث قامت بتسجيل عدد من المواقف والتعليق على عددٍ من الأحداث الأمنية، سواءً تلك التي كانت موجهة ضد العرب أو ضد اليهود، بصورة دفعت الكثير إلى دعم موقفنا. كما وقمنا بالتوجه إلى رؤساء السلطات المحلية التي قامت بإقالة عرب على خلفية قومية وطالبنا بإعادة المفصولين وبعد ضغط حكومي نجحنا في تحقيق ذلك وخلال أقل من أسبوع تم اعادتهم إلى العمل.

اليمين يكثف عنصريته ردًا على تعاظم قوة العرب سياسيا واقتصاديا

وشخّص جيرلتس الوضع السياسي في الداخل قائلا: يلاحظ في الآونة الأخيرة تصاعد قوة العرب واندماجهم في المجتمع الإسرائيلي، سواءً اقتصاديا أو سياسيًا، وأن كانت المؤشرات إيجابية إلا أنها غير كافية. نحن نرى العرب، خاصة النساء، في سوق العمل وفي وظائف مختلفة، ونحن شاهد على أنّ القوة السياسية للعرب أرتفعت، فعدد النواب العرب في البرلمان ارتفع، إلا أنه وفي مقابل ذلك، وكرد على ذلك، تصاعدت هجمات اليمين ضدهم، وكأن هنالك محاولة إلى مواجهة هذه القوة، وهنا عليّ أن أقول أن "سيكوي" نجحت في الدفع إلى هذا الواقع – تصاعد قوة العرب- إلا أنها لم تقم حتى الآن بإعطاء رد مناسب على العنصرية المؤسساتية، ففي كل فترة انتخابات مثلا نشهد تعاظم مثل هذه العنصرية ولا يوجد لنا أي سيطرة عليها- مثال شطب بعض النواب العرب.

انهاء الاحتلال، ضرورة...لكن

وشدد جيرلتس على ضرورة إنهاء الاحتلال لتطوير حياة مشتركة ناجحة مؤكدًا أنّ الاحتلال عائق يجب تجاوزه مرحليًا، فلا يبدو أن هنالك في الأفق أية بوادر للتسوية، وعليه لا يمكن رهن الحالة الداخلية إلى ما بعد انتهاء الاحتلال، وقال: علينا العمل على تعزيز الحياة المشتركة وفي المقابل الدفع نحو تسوية، وبيد العرب داخل إسرائيل المساهمة في انهاء الاحتلال، فقوتهم الانتخابية قادرة على تغيير نظام الحكم، ونحن نحتاج إلى قيادة جديدة تحمل أفق سياسي جديد، وهذا يتحقق بشراكة ما بين العرب والأحزاب اليسارية الصهيونية.

حملة "ام ترتسو" تقربنا من القتل القادم على خلفية سياسية، وتسوية سياسية تحتاج إلى...

وتطرق جيرلتس إلى حملة "المزروعين 2015" التي أصدرتها المنظمة اليمينة "ام ترتسو" موضحًا أنه عضو في أحد المؤسسات التي تم مهاجمة مديرها وقال: الحملة خطرة جدًا، هي لا تستهدف فقط اليسار الإسرائيلي، إنما أشخاص معينين، مع أسمائهم صورهم وعنوانيهم مما يقربنا أكثر إلى حالة القتل الثانية بسبب الموقف السياسي. وأعود واشدد، فكرة المجتمع المشترك والتعاون العربي والإسرائيلي قادر على مواجهة تلك الحملات التحريضية.

ولم يخفي جيرلتس تشاؤمه من تحقيق تسوية سياسيّة، قريبًا مشيرًا: من الممكن الحديث عن تجديد لمسار المفاوضات، لكن السؤال أين سنصل؟! مع الحكومة الحاليّة لن نصل إلى أية تسوية، فأحد الشروط لإنهاء الاحتلال هو أخلاء المستوطنات، والحكومة الحالية لن تقدم على خطوة مماثلة، وعوضًا عن إحلال السلام تقوم بإدارة الصراع. لإنهاء الاحتلال نحن بحاجة إلى تغيير الحكومة كما هو الحال في محاربة العنصرية والتمييز.

وأختتم جيرلتس اللقاء متمنيًا لطاقم "سيكوي" مزيدًا من التقدم والنجاح نحو إحقاق مجتمع مشترك، دون تمييز أو عنصرية، لليهود والعرب في البلاد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]