تركت عملية اطلاق النار في تل ابيب قبل أربعة أيام اثارا كبيرة في الشارع الإسرائيلي ، وقد استغلها رئيس الحكومة اسرائيلية بنيامين نتنياهو ، للتحريض على الأقلية العربية في الداخل، وتحويلها من جريمة قتل الى حرب قومية مجهولة المعالم، علما انه حتى الساعة لم تتضح خلفية العملية ، ولا حتى الدافع الذي أدى الى تنفيذها .

كيف ستؤثر عملية تل ابيب على العرب؟ هل يستغل اليمين الحادث للتحريض أكثر؟ حول هذا الموضوع، اجمع الشباب العربي في البلاد على انها عمليه مجهولة المعالم، وقد تكون واحدة من الألعاب اتي تستخدمها الحكومة للعب والمراهنة على خلق الفتنة والتحريض ضد الأقلية العربية ، وانه يحاول من خلالها ان يرقص على دماء المواطنين في الدولة من الشعبين . 

الإرهاب الاول هو الاحتلال 

شادي نصار من قرية عرابة قال: عملية تل ابيب نابعة من احتمالين لا ثالث لهما،الأول هو ان يكون الشاب مريض نفسيا وقام بهذه العملية من نابع انتقام لمقتل قريبه الذي قتل على ايدي افراد الشرطة، الثاني هو ان تكون العملية العوبة من قبل المخابرات الاسرائيلية باسم خلايا داعش كخطوة لإدخال لاعب جديد على الساحة هدفه الاهم شحن جو طائفي حاد وتصفية الحركات الوطنية عن بكرة ابيها.

وقال شادي : في الحالتين سيكون المردود سلبيا على عرب الداخل لان هذه العملية تسعد وتغني اجندات اليمين المتطرف في شن حربه العنصرية ضد الاقلية الفلسطينية في الداخل وضد الشعب الفلسطيني اينما كان , علينا ان نفهم جميعا وان نفهم العالم ان الارهاب الاول هو الاحتلال الاسرائيلي وهو المسؤول عن اي عملية ارهابية ان كانت بين عربي وعربي او بين عربي ويهودي او بين يهودي ويهودي لانه هو المسؤول الوحيد عن تفشي السلاح والعنف والعنصرية. 

تستخدم العملية كمُبرر لعنصريتها القذرة أمام القضاء الدولي

أما عرين نصار من عرابة فقالت: عملية تل-ابيب، عاصمة الدولة الحقيقية وبوابة العمليات الفدائية كما سماها البعض، عملية مشوهة المعلومات، لا الجاني ولا المجني عليه معروف في هذه العملية، شيء واحد واضح ، بانّها نقطة استغلال لليمين الصهيوني للتحريض على ابناء شعبنا سواء في الضفة والقطاع وبالذات في الداخل.

وقالت عرين امّا هذه العملية لا تملك تأثيرًا ايجابيًا علينا كأقلية عربية، كيف ذلك وهي خالية من اصول التكتيك والتفكير؟، وغير معروفة اهدافها اصلًا ، لن تفيدنا بل ستشق فوق اجسادنا معبرًا سهل المنال لأجهزة القمع الصهيونية ، لتنكل بنا كفلسطينيين وتستخدم العملية كمُبرر لعنصريتها القذرة أمام القضاء الدولي وجمعيات حقوق الانسان.

يجب ان نجلب الدب الى كرمنا بهذه السذاجة المُفرطة

علي زبيدات من مدينة سخنين قال : هذه الحادثة ليست الأولى ولا الأخيرة من نوعها والأهم أن هذا التحريض من قبل اليمين الصهيوني الذي حرّض على الجماهير العربية حتّى بعد أحداث باريس ويحرّض عليها دائمًا ليس الأول من نوعه في محاولة بائسة لإسقاط الشرعيّة عن الجماهير العربيّة وحركاتها السياسيّة ولرفع أسهم اليمين لدى الشارع اليهودي متناسين انّ شرعيّة الحركات السياسيّة مُستمدة اولًا وقبل كل شيء من شعبها وأن شعبها بدوره يستمد شرعيته من حقه بهذه الأرض وليس عليها فقط.

وقال زبيدات : هذا التحريض البائس ليس غريبًا ، بل الغريب الّا يُحرض اليمين واليسار الصهيونيين علينا ويُحاول البعض تلبيسنا التهمة عبر استنكارها في بيانات رسمية ووضعنا عنوةً داخل قفص الاتهام رغم أنّه لا يختلف عاقلان على أنّ هذه العمليّة ليست من نضال الجماهير العربيّة التي اختارت النضال الشعبي بشيء البتّه ، انا أعتقد انّ هذا التصرف غبي بأفضل الحالات ، عدا عن تعبيره عن الشعور بالدونيّة والنقص لدى من يتصرف به، نحن لسنا مسؤولين عن هذه العمليّة ولا يجب ان نجلب الدب الى كرمنا بهذه السذاجة المُفرطة.

 نتنياهو يستغل سذاجة عقول الإسرائيليين 

وقالت منال صالح من يافا الناصرة : خلّفت العملية التي نفذت في مركز تل ابيب قبل أيام حالة من الخوف في الشارع اليهودي والعربي على حدّ سواء ، ما ينعكس سلبا على توتر الأوضاع والعلاقات بين الجانبين ، الامر الذي يقوي احتمالات عودة الأوضاع المشحونة الى الشارع الإسرائيلي من جديد وعودة حالات العنف والتوتر الأمني ، ما ينتهي بتالي الامر إعاقة حركة الطلاب الجامعيين والتهديد الذي قد يواجه العرب في البلدات اليهودية كما حصل سابقا .

وتابعت: سيكون وقع العملية سلبيا على الجماهير العربية ، وسيزداد التوتر في الشارع اليهودي ، وبالتالي سيخدم غايات واهداف ومخططات حكومة نتنياهو ، اضف الى ذلك ، ردة الفعل التي سيرد بها الشارع اليهودي ، الذي يحاول نتنياهو استغلال عقولهم وسذاجتهم في كل حادثة ليقوي حدة التوتر لتنفيذ مصالح يسعى الى تحقيقها .

لا زلنا نسمع التحريض اليميني مستفحل ضد العرب

أريج حكروش من كفر كنا قالت : أولا علينا التنويه بأن مثل هذه العمليات هي مدانة وغير مقبولة على جميع الأصعدة ، السياسية والأخلاقية والإنسانية قبل كل شيء، ونحن كأقلية عربية نناضل بالطرق الشرعية والديمقراطية وليس لنا أي طريق آخر أو نية اخرى لسبل النضال ، وعليه فإننا نعيش هنا بنضالنا الشرعي ووجودنا الشرعي ، لذلك أي عملية من هذا النوع قد تعطي للمؤسسة الاسرائيلية الدافع والحجة لانتهاج سياسة الإقصاء لتياراتنا السياسية الممثلة لوجودنا السياسي ولنا كأفراد ، فاليمين المتطرف منذ تصدره المشهد السياسي وامساكه بمقاليد الحكم لم يتوانى لحظة عن استغلال كل الطرق بهستيرية واضحة لتهميشنا وإقصائنا ، وفعلا بعد العملية خرج إلينا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ليمطرنا بتحليلاته للحادث من خلال تصريحاته القائلة بوجوب اتخاذ كل الاجراءات السريعة بحق العرب بإسرائيل، وبالرغم من أن القائمة المشتركة قد أصدرت بيان مستنكر للحادثة بل واعتبرها حادثة فردية لا تمثل العرب بإسرائيل ، لا زلنا نسمع التحريض اليميني مستفحل ضد العرب.

وتابعت اريج : فيما يتعلق بتصريحات نتنياهو ، لا يمكننا تجاهلها لأنها نواة لما قد يحدث بمستقبلنا ، فالحديث اليوم يتمحور حول فكرة إخراج حزب التجمع الوطني عن القانون وبهذا سيكون مسلك لليمين لتعطيل أي وجود سياسي لنا ، وهنا نرى صورة الحالة ضبابية ولا تبشر بالخير على الجماهير العربية .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]