تتطلب عملية اختيار ديكور وألوان غرف الشباب في المنزل التأني والدقة قبل تنفيذها، أو تحويلها من غرفة مخصصة للأطفال إلى غرفة شبابية تعكس ذوق وشخصية صاحبها، كما أن للألوان تأثيرا على نفسية الشباب ذكورا وإناثا، ومن ثم على صحتهم الجسدية.

وتمثل غرف الشباب عالما خاصا بهم؛ حيث يقضي المراهقون داخل غرفهم غالبية الأوقات، لذا لا بد وأن تشتمل على الخصائص والسمات والإكسسوارات كافة الخاصة بالشباب، التي تجعلهم يشعرون بالراحة والطمأنينة.

ففي هذه الغرفة يجتمعون مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو الأقارب، لذا يجب ترتيبها وتنسيقها، بحيث توضع المستلزمات بشكل صحيح، وتخضع لديكور وألوان تتناسب حسب رغبة الشاب أو الفتاة حتى لو لم تتطابق مع الديكور العام في المنزل.

بداية، يجب اختيار ألوان بسيطة لطلاء الغرفة، حتى لا يشعر الشباب فيها بالملل، كما يمكن القيام برسم جداري على الحائط؛ مثل اختيار موضوع للرياضة إذا كان صاحب الغرفة يهتم بالرياضة، أو تزيينها بالزهور إذا رغبت الفتاة بذلك.

والسائد في غرف الشباب استخدام اللون الأرجواني أو الأزرق، أما اللون الوردي أو الأخضر فيستخدم لغرفة الفتاة، ولكن يجب التلاعب في الألوان للخروج بديكور مميز لهذه الغرف، بحيث تتداخل فيها الألوان وتندمج مع بعضها بعضا بعيدا عن النمط المعتاد.

كما ينبغي أن توضع قطع الأثاث بعناية لإعطاء لفتة جديدة للغرفة، فيمكن إضافة سرير "يوم فوتون"، الذي يصبح على شكل أريكة واستخدامه أثناء النهار، وإعادته إلى سرير في الليل، ووضع كرسي مريح في الغرفة للاسترخاء، بالإضافة إلى الخزائن، فهي عنصر مهم جدا في سن المراهقة لتخزين الملابس ومستلزمات الشباب.

كما يجب أن تتناسق قطع السجاد مع ديكور الغرفة، بالإضافة إلى اختيار نوعية الستائر ولونها، فهما كفيلان بجعل الغرفة تبدو مريحة ودافئة.
وتلعب الإضاءة دورا مهما في جمالية غرف الشباب، فيمكن استخدام مصابيح الشمعة التي تعطي نظرة أنيقة للغرفة، بالإضافة إلى الإضاءة المخصصة للقراءة التي توضع على المكتب أو بجانبه، لذا يمكن استخدام مصابيح غير تقليدية في هذه الغرف، كما أن لون الجدران يؤثر أيضا على الإضاءة، فالجدران المطلية بألوان فاتحة أفضل من الداكنة، لأنها تمتص الضوء من الغرفة.

ومن الأمور المهمة في غرف الشباب الاهتمام بزاوية الدراسة، فهناك طرق مختلفة لزاوية الدراسة، فمنها ما يكون مكتب الدراسة فيها قريبا من السرير، أو في جزء منه، أو يوضع في أي ركن من أركان الغرفة، ويفضل وجود مكتب كبير ومقعد مريح للدراسة، ويتسع أيضا لجهاز كمبيوتر خاص به.

وتعد المرآة كذلك مهمة في غرفة المراهق، كونه يهتم بشكل كبير بمظهره الخارجي، ويمكن أن تضاف للفتيات تسريحة لترتيب وتخزين أدواتهن الخاصة بالزينة.

والتخزين من الأمور التي تتطور أيضا مع تقدم سن الأبناء، ففي مرحلة المراهقة تزداد الرغبة في اقتناء الأشياء بأنواعها المختلفة من ملابس وإكسسوارات وكتب ومجلات وغيرها، فلا بد من توفير مكان مناسب لتخزين كل ذلك بشكل جيد.

وغالبا ما تشد المراهق الصرعات الحديثة والأشكال الغريبة، وقد يتمسك برأيه ويطلب أن يصبغ غرفته بلون غريب قد لا يراه الأهل مناسبا، أو قد يطلب سريرا كبيرا كسرير والديه، أو مصباحا غريب الشكل وغير تقليدي، وغير ذلك من الأمور التي يقف أمامها الأهل مذهولين، خصوصا مع تمسك المراهق برأيه وجديته في الموضوع، لذلك لا بد من مسايرة المراهقين في بعض مطالباتهم التي لا ضرر منها، وعيبها فقط أنها لا تروق للأهل ولأذواقهم.

ونجد أن الشاب يرفض أي شيء يشعره بأنه ما يزال طفلا، لذلك على الأهل بعدم الإلحاح عليه باختيار تصميم طفولي زاهي الألوان، أما إن أرادها بنفسه، فيجب تلبية طلبه، لأن كل شيء معقول في هذه السن.

وتميل الفتيات أحيانا إلى الرومانسية بشكل كبير، ويؤثر هذا على اختيارهن لألوان وأشكال غرفهن، حيث يقع اختيارهن على ألوان؛ كالوردي أو البنفسجي، وزخارف بأشكال؛ كالقلوب والأزهار، ويملن إلى السرير المزود بستائر، وقد تطلب الفتاة غرفة معاكسة تماما لذلك ولا تتوفر فيها أي صفات للأنوثة كنوع من التغيير.

ونرى البعض الآخر يطلب أفكارا غريبة بخصوص غرفته، كأن يطلب طلاءها بنفسه وبلون غريب أو يختار كنبة غريبة الشكل، أو حتى إضافات وزينة لم نر مثلها من قبل، وما دام طلبه في حدود المعقول، فلا مشكلة في ذلك، مع التأكيد له أنه المسؤول عن اختياره، إذا اكتشف فيما بعد أنه غير مناسب.

وهناك أفكار عدة لترتيب ديكور غرف الشباب منها اختيار إكسسوارات غرف النوم تبعا لذوق المراهقين الخاص؛ حيث تعبر ألوان غرف الشباب عن اهتماماتهم، والابتعاد قدر الامكان عن التصميمات الطفولية في اختيار إكسسوارات الغرفة، لأنها لا تعكس عمره الحقيقي. ويجب مراعاة جنس المراهق عند اختيار تصميمات وألوان الغرفة، فالفتاة تفضل ألوانا، مثل الأحمر أو البنفسجي، وهي الألوان التي لن يختارها الصبي في المرحلة نفسها، كما يجب مراعاة أن تشتمل غرف المراهقين على كنبة مريحة أو أريكة أو سرير تناسب حجمها.

كما يمكن تخصيص ركن مناسب لمكتب المراهقين وأدواته الدراسية وجهاز الحاسوب الخاص به، وحافظة أقراص السي دي، فهناك مستلزمات للكمبيوتر متوفرة بأشكال وألوان جذابة.

إلى جانب توفير أماكن لتخزين الأدوات الرياضية الخاصة بالمراهقين داخل غرف النوم، مع الأخذ في عين الاعتبار أن تتسم أماكن التخزين بقدرتها على تحمل تلك الأدوات، واستخدام تيبل لامب بأشكال جديدة بعيدة عن المألوف تتناسب مع ديكور الغرفة وذوق الشاب أو الفتاة.
وأيضا ينصح بالابتعاد عن الألوان الكئيبة، مثل الأسود والبني والرمادي؛ إذ إنها رغم جمالها أحيانا، لكنها لا تعطي مظهرا حيويا يناسب غرف الشباب.

ولإعطاء الغرفة مظهرا مميزا، يمكن اختيار مفرش السرير والستارة من اللون ذاته، كما يمكن استخدام الوسائد الصغيرة الملونة ونثرها على السرير أو الأريكة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]