في اعقاب الإعلان عن اليوم العالمي لحقوق الأقلية الفلسطينية في الداخل، اعرب عددٌ من الحقوقيين والشخصيات الاعتبارية عن تأييدهم ودعهم لهذه الخطوة، مؤكدين انها ستعمل على تعزيز التواصل بين الجماهير العربية في الداخل وبين سائر دول العالم، وتكشف سياسات عنصرية تحاول إسرائيل التعتيم عليها، مع التحفظ، على انّ الخطوة تنقصها بعض الكماليات والتجنيد الإعلامي والجماهير الواسع الى جانب الاستفادة من خبرات مؤسسات دولية وحقوقية في الداخل، خاصة وان الحديث حول هذا اليوم بدأ فقط قبل أسبوعين مع افتقار التجنيد ودعوة الجماهير العربية التي تعتبر لب القضية للمشاركة واحياء هذا اليوم، فهل سيقتصر اليوم على الأحزاب السياسية وكوادرها ومركبات المتابعة؟!

الحقوقي محمد زيدان: جاء الاعلان دون اعداد كاف وتخطيط معمق واشراك للطاقات الموجودة لفهم المرافعة الدولية

الحقوقي محمد زيدان مدير المؤسسة العربية لحقوق الانسان قال لـ"بكرا": لا شك ان المبادرة من حيث المبدأ جيدة جدا لان العمل الدولي والمرافعة امام الهيئات الدولية الرسمية والشعبية هو امر ضروري لمحاربة التمييز والعنصرية والنضال من اجل حماية وتعزيز حقوقنا الفردية والجماعية ، كنضال مكمل للنضال المحلي على اشكاله القانونية والسياسية والشعبية.

وتابع: مع ذلك اعتقد ان التحضيرات لهذا الحدث لم تكن بحجم المطلوب. جاء الاعلان دون اعداد كاف وتخطيط معمق واشراك للطاقات الموجودة لفهم المرافعة الدولية وتحديد الامكانيات المتاحة والنتائج العينية المحددة، اضافة لعدم الاستفادة من خبرات المؤسسات التي تعمل بهذا المجال منذ عقود واكتسبت معرفة جيدة، وتحظى بخبرة جيدة بهذا المجال. مثل المؤسسات الحقوقية التي بالتأكيد لديها ما يفيد بتطوير برنامج العمل، وفكرة المرافعة الدولية خاصة المؤسسات الرسمية مثل الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والحكومات الاجنبية وسفاراتها. اضافة للعمل الدولي الشعبي والاعلامي.

واختتم قائلا: اتمنى ان تكون هذه السنة بداية للمشروع وان تنجح بتثبيت الفكرة على امل ان يتم اشراك ذوي الخبرات والمؤسسات الاهلية من اجل الاعداد لخطة عمل طموحة للمرافعة الدولية بالسنوات القادمة ليفتح ابوابا جديدة امام تدويل قضية الفلسطينيين في الداخل بطريقة ناجعة ومبرمجة ومتكامله..

د. ثابت أبو راس: اناشد لجنة المتابعة بان تعمل بشكل مهني اكثر

د. ثابت ابو راس وهو شريك مساهم في صندوق ابراهيم ومحاضر في جامعة بئر السبع قال معقبا لـ"بكرا": انا مع تدويل قضايا المواطنين العرب في اسرائيل، حيث قمنا بذلك من خلال جمعيات خاصة في السابق، وكل قضية نحن لا نستطيع حلها داخل إسرائيل انا أؤيد ان نخرج الى العالم. أولا لتعريف العالم على قضايانا، وثانيا من اجل الضغط على إسرائيل ان تغير سياستها، خاصةً سياسة التفرقة العنصرية ضد المواطنين العرب.

وتابع: انا ادعم ان يكون يوم خاص للمواطنين العرب في الداخل، وانا لا أخاف التجزئة لأننا نقف مع شعبنا حتى يأخذ حقوقه في إقامة دولته المستقلة، ولكن أيضا هناك خصوصية للاقلية الفلسطينية في إسرائيل لذا من المهم ان يكون هناك يوم عالمي لهم، علما انه لم يتم التحضير لهذا اليوم بما فيه الكفاية، كما ان الخطاب والحديث عن عرب الداخل هو خطاب جديد، وكنت افضل ان يتم التحضير لهذا اليوم بشكل مهني، مقترحًا –مثلا- ان يكون هذا اليوم موازي ليوم مفصليّ للجماهير العربية مثل يوم الأرض او هبة أكتوبر وليس تاريخ اخر لم تحصل به احداث ولا يوجد له خصوصية للجماهير العربية.

وأضاف لـ"بكرا": انا لا أرى تجاوب كبير مع هذا اليوم حتى من ناحية إعلامية، وهو امر غريب لانه يوم عالمي دولي ستشارك فيه 35 دولة كان يجب ان يتم التحضير له بشكل افضل، وان يعرف المواطن العادي عنه، في حين انني لا أرى بان الجماهير جاهزة لاستقبال هذا اليوم وواعية لخصوصيته واهميته والحاجة اليه، لذا اناشد لجنة المتابعة بان تعمل بشكل مهني اكثر وان تستفيد من طاقات وخبرات موجودة بيننا، مثل جمعيات واطر فاعلة على الصعيد الدولي تستطيع ان تساهم وتساعد في مثل هذا العمل ونشاطات اعمق واوسع في البلاد.

واسهب بالشرح: الحديث حول يوم عالمي لعرب الداخل بدأ عنه فقط قبل أسبوعين في حين ان مثل هذه القضايا تحتاج الى عام للتحضير على الأقل، وليس خبر اعلامي او اجتماع او مهرجان في احد القاعات، فان ذلك لا يخدم قضيتنا بما فيه الكفاية، ويجب أيضا على الأغلبية اليهودية ان تكون على علم بهذا اليوم، هناك حاجة لعمل عميق اكثر وليس سطحي مثل ما نراه الان.

المحامي نضال عثمان: المتابعة يجب ان لا تقتصر على الأحزاب السياسية

المحامي نضال عثمان مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية في اسرائيل قال لـ"بكرا" في ذات السياق: اعتقد انها خطوة عملية وممتازة من قبل لجنة المتابعة التي تبدأ باطلاع العالم على قضايانا، حيث أن هذا الدور كان اقتصر على مؤسسات المجتمع المدني وقليل ما قامت به لجنة المتابعة، علمًا انه كانت هناك محاولات متواضعة في السابق للخروج مع قضايا لدول العالم. المتابعة بعد انتخاب رئيسها الجديد أخذت خطوات فعلية وتحرص على التنسيق وتفعيل الأحزاب السياسية وهنا يكمن تكامل الأدوار، اذ ان المتابعة يجب ان لا تقتصر على الأحزاب السياسية وانما يجب ان تشمل هيئات المتابعة اجسام ومجموعات استشارية من اجل ان يكون هناك أداء اكثر مهنية.

وأوضح: هو نشاط مبارك كتجربة أولى للخروج الى العالم، وكان ممكن ان يرتقي الى الممتاز لو كان هناك استشارة وتحضير واسعين ومهنيين.

وأضاف لـ"بكرا": عندما يتم كشف ظروف فلسطيني الـ48 امام العالم، والتضييق والملاحقة التي نتعرض لها، فان هذه تعتبر خطوة صحيحة، وتؤدي الى تفاعلنا مع مجموعات مختلفة في العالم وهو امر مهم جدا، مما يُشكل تواصل ثقافي أساسه المعرفة وأيضا إمكانيات تجنيد الدعم السياسي للموقف والمساندة السياسية، فالكثير من شعوب العالم لا تعرف عن فلسطيني الـ 48 حتى في الدول العربية ذاتها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]