شغل مؤخرا موضوع المواصلات العامة الحيز العام، لدى العديد من الطلاب، الدارسين في المؤسسات الأكاديمية المختلفة، لوجود نقص وتمييز واضح في خطوط سير المواصلات العامة، القادمة من البلدات العربية، وبعد بحث عملت عليه رئيسة وحدة دعم الطلاب العرب ديران شلابنة، اتضح أنه ليس فقط هناك نقص في خطوط المواصلات العامة، إنما هنالك ميزانية مخصصة للمواصلات العامة للطلاب العرب، ومع ذلك هذا النقص موجود في الخطوط التي تخدم الأقلية العربية، مما يؤكد على وجود تمييز واضح مقارنة ً بالمناطق اليهودية الأخرى. هذا بالإضافة لكون المواصلات العامة عبارة عن إحدى الآليات الهامة لتسهيل وصول الأقلية العربية للمؤسسات التعليمية.

وفي حديثٍ مع الطالبة ديران شلابنة، رئيسة وحدة دعم الطلاب العرب، عن هذه القضية التي تعتبر رئيسية لدى معظم الطلاب، قالت:  أسعى دوما من خلال منصبي، لتحقيق أهدافنا في دعم، وتقدم ودمج الطلاب العرب في المجال الأكاديمي. حيث نبحث ونراقب دوما وضع الطلاب والطالبات العرب ونستمع لتوجهاتهم وآرائهم وبالمقابل نقوم نحن بتوصيل صوتهم للجهات المسؤولة مطالبين بحقوقهم متابعين بذلك العمل على تحقيقها حتى نتمكن من نيل جميع استحقاقاتنا كطلاب وطالبات عرب في البلاد.

قضية الطلاب والمواصلات ...

 وعن إشكالية الطلاب مع المواصلات العامة للجامعات، قالت: كجزء من العمل المشترك بين اتحاد الطلاب والطالبات القطري ووزارة المواصلات لتوسيع وتسهيل الوصول للطلاب العرب من مختلف البلدان العربية للمؤسسات التعليمية قدمت وحدة دعم الطلاب العرب طلب شامل والأول من نوعه لوزارة المواصلات حول زيادة الخدمات الضرورية في خطوط المواصلات العامة، إذ قدم الطلب بعد اجراء تخطيط ومسح بيانات المؤسسات الاكاديمية المتعلقة والبلدان العربية التي تعاني من نقص في المواصلات العامة. يتضمن الطلب 21 مؤسسة اكاديمية.

وتابعت: لقد تم العمل على الموضوع من خلال استبيانات كانت على مدى سنوات ( الوسيلة التي لم تثبت نفسها) لكن بالأساس اعتمدنا على فحصنا للخطوط الموجودة وعلى عملنا مع مركزين الطلاب العرب في النقابات الطلابية- حسب توجهات وطلبات كثيرة من قبل الطلاب. الان حسب ادعاء وزارة النقل والمواصلات، الموضوع أصبح في مرحلة فحص الميزانيات امام وزارة المالية و نحن في انتظار قرار وزارة المواصلات حول كيفيه توزيع هذه الميزانية.

( مدينة عرابة ) لا تمر منها حافلة بتاتًا...


كلية صفد:

تُشير ديران خلال اللقاء معها، أنه من حيث وضع المواصلات العامة من البلدان العربية للمؤسسات التعليمية التي يوجد بها نسبة عالية من الطلاب العرب، ممكن أن نتناول كلية صفد على سبيل المثال. حيث هنالك العديد من الطلاب العرب الذين يدرسون بها من مدينة سخنين والمنطقة المجاورة. من مدينة سخنين هنالك خط مواصلات واحد يتوجه من سخنين لصفد ثلاث مرات في اليوم فقط. ذلك مع العلم ان نسبة الطلاب العرب في كلية صفد تشكل أكثر من 50%.

يتوجب على الطلاب الذين يذهبون بشكل يومي الى الكلية مواجهة معاناة الانتظار وتخطيط نظام ووقت سفر معقد. الطالب الذي يريد الذهاب من سخنين لكلية صفد عليه التوجه اولا للبلدة اليهودية المجاورة (كرميئيل)، حيث يتواجد هنالك خطوط مواصلات على مدار اليوم ومدة انتظار مناسبة، اقل من نصف ساعة.

من الجدير ذكره ان هنالك العديد من القرى العربية مثل دير حنا وكوكب ابو الهيجا، المجاورة لمدينة سخنين، وكذلك مدينة عربية اخرى (التي أصبحت مؤخرا مدينة)- عرابة، حيث لا تتوقف بها الحافلة بتاتا ( قدمنا خلال شهر يوليو 2015 طلب حول إضافة محطة لتحميل الركاب). كما وان عدد سكان سخنين وعرابة اكبر من كرميئيل، اكبر من 50,000 نسمة.

وتضيف: يمكن رؤية وضع مماثل، بل وأسوأ، الطلاب الذين يتعلمون في كلية صفد ويسكنون في الناصرة والمنطقة، على الراغبين منهم استخدام الحافلة، من أجل الوصول للكلية أن يتوجهوا أولا لمناطق يهودية بينها طبرية، مفترق مسكنة (" جولاني") أو كرميئيل!و معظم خطوط السير التي يجب تبديلها من هذه المناطق غير ملائمة لساعات وصولهم وبذلك يجب الانتظار اكثر من ساعة اثناء عملية تبديل الخطوط هذه. في الناصرة المدينة العربية الاولى والتي يبلغ عدد سكانها ما يزيد عن 90,000 نسمة، يجب السفر للعفولة -المدينة اليهودية المجاورة، منها يخرج خطوط مواصلات مباشرة لصفد.

كلية تل- حاي:

كذلك الأمر، تقريبا لا يوجد خط سير لتمكين الوصول من مدينة الناصرة والقرى المجاورة, منها: عين ماهل، كفركنا، طرعان وعيلبون لكلية تل- حاي. في حال وجود طلاب الذين يريدون التوجه من الناصرة للكلية، عليهم بتبديل ثلاثة خطوط، الأمر الذي يستغرق وقتًا من أجل الوصول إلى الكلية، إذ يستغرق السفر لمدة تزيد عن ساعتين.

وتابعت: من المدينة نفسها، يوجد فقط خطا سير واحد، خلال ساعات الصباح والآخر في ساعات المغرب. لذلك عدد كبير من الطلاب العرب في كلية تل- حاي يجبر على الذهاب بسياراتهم الخاصة بسبب قلة توفر المواصلات العامة.

أما الطلاب القادمين من المثلث لكلية סמינר הקיבוצים, هنالك حاجة لخط سير يقوم بخدمة كل من: الطيبة، الطيرة، قلنسوة وصولا لطريق نمير- حتى الان، الطلاب الذين يذهبون من المثلث الجنوبي للكلية يتوجب عليهم تبديل خط سيرهم في كفار سابا ليتمكنوا من الوصول.

الجامعات:

وعن الوضع في الجامعات، قالت ديران، أن الوضع يختلف قليلا فيها عن الكليات، لأن مشاكل الطلاب مع المواصلات، تكثر آخر الأسبوع. على سبيل المثال: الطالب، الذي ينوي التوجه من مدينة الناصرة لجامعة بار- ايلان، يبدأ سفره من خط سير يخرج من الناصرة العليا ليقوم بعد ذلك بتبديل حافلة سفره في تل ابيب للسفر لمدة اربع ساعات ونصف في حافلة مكتظة بالركاب، مدة أكثر بمرتين من السفر بالسيارة الخاصة (عدد كبير من الطلاب يشتكون من هذه الحافلة).

وكذلك الأمر, للطالب الذي يريد العودة الى التعليم في القدس في نهاية الأسبوع، هنالك خط سير واحد( 955 )، يخرج في نهاية الاسبوع فقط ثلاث مرات من الناصرة ( بالمقابل، هنالك حافلات تخرج من العفولة 7 مرات خلال يوم السبت). ويوم الخميس يخرج خط 955 من القدس فقط (3) مرات خلال كل اليوم.

هل تم التوجه إلى جهات رسمية " وزارة المواصلات"، أو سلطات محلية لحل الإشكالية؟

وردًا على سؤالنا، قالت: كما ذكرت مسبقا، توجهنا كان لعدة جهات مختلفة، لكن بالأساس لأعضاء الكنيست، وزارة المالية ووزارة المواصلات. امكانية التوجه لكل مؤسسة بشكل خاص ممكنة، لكنها لا تفي بالغرض كون ان العمل لمعالجة هذه الاشكالية لا يتم بطريقة واسعة وشاملة. وما يحث اليوم هو تنظيم سفريات خاصة، التي لا يتمكن الطلاب من خلالها باستخدام المزايا المعدة لهم كالتخفيض في دفع الاجرة".

وعن الخطة البديلة لحل الإشكالية، قالت: برأينا حماية الخدمات العامة هو الحل, من غير المحبذ البحث عن طرق بديلة في حين اننا نقوم بدفع الضرائب ضمن نظام الدولة مخصص للحصول على حقوق اساسية مثل المواصلات العامة.

وعن الاقتراح البديل، الذي بادرت إليه مجموعات طلابية من أجل تنظيم سفريات من كل بلدة إلى الجامعة أسبوعية، وإذا كان هذا المشروع يبدل أو يفي بالغرض، قالت: " كان لنا مساهمة في هذه المبادرة، إذ تلقينا العديد من التوجهات من قبلالطلاب العرب بحد ذاتهم ومن الممثلين العرب في النقابات الطلابية المختلفة، وتم تنظيم سفريات من كل بلدة الى الجامعة لا يعتبر بديل للمواصلات العامة، و ذلك لأن شرط تنظيم سفريات طلابية هو التقييد بوجود عدد كاف من الطلاب المشاركين هذا بالإضافة لكون الطلاب لا يمكنهم استخدام تخفيض في الاجرة كما يحق لهم في المواصلات العامة كما وان السفريات المنظمة هي محددة في نهاية الاسبوع وبذلك تكون كحل جزئي لهذا الاشكال وليس نهائي. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]