اظهرت نتائج بحث أكاديمي جديد في حيفا اجراه البروفيسور بوريس بورتنوف، أن سكان المدينة يتعرضون أكثر من غيرهم للإصابة بمرض السرطان، إضافة إلى أن الأطفال يولدون برأس أقل حجما بسبب التلوث البيئي التي تعانيه المدينة، حيث استنتج ان نسبة زائدة من المواليد في مناطق معينة مجاورة لمدينة حيفا يولدون بأوزان تقل بمعدّل 20- 30% عن المعدلات العادية في بلدات ومناطق واقعة في لواء حيفا نفسه ، ويولدون برؤوس أصغر حجما ومحيطا ، وكل ذلك بسبب تلوث الجو والهواء في المنطقة التي تقع فيها احدى اكبر المناطق الصناعية في البلاد ، مثل مصانع الكيماويات ومعامل تكرير البترول ، وما الى ذلك .

وتأتي هذه النتائج تزامنا مع مشروع "بيئة متساوية" التي تعمل عليه وزارة حماية البيئة بهدف تقليص الفجوات في المجالات البيئية وفحص سبل العمل التي من الممكن ان تحسن البيئة المحيطة وتؤثر إيجابيا على جودة الحياة.

علينا ان لا نفسح المجال للقوى الاقتصادية الناشطة في هذه المنطقة ان تقرر مصيرنا

فاتن غطاس قال مدير جمعية مكافحة السرطان قال لـ"بكرا" في السياق معلقًا: الامر ليس مفاجئا حيث اننا منذ عام 2001 كجمعية مكافحة السرطان بالتعاون مع وزارة الصحة قمنا بطرح هذا الامر من خلال تقرير مفصل شمل منطقة حيفا ومناطق أخرى حيث تطرق التقرير الى ارتفاع في نسبة الإصابة بالسرطان في هذه المناطق، ونحن نحذّر ونكرر تحذيراتنا بما يتعلق بمسألة التلويث البيئي والمسبب بنسبة 8% من حالات السرطان في إسرائيل وفي العالم.

وتابع غطاس لـ"بكرا": السؤال الذي يجب طرحه لماذا لا يتم تشديد الرقابة البيئية بشكل اكبر، ولماذا لا يتم اتباع الارشادات من قبل المصانع وتنفيذ القانون كما يجب بهدف التقليل والحد من التلويث البيئي؟ هناك حاجة لتسليط الضوء على هذه النقطة اكثر، وما يجب القيام به في هذه المنطقة بالذات من اجل التقليل من التلويث البيئي الموجود، لان التلويث البيئي يسبب السرطان وامراض عديدة مثل صغر حجم الجمجمة حيث يولد لدى الحامل المدخنة جنين بحجم رأس اصغر من المرأة غير المدخنة. 

ما يحصل في خليج حيفا يؤثر على كل المنطقة، والبلدات اليهودية والعربية المجاورة

بدوره قال النائب ايمن عودة- رئيس القائمة المشتركة: ضائقة التلوث البيئي تعاني منها الطبقات الفقيرة والضعيفة في المجتمع قبل الطبقات الغنية، وهم - الطبقة الغنية- المسبب الرئيسي لهذا التلوث بسبب مصالحهم المختلفة التي تعتمد بالأساس على مواد كيمائية وغيرها تؤثر بشكل سلبي على البيئة المحيطة من حولنا.

وتابع عودة: اكبر مثال على ذلك هو التلوث البيئي الموجود في خليج حيفا حيث أظهرت الاحصائيات ان مرض السرطان في مدينة حيفا اعلى بخمسة اضعاف من المعدل العام في الدولة، علما ان وسائل الاعلام تتحدث فقط عن حيفا وعن منطقة الكريوت، في حين اننا في ابطن وعسفيا ودالية الكرمل أيضا نتعرض لهذه المواد الكيمائية، لان ما يحصل في خليج حيفا يؤثر على كل المنطقة، والبلدات اليهودية والعربية المجاورة.

وأضاف عودة قائلا في هذا السياق: للأسف نحن اضعنا القرية ولم نكسب المدينة، حيث اننا لم نعد نرى العصافير على الشجر واللون الأخضر الرائع الذي يساهم في تنقية الأجواء، وأيضا لم نعد نرى من ناحية أخرى الحياة الثقافية والتربوية الى جانب التلوث البيئي الموجود في حيفا.

واختتم: الخطة الجديدة لوزارة البيئة ترتكز بالأساس على جمع النفايات، وهي مبادرة مباركة جدا حيث اننا نريد في نهاية عام 2017 ان نعيش في قرى وبلدان عربية نظيفة وخالية من النفايات والتلوث البيئي وذات منظر راقي وجميل.

لحيفا حصة الأسد في المشروع البيئي، ثورة بيئية وتحسن ملحوظ في هذا المجال حتى نهاية الصيف القادم..

من ناحيته الوزير لحماية البيئة افي غباي اكد بانه تم اخذ الاحصائيات الأخيرة المتعلقة بخليج حيفا والتلوث البيئي الصادر عنه في عين الاعتبار وفي غاية الجدية وتم إعطائها حصة الأسد في المشروع الجديد التي تعمل عليه وزارة البيئة بهدف تحسين جودة البيئة ومنع التلوث في البلاد خاصة في القرى والمدن العربية بعيدا عن الصراعات السياسية، حيث عقب قائلا: ساحرص على ان يكون هناك ثورة بيئية وتحسن ملحوظ في هذا المجال حتى نهاية الصيف القادم وهناك ميزانيات لهذا الامر وهناك طاقم مهني أيضا سيعمل على حل هذه المشاكل البيئية بشكل مهني دون التطرق الى السياسية والصراعات السياسية، ولكن بالمقابل ان اناشد رؤساء المجالس المحلية ان يعملوا على حل هذه الآفة وقلعها من جذورها وان يستغلوا الميزانيات من وزارة البيئة كما يجب وبالطريقة التي تخفف من التلوث البيئي في بلداتهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]