بالرغم من الأجواء العاصفة توافد عدد كبير من المهتمين بالقضايا الأدبية الفكرية، هذا الأسبوع للمشاركة في اللقاء الذي دعت الية دارة الثقافة والفنون، لمناقشة رواية "دنيا" للكاتب عودة بشارات، التي صدرت مؤخرًا.
افتتحت الأمسية الأديب نائلة عزام لبس، فأكدت أن دارة الثقافة والفنون التابعة لمجلس الطائفة الأرتوذكسية، ستواصل وتعزز نهجها في دعم المشاريع الثقافية، في الناصرة وخارجها. وأكدت ان الدارة تفتح ابوابها لكل الطاقات في هذا المجال.
وفي كلمته قال المربي فيصل طه: "أجاد الكاتب عودة بشارات بعينه الفنية التصوير الدقيق لواقعنا المحلي ببراعة تجاوزت الحالة الجامدة للصورة منتقلا إلى حالة حركية فعالة تظهر تشابك العلاقات المتحركة والمتعددة والمتنوعة والمتداخلة في الحيّز الاجتماعي التاريخي التراثي والفكري والسياسي لمجتمعنا العربي والى ابراز المواقف والقيم والآراء والمشاعر المتخبطة في بعضها والواضحة في بعضها الآخر والتي تحمل في تفاصيلها الكثير من الآمال والتعاسة واليأس والتفاؤل والتشاؤم (التشاؤل) والغيبيات والشعوذة والتنور والابداع، خليط من التناقضات التي تفرز العديد من التساؤلات والأسئلة حول الحاضر و المستقبل."
أما الدكتور عصام عساقلة، فقد تناول جانب استعمال اللغة العامية في الرواية، واستعرض موقف الكثير من الدراسين في هذا الموضوع، بين مؤيد ومعارض. حيث من الممكن ان يكون استعمال اللغة العامية حائلا دون انتشار الرواية في العالم العربي. واستعرض عساقلة في كلمته، العديد من المواقع التي يستخدم فيه المؤلف اللهجة العامية بتوفيق. وتعرض كذلك الى الأجواء التاريخية في الرواية وفي اكتظاظ احداثها، مبيناً أن الرواية من هذا الناحية تحمل صفة الرواية التاريخية.
وبعد أن قرأ الكاتب عودة بشارات نصًا قصيرًا من الرواية، جرى نقاش غني شارك فيه العديد من الحاضرين متعرضين لنص الكتاب ولمسائل أدبية فكرية في الرواية العربية ودورها في ترسيخ الرواية الفلسطينية من خلال تفاصيل الحياة اليومية المتسمة بالتحديات الكبيرة.
وفي الختام تحدث الكاتب عودة بشارات فقال ان النقد الادبي هو السلاح الأمضى لتطور النص الأدبي، وعلى الكاتب ان يروض نفسه على قبول النقد مهما كان متطرفا. وبالسنبة للكتاب قال بشارات إنه يقدمه هدية للجيل ما بعد النكبة الذي تُرك "كالأيتام على مائدة اللئام"، ومع ذلك فقد ابدع هذا الجيل في نضالاته. ومن أهم اسلحته في هذا النضال، قال بشارات، هو تطويع المعايير المطلقة في مواجهة الواقع المر الذي عايشوه، لهدف واحد وهو البقاء والتطور على ارضهم. وفي السطر الأخير ففي هذا الامتحان حققوا نجاحًا باهرًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]