من المعروف أن أتباع الدين اليهودي القديم والشهير هم 0.2% فقط من سكان العالم، ويذكر أنّ 98% منهم يعيشون في 18 دولة فقط

كم يهوديًّا يعيش في العالم؟ يُشغل هذا السؤال الكثير من الباحثين، المفتونين بقصّة هذا الشعب القديم الطويلة والمليئة بالتقلّبات. وفقا للبيانات المستجَدَّة يتراوح عدد اليهود في العالم بين 14.5 مليون حتى نحو 17 مليون شخص. وفقا للمشدّدين، الذين يضعون معايير صارمة لتعريف "اليهودي"، فإنّ العدد أقرب إلى 14 مليون شخص. بينما وفقا للمعايير المتساهلة، التي تعتبر اليهودي أيضا من كان أحد والديه فقط يهودي، يقترب العدد إلى 17 مليون بل ووفقا لإحصاءات معينة بلغ عددهم 20 مليون شخص.

ولكن أيضًا وفقا للتقديرات الأكثر سخاء، فإنّ عدد اليهود في العالم اليوم لا يزيد عن نحو 0.2% فقط من سكان العالم كله! وفقا لهذه البيانات، ففي العامين الأخيرين فقط استطاع الشعب اليهودي التعافي من قتل الألمان لثلث أبنائه خلال الحرب العالمية الثانية.

عام 1939، عشية الحرب العالمية الثانية، عاش في العالم نحو 17 مليون يهودي. قتل النازيون نحو ثلث هؤلاء السكان، الذين عاشوا تحديدا في أوروبا، حيث إنّه في عام 1945، ومع نهاية الحرب، بقي في العالم نحو 11 مليون يهودي فقط. وفقط في التقارير التي ظهرت عام 2015 فصاعدا، كان عدد اليهود أكبر ممّا كان عليه قبل عملية القتل الجماعي، وربما ما زال عدد اليهود في العالم أقل مما كان حينذاك.

كلّما مرّت السنين، يتركّز السكان اليهود أكثر في دولة إسرائيل، بينما بدأ يظهر نقص في عددهم خارجها. يعيش في إسرائيل اليوم نحو 45% من يهود العالم، والذين يشكّلون 6.3 مليون يهودي. وذلك مقارنة بالوضع الذي كان عام 1948 حيث عاش في إسرائيل نحو 0.6 مليون يهودي فقط! هناك سببان رئيسيان للتغيير وهما الهجرة المستمرة لليهود إلى إسرائيل، والزواج بين اليهود وغير اليهود خارج إسرائيل.

إن تعداد السكان اليهود في الولايات المتحدة كبيرا تقريبا وهو يشبه عدد السكان اليهود في إسرائيل، وربما أيضا أكثر منهم بقليل. وعندما نجمع عدد السكان اليهود في الولايات المتحدة وفي إسرائيل، نجد أنّه في كلا البلدين معًا يعيش اليوم ما لا يقلّ عن 83% من يهود العالم.

وعندما نضمّ معًا السكان اليهود في 18 دولة يعيش فيها أكبر عدد من اليهود، نصل إلى 98% من يهود العالم، مما يدلّ إلى أي مدى أصبح هؤلاء السكان مركّزين.

وماذا عن سائر الدول العربية والإسلامية؟ يعيش في تلك الدول اليوم نحو 35,000 يهودي على الأكثر، حيث يعيش نحو نصفهم في تركيا ونحو ثلثهم في إيران. وذلك لأنّه بعد إقامة دولة إسرائيل، تقلّص عدد السكان اليهود في جميع الدول الإسلامية جدّا أو انقرضوا تماما.

ومن بين الدول العربية، فقد بقيت المجموعة السكانية اليهودية الأكبر في المغرب، حيث يعيش هناك نحو 6,000 يهودي وهم من السكان المتبقين من جالية فاخرة بلغ تعدادها مئات الآلاف. أما الجالية الأقل تعدادا تعيش كما يبدو في العراق، حيث بقي هناك وفقا للتقديرات أقل من 10 يهودي.

المصدر: المصدر

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]