حذر مسؤولون إيرانيون كبار ومسؤولون سوريون السعودية من مغبة التدخل العسكري البري في سوريا، في حين شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة سخرية من السعودية وجيشها.

وقال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام اللواء محسن رضائي: إن "دخول السعودية الحرب في سوريا سيؤدي الى اشعال المنطقة كلها ومنها السعودية نفسها، ما عدا إيران".

وأضاف رضائي بحسب ما نقلت وكالة "فارس" الإيرانية أنه "وبعد هزيمة داعش والنصرة في العراق (الرمادي) وسوريا (خاصة حلب)، قررت السعودية وأميركا إرسال الجنود السعوديين إلى سوريا لإنقاذ البقية الباقية من التكفيريين ومواجهة الجيش السوري".

وتابع أنه "من المحتمل في مثل هذه الحالة حدوث مواجهة بين روسيا وتركيا والسعودية ومن ثم دخول أميركا على الخط ووقوع حرب إقليمية كبرى".

اشعال المنطقة 

وأردف رضائي المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي أن "الحكومة السعودية التي تبادر إلى كل خطوة بجنون، لو ارتكبت مثل هذا الامر فإنها ستؤدي الى اشعال المنطقة كلها ومن السعودية نفسها وبطبيعة الحال ستكون إيران بعيدة عن ذلك"، على حد قوله.

فيما قال القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري إن "السعودية لا تجرؤ على ارسال قوات عسكرية إلى سوريا".

وأضاف بتصريح للصحفيين على هامش مراسم تشييع عميد و5 عسكريين آخرين قتلوا بسوريا أن "الانتصارات الأخيرة في سوريا لجبهة المقاومة والهزائم المتلاحقة للجبهة المقابلة قد قلبت كل حساباتهم فلقد تصوروا أنهم بدعمهم اللوجيستي والمالي (للجماعات المسلحة) يمكنهم الحصول على امتياز في سوريا إلا ان الانتصارات الأخيرة قد قلبت كل حساباتهم".

وتابع "لا اعتقد أنهم يمتلكون الجرأة على القيام بهذا الامر لان جيشهم جيش تقليدي والتاريخ اثبت بأنهم لا قدرة لهم على مواجهة قوات المقاومة الإسلامية".

وأردف اللواء جعفري "لو قاموا بهذا الاجراء فانه سيكون بمثابة رصاصة الرحمة لهم أنفسهم ويبدو على الظاهر انه لا سبيل أمامهم غير ذلك الا ان هزيمتهم ستكون مؤكدة".

وزير الخارجية السوري: سنعيدهم بتوابيت خشبية

بدوره قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم "سنعيد كل من يعتدي على سوريا في صناديق خشبية سواء كان سعودياً أم تركياً". وأضاف المعلم في مؤتمر صحفي السبت من دمشق إن "هناك أحلام لدى الرئيس التركي ترتبط بالدولة العثمانية ولكنها تتلاشى على أرض الواقع"، معتبراً أن "كل من يحمل السلاح في وجه الدولة السورية إرهابي".
وتساءل المعلم "هل أفلحت السعودية في اليمن حتى تتحدث عن إرسال قواتها إلى سوريا؟"، مؤكداً أن "موقف وفد الرياض من فك الحصار عن نبّل والزهراء يكشف زيف ادعاءاته حول الشروط الانسانية".

وقال وزير الخارجية السوري إن أي تدخل من السعودية في سوريا يعني "إعادة جنودها إلى بلادهم في توابيت". وأشار إلى أن "العقل والمنطق يستبعدان أي تدخل". واعتبر أن "جنون القيادة السعودية لا يترك شيئاً مستبعداً". وأضاف "يبدو أن المتآمرين قد يئسوا من أدواتهم في الميدان بعد انتصارات الجيش السوري فقرروا الدخول بأنفسهم".

وأشار وزير الخارجية السوري إلى أن وفد الرياض قرر الانسحاب من محادثات جنيف خصوصاً بعد تقدم الجيش السوري ميدانياً، لافتاً إلى أن وفد الرياض جاء إلى جنيف نتيجة الضغوط التي مورست عليه وليس للمشاركة في المحادثات.

وقال المعلم أيضاً إن قوافل الإرهابيين ما زالت تعبر من الأردن إلى سوريا. ولفت إلى أنه "من يريد العودة إلى الأردن يتم قتله"، معتبراً أن "الحل السياسي يساعد في إنهاء الأزمة لكن الحل النهائي غير ممكن بدون القضاء على المجموعات الإرهابية".

وأكد المعلم أن الحكومة السورية ملتزمة بمؤتمر حوار سوري-سوري وبقيادة سورية وبدون شروط مسبقة"، مشيراً إلى أن دور ستافان دي ميستورا "تيسير الحوار فقط". مكرراً تأكيده "نريد إنجاح مهمة دي ميستورا ولكن عليه أن يبذل جهوداً أكبر ووفد الرياض ليس الممثل الوحيد للمعارضات".

وأوضح المعلم أن "هناك تعاوناً أمنياً بين أجهزة الحكومة وبعض الأجهزة الغربية". وقال "وفدنا طلب من دي ميستورا الحصول على لائحة بأسماء المتحاورين"، مؤكداً "نحن لا نحاور أشباحاً".

وقال المعلم "نحن لم نضع أي شروط للمشاركة في محادثات جنيف، ولن نلبي أي شرط مسبق"، موضحاً "كنا أول الواصلين إلى جنيف واللائحة التي حصلنا عليها بأسماء المعارضات كانت ناقصة".

وزير الخارجية السوري قال إن وفد الحكومة دعا دي ميستورا إلى عدم تكرار خطأ جنيف 2 وشدد على ضرورة توسيع تمثيل المعارضات السورية.

وأوضح المعلم أن لا علم له أنه تمّ التوافق على لوائح التنظيمات الإرهابية حتى الآن، مبدياً ثقته بالموقف الروسي. وأكد أن الحكومة تعمل بشكل متواز في السياسة ومكافحة الارهاب، مؤكداً "نحن لا نربط بين الميدان والعمل السياسي".

وحول الاتفاق على رحيل عناصر داعش من الحجر الأسود إلى الرقة أكد المعلم أن الاتفاق ما يزال قائماً، وأن تنفيذه مرتبط بتذليل العقبات اللوجستية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]