أكد مسؤولون فلسطينيون في حديث لـــ"بكرا"، ان المصالحة الفلسطينية ليس من السهل ان تتحقق في ظل الظروف الحالية، وأن قطر وتركيا تريدان تلميع نفسيهما بعد الإخفاقات الكبيرة في الحرب بسوريا، عبر المصالحة الفلسطينية.

وقال المسؤولون إن الهدف من الجولات الحالية هو إدارة الأزمة الحالية الموجودة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وليس المصالحة الفعلية التي يطمح لها الشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي بكر أبو بكر، عن اعتقاده بأن لا يكون لقطر دور إيجابي في المصالحة بين حركتي فتح حماس.

وقال أبو بكر، إن قطر وتركيا تريدان إعادة تلميع نفسهما من جديد من خلال المصالحة، فتركيا عندها إشكالية مع محيطها، فيما الدور القطري غائب منذ فترة طويلة عن القضية الفلسطينية، إضافة إلى تقلص شعبيتها في فلسطين.

وأكد ابو بكر أن الوضع الإقليمي ضاغط على حماس لقبول المصالحة، في ظل إغلاق معبر رفح، وعدم ايجاد حل لموظفي قطاع غزة.

وفيما يخص الدور المصري في عملية المصالحة، قال ابو بكر إن "مصر هي المحور الرئيسي للاتفاق ولا يمكن إخراج الملف من يدها، وهي موافقة لكنها تريد تحقيق الشرعية بملف المعبر".

واعتبر أن الوحدة الوطنية محققة في فلسطين بين مكونات الشعب بكل الانتماءات السياسية والدينية، غير أن المصالحة مختلفة جدا عن ذلك، فلها إطار سياسي بين الفصائل، خاصة بين فتح وحماس.

الاهتمام بالقضية الفلسطينية يتضاءل

من جانبه، قال المحل السياسي هاني المصري ليس خافيًا على أحد أن الاهتمام بالمصالحة بات ضئيلًا، لأن الشعب والقوى والأصدقاء والحلفاء سئموا من أخبار الحوارات والاتفاقات التي لا تطبق، بينما القضية تتراجع، والقدس تضيع، وهو ما أدى إلى تفجير موجة انتفاضية للشهر الرابع على التوالي من دون قيادة ولا أهداف، ما جعلها تستحق تسمية الانتفاضة اليتيمة لتكون ضحية جديدة من ضحايا الانقسام.

وأضاف إذا أخذنا التطورات التي نعيشها والظروف المحيطة بِنَا بالاعتبار، وجدنا أن العوامل التي تدعو إلى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة تتزايد بصورة ملحوظة. فالكل الفلسطيني في مأزق يتفاقم باستمرار، وهذا أمر بات يعترف به الجميع بصراحة وعلى الملأ من دون تحميل المسؤولية بالكامل للطرف أو الأطراف الأخرى، بل بات كل طرف يحمّل نفسه قدرًا من المسؤولية. كما أن الرهان على انهيار الطرف الآخر بسبب نهاية ما يسمى عملية السلام وتكثيف العدوان والاستيطان والعنصرية وانغلاق الأفق السياسي تمامًا لم يتحقق، فعوامل بقاء فتح والسلطة التي تقودها، ولو بالاسم، أقوى مما يعتقد البعض برغم التآكل المستمر للأرض والحقوق والمؤسسات ولما تبقى من شرعية.

وقال المصري إنه في المقابل، لم يتحقق الرهان على سقوط حماس على أساس أن سقوط الإخوان المسلمين في مصر وهبوطهم في المنطقة سيجر معه هذا الانهيار، خصوصًا بعد تردي علاقة الحركة بمصر وإغلاق الأنفاق، واستمرار تردي علاقتها بإيران وسوريا، وعدم نجاح محاولاتها القاضية بإصلاح علاقتها بالسعودية. فعوامل بقاء حماس برغم ما سبق قوية، أهمها أنها صمدت في وجه ثلاثة عدوانات إسرائيلية على قطاع غزة. كما أنها تستمد قوتها من فشل اتفاق أوسلو والرهان على المفاوضات والولايات المتحدة، وكذلك من دخول منافستها حركة فتح في صراع حام على خلافة الرئيس.

نبيل عمرو: الاتفاق ممكن ولكن التطبيق صعب

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الفتحاوي نبيل عمرو، يبدو لي ان لا مشكلة لدينا في فلسطين حول الصيغ والبيانات والاتفاقات ، فما اكثر ما عملنا على هذا الصعيد وغنينا ورقصنا واحتفلنا ، اما كيف ننقل ما دبجناه على الورق الى ارض الواقع فهذه مسألة تحتاج الى ان نختتم عواصم العالم جميعا لتستضيفنا في اجتماعات جدية وتفصيلية ومعمقة ، الا ان لنا عزاءً واحداً يتجسد في براعة عزام الاحمد وابو مرزوق في تكرار نجاحاتهم التي استغرقت تسع سنوات ، والحق كل الحق في هذا الاخفاق على المواطنين في غزة ورام الله الذين يشبهون "الطليان" في القول الدارج!

وأضاف: ما الذي يمنع ان نتفق على التطبيق على ارض مكان التطبيق فمن لا يستطيع الحضور الينا في رام الله نذهب اليه الى غزة، وبوسع الدوحة التي لا نشك في رغبتها بالنجاح كما لا نشك في قداراتها ان تقرب وجهات النظر من خلال مبعوثيها المحترمين والمفتوحة ابواب اسرائيل ورام الله وغزة على مصراعيها امامهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]