ضمن مشروع مسيرة الكتاب وتحت شعار " وخيرُ جليس في الزّمان كتابُ " قامت مدرسة الكرمة بافتتاح هذه المسيرة مؤخرا.

ولقد كُرّس هذا اليوم لنشاطات وفعاليّات لا منهجيّة تهدف كلّها إلى تعميق الصّلة بالكتاب وتعزيز الانتماء للغتنا الحبيبة وحثّ الطلاب على القراءة وجعلها عادة راسخة ومنهجا حياتيّا لا غنى عنه .

هذا وقد تألّق طلاب الكرمة فقدّموا عروضا متنوّعة ومتميّزة في طابور الصّباح كان أوّلها أنشودة " كتب كتب " وختامها حواريّة تدور حول الكتاب وعلاقته بالإنسان على مرّ العصور، مؤكّدين في أقوالهم على أنّ سرّ القراءة لا يقف عند حدّ المتعة والتّسلية والتّرويح عن النّفس إنّما يتعدّاها إلى تطوير الفكر وتعميق الوعي وزيادة المعرفة وتعزيز الثّقة بالنّفس ، فالواقع الذي نعيشه اليوم يستدعي حضور الإنسان المثقف واسع المعرفة والاطلاع.

ولمّا كانت القراءة مركّبا أساسيّا من مركّبات الرّؤيا التّربويّة للمدرسة، لما لها من دور أساسيّ في بناء الشخصيّة المستقلّة وتنمية الفكر الحرّ من أجل تنشئة جيل قارئ مثقّف ومنتج، فقد تمّ الإعداد لهذا الحدث من خلال تخصيص حصّة مطالعة أسبوعيّة لكلّ صفّ في مكتبة المدرسة والسّماح للطلاب باستعارة كتب من مكتبة المدرسة وإعطاء فرصة للكتابة الإبداعيّة والتّعبير عن الرّأي في طابور الصّباح.

ومن خلال هذا المشروع يقوم الطلاب بقراءة كتب يختارونها من قوائم تضعها وزارة المعارف أو كتب أخرى ملائمة لكلّ فئة من الفئات العمريّة تختارها المدرسة ، وبعد القراءة يقوم الطلاب بتنفيذ مهمّات بإرشاد وتوجيه من المعلمين والمعلمات، ويُتوّج المشروع بانتخاب أجمل قصّة يعلنُ عنها في وقت لاحق لتكون " قصّة العام ".

كما وتخلّل البرنامج عرض لجميع القصص المشاركة في مسيرة الكتاب في مكتبة المدرسة لكلّ طبقة على حدة.

وبهذه المناسبة فقد استضافت المدرسة الأديب حنّا أبو حنّا والأديبة ميسون أسدي والكاتب محمّد علي سعيد والأستاذ رشيد إغباريّة فقاموا بفعالياّت تربويّة تثقيفيّة وورشات عمل ، كان محورها الكتاب ودوره في بناء الإنسان وصناعة الحضارة وعمليّة الخلق والإبداع، داعين الطلاب إلى الإكثار من القراءة ، قراءة كتاب على الأقل كلّ شهر وإلى الإكثار من التردّد على المكتبات واستعارة الكتب وإنشاء مكتبة في كلّ بيت غنيّة بالقصص والكتب الشيّقة.

وقد اختتمت هذه الفعاليّات بوعود نرجو أن تتحقّق وبأعمال إبداعيّة وورشات عمل داخل الصّفوف مثل بناء مجسّمات من وحي كتب قرأها الطلاب ، أو كتابة دعايات لقصّة معيّنة أو رسمات تعبّرعن مضمون كتاب أو قصّة ما ، برز من بينها : " أوّل العلم كتاب وثانيه حضارة وثالثه إبداع " !
ومن هنا فإنّ مدرسة الكرمة: إدارة وهيئة تدريسيّة وطلابا تتوجّه بخالص الشّكرإلى كلّ من ساهم في إنجاح هذه الاحتفاليّة من أدباء وأولياء - آباء وأمّهات - وموظّفين راجية لهم المزيد من التّوفيق والقدرة على العطاء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]