أثارت تصريحات عضو الكنيست عن الليكود عينات بركمان في والتي تجاوزت كل الحدود ضجة واسعة خصوصا في صفحات التواصل الاجتماعي وذلك بعد ان لم تكتف بتزييف الحقيقة، بل أيضًا حاولت تزييف اللغة العربية وادعاء المعرفة فيها، فقد ادعت عضو الكنيست باركو هذه المرة بأن لا وجود لشيء اسمه شعب فلسطيني لأن اللغة العربية ليس فيها حرف الـ"ف" أو الـ "بيه - פ"، وأن هذا إثبات على عدم وجود شيء أسمه فلسطين. (شاهدوا الفيديو).

الليكود الذي عُرف بالماضي بحركة "حيروت" لا يستطيع ان يمسك الحبل بطرفيه
 حول هذا الموضوع تحدث مراسلنا مع المحلل السياسي يوآف شتيرن الذي دعا عضو الكنيست باركو للتراجع عن تصريحاتها سريعا حيث قال:" تصريحات عضو الكنيست باركو الاخيرة ان دلت على شيء تدل على ان اليمين الاسرائيلي اعلن عن افلاسه، وانه لا يستطيع ان يتمسك مع ايدلوجيتهم وافكاره، والدليل على ذلك بتصريحات عضو الكنيست بريكمان التي تقول بان لا يوجد حرب "البيه" في اللغة العربية وعليه لا يوجد شعب فلسطيني، وهذا بالاستناد على امور تافهة، ويبدو هنالك مشكلة كبيرة في مبادئ الليكود، ويتناقض مع افكار اليمين او حزب الليكود الذي كان يدعى في الماضي حركة "حيروت" والتي كانت حركة ديمقراطية، وامن بارض اسرائيل الكاملة ، وهنا نرى بانه يتوجب عليهم الاختيار اما ان تكون حكومة اسرائي ديمقراطية واما تختار ارض اسرائيل الكاملة، لان الاثنين لا يمكن ان يكونوا معا لانهم لا يستطيعون امساك الحبل بطرفيه".

اليمين يعيش بضائقة وهذا يتمثل بفشله بالتمسك بأيدلوجيته

واضاف شتيرن :"هذا نتيجة الضغط الذي يعيشه اليمين والذي يتمثل بحزب الليكود، وياتي هذا استنادا على معطيات بدون اساس، ومن جهة اخرى هذا يمكن ان يسئ للشعب الفلسطيني، عرب الداخل وحتى ايضا اليسار الاسرائيلي، وهذا كله ينبع من الضائقة الكبيرة التي يعيشها اليمين، حيث لا ينجح بالتمسك بقيمه الايدلوجية، والان اريد انت اعود الى قضية التنكر من الشعب الفلسطيني، يمكن بان اليمين بشكل عام او المستوطنون لا يريدون الاعتراف بالشعب الفلسطيني، ولا يريدون منحه الحقوق بكونهم شعب، عندما يوجد شعب حسب القانون الدولي وحسب المعايير الدولية، يتوجب على الدولة ان تمنحه حقوقه، مع انه الافضل من جهة اليمين ان لا يكون هنالك شعب، وهنا تكمن المشكلة في تعريف كلمة شعب، حيث الاعتراف بشعب لا يعتمد على ادراك وفهم الاخر له انما ياتي من داخله، اذا كان هنالك مجموعة اشخاص تعتبر نفسها شعب ، فهذا يعني وجود شعب، وهذا ما يقوله الشعب الفلسطيني الذي يقول هذا نتيجة لانتمائه لارضه ووطنه، في نفس الوقت اذا كان هنالك مجموعة اشخاص يقولون بانهم شعب يهودي، فهذا يدل ايضا على وجود الشعب اليهودي وله حقوقه، ولا يستطيع أي شخص ان ينكر وجود شعب يهودي، لذلك هذا الامر متبادل دائما".

تخصيص الميزانيات للمجتمع العربي يعتبر قرار تاريخي

واردف شتيرن:" بالنسبة للأقلية العربية في البلاد، وعلى مدار السنوات نجحت الاقلية العربية دائما بتعزيز صفوفها، وهذا ينبع من ان الاقلية العربية متمسكة بحقوقها، وايضا من اعتراف اليمين بذلك، وهذا يتمثل بقرار الحكومة الحالية التي اعترفت قبل اشهر بهذه الاقلية وقررت تخصيص الميزانيات لهذه الاقلية حسب نسبته في البلاد، وحسب رايي هذا يعتبر قرار تاريخي، الذي يقول لا يمكن ان ننكر وجود الاقلية العربية في البلاد، ويجب توفير المناخ الملائم لهم وذلك بدعمهم ايضا من ناحية اقتصادية، وهكذا غيرت الحكومة الاسرائيلية نظرتها للعرب في البلاد، حتى لا تغيير الاقلية العربية مسارها نحو التطرف على سبيل المثال.

حيث يقوم رئيس الحكومة من ناحية بتخصيص الميزانيات للعرب، ومن ناحية اخرى يقوم ايضا بالتحريض وهنا يكمن التناقض، وهذا ياتي من اجل ان يخدمه من ناحية سياسية ويقوي مكانته لدى اليمين الاسرائيلي".

واختتم شتيرن حديثه حين توجه لعضو الكنيست عنات بريكمان قائلا:" يتوجب عليها ان تتراجع عن اقوالها سريعا، واذا هي تعتقد بان لا وجود للشعب الفلسطيني فيكون هنا الجدال ضعيف جدا، وهذا طبعا ياتي من تأثير اليمين، ولكن في مثل هذا الموضوع لا يمكن ان نغمض اعيينا عن حقائق واضحة ولا يمكن ان نتجاهلها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]