شدّدت محكمة العدل العليا عقوبة السجن التي كانت المحكمة المركزية بالناصرة قد أصدرتها بحق مواطن عربي من الشمال (قرب الناصرة) بعد ادانته بالدهس المتعمد لشابة تربطه بها صلة قربى (ابنة شقيقه أو شقيقته) وقام بضربها على خلفية ما يسمى "شرف العائلة" – حسبما ورد ونُشر .


وبدلاً من الحكم الصادر سابقاً عن المحكمة المركزية بسجن المتهم عامين ونصف – شدّدت المحكمة العليا العقوبة لتصبح اربع سنوات .
وفي التفاصيل (استناداً الى لائحة الإتهام) ان الشابة قريبة المتهم كانت على علاقة عاطفية مع شاب ، ولم ترق هذه العلاقة لعائلتها ، وفي احدى الليالي حاولت الهروب من منزلها واتجهت الى الشارع العام القريب من قريتها وعندما علم المتهم بالأمر ، انطلق بسيارته للبحث عنها ، وكان على ما يبدو تحت تأثير الكحول (حسبما ورد في لائحة الإتهام ) وعندما وجدها صدمها بقوة بسيارته ، فانكسر ساقها واصيبت بجراح ورضوض في وجهها .

مساعدة من قريب للعائلة

وحاول المتهم دهس قريبته مرة أخرى ، لكن أحد المعارف أنقذها حيث ساعدها على الاحتماء خلف الجدار المعدني المنصوب على الطريق ، لكن المتهم "لم ييأس" فخرج من سيارته وأوسع قريبته ضرباً ولكماً في رأسها وبطنها . ولم تتمكن الشابة من الهرب بسبب ساقها المكسورة ، وفي هذه الأثناء جاء الى المكان أحد الأقارب بسيارته ، وأبعدها عن الخطر ، ونقلت الى المستشفى حيث مكثت للعلاج بضعة اسابيع .

"الصلحة لا تشكل ذريعة لحكم مخفف"

وفي المحكمة اعترف المتهم بفعلته ، فحكمت عليه بالسجن الفعلي عامين ونصف ، وبالزامه بدفع تعويض لقريبته بقيمة (40) الف شيكل (عشرة الاف دولار) . وعللت المحكمة هذا الحكم المخفف بأن المتهم اعترف بما نُسب إليه ، وبأن ماضيه الجنائي "نظيف" .

لكن نيابة الدولة قدمت استئنافاً على هذا الحكم ، لأنه لا يعكس خطورة التهم والفعل الجنائي – بينما ادعى محامي المتهم بأن العقوبة "ليست مخففة" لا سيما – كما قال – ان المتهم والضحية قد تصالحا ، مع الاشارة الى "الخدمات" التي قدمها المتهم للدولة !

وقبل قضاة المحكمة العليا الثلاثة : تسفي زلبرطال ، استر حيوت ، ودفنا باراك – ايرز ، بالاستئناف ، وشددوا عقوبة السجن لتصبح اربع سنوات من السجن الفعلي .

وأشار القضاة الثلاثة الى ان سبب تشديد العقوبة لا يعود فقط الى خطورة الجناية والاصابات التي لحقت بالشابة – بل كذلك الى دوافع المتهم بالاعتداء عليها لمجرد ارتباطها بعلاقة عاطفية بريئة مع شاب ومحاولتها التخلص من القيود التي فرضتها العائلة عليها .

وانتقد القضاة ادعاءات المتهم بأنه فعل ما فعل "للحفاظ على سمعة وشرف العائلة" ، ورأوا ان تصرفه لا ينطوي على أي شرف ، ولا يمتّ إلى العلاقة الأسرية بأية صلة !

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]