يستمر الصحفي المعتقل محمد القيق في نضاله ضد الاعتقال الإداري الذي فرض عليه حيث انه يخوض معركة الأمعاء الخاوية منذ اكثر من 82 يوما في حين انه قد اجمع الأطباء جميعهم في المستشفى التي يرقد بها في العفولة ان جسده اصبح ضعيفا جدا وانه على وشك لفظ أنفاسه الاخيره في أي لحظة ما لم يتم تعليق اضرابه عن الطعام ، وبالرغم من ذلك فان القيق يرفض جميع الصفقات التي تعرض عليه مصمما على موقفه ومستمرا في اضرابه بهدف إيصال رسالته العادلة التي تنص على انهاء الاعتقال الادري الذي يستعمله الاحتلال ضد الاسرى الفلسطينيين.

من ناحية أخرى فان المنطقة المحيطة بمستشفى العفولة تشهد تحركات ونشاطات سياسية وتضامنية بشكل شبه يومي دعما لنضال الصحفي القيق ومطالبة بتحريره علما ان المحكمة العليا قد أصدرت حكمها بعدم وجود أي تهم تدين القيق، بينما هو لا يزال معتقلا حيث ترفض سلطات الاحتلال ان تطلق سراحه وينقل لتلقي العلاج في مستشفى رام الله كما طلب هو.

وبالرغم من النشاطات التضامنية التي تشهدها القضية من قبل الجماهير العربية الحراكات الشبابية المتابعة والكوادر السياسية الا ان ذلك ليس كافيا، ولا يحرك ساكنا للاحتلال الإسرائيلي ، لذا وجب طرح السؤال ما الحل، وهل فعلا النضال التضامني التي تقوم به الجماهير العربية مع القيق كافي وهل يرقى لمستوى النضال الذي يخوضه القيق في معركته ضد الأمعاء الخاوية بهدف كسر قيده وإلغاء منهج الاعتقال الإداري..

كأنه لا يوجد تضامن وذلك بسبب تفكك المجموعات والأحزاب السياسية في مجتمعنا العربي!!

يوسف عارف أبو فروة من ام الفحم قال معقبًا لـ "بكرا": اكيد التضامن مع القيق في الوقت الحالي غير كافي، لا بد من التحرك بصوره أوسع واقامه خيمة نشاطات محلية وقطرية بشكل اكبر وتدويل القضية من خلال رسائل الى منظمات حقوقية وعالمية .

بدوره خضر حسن قال بشكل مقتضب وبتهكم: كأنه لا يوجد تضامن وذلك بسبب تفكك المجموعات والأحزاب السياسية في مجتمعنا العربي مما لا يتيح التضامن بشكل كببر.

اما يوسف كيال من الجديدة فاكتفى بالقول: اضعف الايمان، ليس على الفرد ان يفعل ما يكفي بل ما يستطيع ، ومن الشجاعة ان لا يموت المرء أحيانا..

بدورها الناشطة سجا أبو خيط من الطيرة قالت: التضامن مع الاسير الصحفي محمد القيق غير كافي. فالشعب لم يجد قيادة توحده وتوحد تضامنه مع القيق..ولا حتى القيادة الفلسطينة. لو كان هناك تنظيم مظاهرات تضامنية مع الاسرى واجتمعت وتكاثفت جميع الاحزاب والحركات الوطنية لكان التضامن اقوى .

بدوره القيادي غسان عثامله قال: التضامن مع القيق ليس كافيا ولكنه جيد حيث انه يوميا هناك تواجد امام المستشفى وتظاهرات واعتصامات.

الحراك الشعبي والرسمي في قضية محمد القيق لا يرقى لمستوى جريمة الاعدام التي تمارس بحقه 

بدوره المحامي جهاد أبو ريا قال لـ "بكرا": الحراك الشعبي والرسمي في قضية محمد القيق لا يرقى لمستوى جريمة الاعدام التي تمارس بحقه في مستشفى العفولة ولا يكفي للضغط على الاحتلال لاطلاق سراحه. للاسف الشديد فإن الاحزاب حتى اليوم لم تجند اعضاءها وكوادرها ومؤيديها للمشاركة بالنشاطات واكتفت بزيارات خاطفة لبعض قياداتها .

وتابع: الحل هو حراك شعبي واسع حول مستشفى العفولة يشارك فيه اكثر من 10000 انسان وهذا يستوجب شحن وتعبئة وتجنيد صادق من الاحزاب والهيئات والمؤسسات..

اما الناشط امين شرارة من الناصرة فقال: ما زال الفلسطينيون يسطرون المستحيل بدمائهم وأرواحهم وبطلنا اليوم يدعى محمد القيق أسير الكلمة والحقيقة يخوض معركة شرسة بأمعائه الخاوية ضد مؤسسة عنصرية كاملة. انتظر محمد من شعبه دعما لقضيته ولكن المحزن هو التحرك الباهت والذي لا يتناسب مع الحدث. ما يثير إشمئزازي حقا ليس فقط أن التضامن والتحرك في الشارع ليس كافيا بل دوما في مثل هذه القضايا يبدأ متأخرا وغالبا بعدما يبدأ الخطر يحاصر حياة الشخص المضرب والذي يطالب بحقه وهو حريته التي سلبت منه عنوة دون تهمة او ذنب اقترفه. وأشير هنا إلى المتسلقين على أكتاف قضايانا والراقصين على الجراح من يعتبرون قيادات ولا يحسنون سوى إلتقاط الصور.

وتابع: أما بالنسبه للضفه التي تغوص في سبات عميق، اقول ماذا دهاكم هل تأثرتم من قياداتكم وخفتم من قمعهم؟ حياة محمد باتت على المحك وأنتم لا تحركون ساكنا ألا تخجلوا؟ محمد القيق لا نريدك شهيدا بل نريدك حرا طليقا بين أهلك وأحبتك رسولا لكلمة الحق.

اما سامح أبو وديع من كفر برا فقال: التضامن ليس كافيا بل في ادنى مستوياته وكأن جماهيرنا العربية قد فقدت حسها الوطني..

التضامن الموجود عبارة عن عروض إعلامية وتصوير من أجل الوجهة الشخصيّة!!

الناشط عمار أبو قنديل حدث "بكرا" قائلا: من نافل القول أن محمد القيق يخوض معركة بأسم كرامة الوطن والأمة قاطبة، فهو بإسم معدته الخاوية يسجل إنجازًا تاريخيًا يرفع من خلالها هموم ومطالب جميع الأسرى تحمل رفضهم للإعتقال الإداري ورسالة رافضة لسياسات الإحتلال الإستعمارية.

وتابع: يدخل القيق يومه ال 81 للإضراب وما زال مصيره غير واضح، حياته في خطر شديد، صحته تتدهور ومفاوضات عالقة غير شفافه تحول بينه وبين الحرية، هو يؤكد ان مطلبه المبدأي الحرية او الشهادة وانا اقول نريده حيًا ومنتصرًا، انتصار الحق على الظلم، انتصار الحق على الباطل، انتصار الحق على الإحتلال. إن الإلتفاف الجماهيري حول قضية القيق غير كافي حتى الان رغم ان عدد النشاطات في قضيته اكثر من النشاطات التي أُقيمت في قضية الاسير محمد علان مثلًا، لكن المعيار الحقيقي للتضامن هو النتيجة أي حرية القيق دون ذلك فدائمًا يمكن القول ان التضامن غير كافي.

وأضاف قائلا لـ"بكرا": إن اي تواجد وتظاهر واقامة نشاط من شأنه تشكيل ثقل كبير في معادلة تحرير القيق لذلك يقع على عاتق لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني تكثيف النشاطات بشكل يومي واقترح منها خيمة إعتصام امام المستشفى وتظاهرات في كل البلدات وامام المستشفى ايضًا وتواجد يومي الى جانب غرفته. إن حرية القيق وسلامته هي أمانة في رقاب الجميع فعلينا جميعًا الإلتفاف حوله وحول قضيته ومطالبه حتى ينال الحرية المنشودة.

وقال محمد عدنان بركات من ام الفحم لـ "بكرا": التضامن مع الصحفي القيق أو غيره من الأخوة الذين يتألّمون بسبب الاعتقال الإداريّ لا بدّ أن يتضمّن بداية صرخة على مستوى المجتمع العربيّ أمام قسم الشرطة والمحكمة وغيرها من المؤسّسات ولا أنادي بخلق فوضى وإنّما هي صرخة تحت إطار القانون؛ إضافة إلى التكاتف وتوحيد الصفوف لخلق إطار مؤثّر له صداه.. فما أراه للأسف الشديد هو عبارة عن عروض إعلامية وتصوير من أجل الوجهة الشخصيّة...من هنا أرى بضرورة إجراء خطوات على مستوى الصفوف العربيّة جميعها دون استثناء، وعلى جميع الأصعدة في حيّز القانون، وليس تقديم جهود شخصيّة وأخذ صور تذكاريّة!!!

لم ننجح باثارة الرأي العام المحلي بعد، فما بالكم بالعالمي!!

الناشط السياسي زاهر بولس قال لـ"بكرا" معقبًا: ان التضامن مع القيق في الواقع هو جانب نضالي في سبيل قضيتنا العادلة ضد القوى الاستعمارية التوسعية الاستيطانية، ولا يمكن النظر اليه من وجهة نظر حقوق الانسان فحسب، بل يجب رؤية محمد القيق كانسان يناضل من اجل قضيته، قضيتنا، القومية التحرّرية، وفي "تضامننا" معه نخوض المعركة ضد الحركة الصهيونية الظلامية ومحاكمها التي تعبر عن جوهرها العنصري.

وتساءل: فهل ما قمنا به كافٍ؟ حتى نقيّم ما قمنا به علينا ان نحدد امرين: الأول ماذا تريد "اسرائيل" من استمرار هذا الاضراب عن الطعام. والثاني ما هي استراتيجيتنا في الرد؟

واسهب: ان ما تريده السلطات "الاسرائيليّة" امرين: إما ان يتراجع القيق عن اضرابه وبذلك تُكسر شوكة هذا النوع من النضال، ولو آنيًا وموضعيّا، ونظريًا الامر ممكن، فنحن في نهاية المطاف بشر ولنا محدوديتنا حتى الاسطوريّة! أو، وهو الامر الثاني الذي تبتغيه السلطات الظلامية، كخط دفاع ثاني للاحتفاظ بالسجن الإداري كأداة قمع فاعلة بيدها، ان تضطر الى اطلاق سراحه، لحظات قبل الموت، بحيث يُحرّر بأجهزة مناعة منهارة لا تستعيد عافيتها، لكنها لا تريد له الموت مضربًا عن الطعام في سجونها ومستشفياتها، حفاظًا على "طهارة!" سلاحها الإبادي. لذلك، من الحكمة ان تكون استراتجيتنا في النضال في هذه القضية العينية، اثارة الرأي العام المحلي والعالمي كوسيلة ضغط فاعلة تتلوها امكانية حراك داعم، قبل الوصول الى النقطة الحرجة التي تبني عليها السلطة الظلامية.

واردف قائلا: لما ذكرت اعلاه، اعتقد اننا نقترب من النقطة الحرجة، ولم ننجح باثارة الرأي العام المحلي بعد، فما بالكم بالعالمي! ولهذا عدة اسباب، ليس هنا المكان للخوض فيها، لكن لا يسعني الا ان أحيّي كوادر وقيادات حركة ابناء البلد الطليعيّة في هذا المضمار، إضافة الى القوى السياسية الاخرى والفعاليات، كالحزب الشيوعي والجبهة والحركة الاسلامية بشقيها والتجمع وشباب التغيير ومجموعة جدل وحراكات اخرى. واعتقد ان مركز ثقل النضال يجب ان ينتقل من مدخل مستشفى العفولة الى قرانا ومدننا لزيادة التأثير على الرأي العام المحلي وتعبئته باتجاه حراكي اكثر فاعليّة.

وعقب منتصر منصور على الامر قائلا: بالنسبة للنضال أراه حتى الآن رمزي في تعبيره .. ولكن الرسالة ربما وصلت إلى أصحاب القرار .. والمهم أيضًا بأنه الشأن القانوني في الموضوع مستمر وأثناء زيارتي لفت انتباهي وجود المحامين ومناصرتهم .. أعتقد بأنه من المهم أن يقدم شكوى قضائية قانونية إلى الأمم المتحدة ومحاولة نزع الشرعية عن هذا النوع من الأسر وهو (الحبس الإداري) وطبعًا وجوب التضامن في أكثر من اتجاه يحدث ضغط على المسئولين كالنزول إلى الشارع، أمسيات ثقافية تضامنية الخ ..

التضحيات الجسام لاسرانا الا انها غير كافية لانهاء سياسة الاعتقال الاداري التعسفي

بدوره الناشط قاسم عمر قال: الشعب الفلسطيني المستضعف تخلى عنه العرب و المسلمون و ترك لوحده ليجابه قوات الاحتلال الصهيوني بالسكاكين و الحجارة و الأمعاء الخاوية، لا نملك سوى الدعاء لإخوتنا الصامدين الصابرين في جميع أرضنا الحبيبة فلسطين، وزير الخارجية السعودي يتحدث دائما بحماسة و ثقة في قدرات بلادها العسكرية لمحاربة الحوثيين أو دعم المعارضة لكنه يلتزم الصمت تجاه قضية شعب فلسطين الذي أغلبيته من المسلمين السنة لكني على يقين أن هذه الأمعاء لوحدها ستنتصر على سجانيها وعلى من خذلها من العرب.

واردف: محمد القيق يحتضر إما الحريه وإما الشهادة وكلاهما انتصار على سجانيه ومن عاونهم، لا ننسى دور الحركة الإسلامية في الداخل في الضغط على الجميع من أجل نصرة القيق وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي والله ولي التوفيق.

وختامًا للتقرير، عقب الناشط والمحامي احمد خليفة قائلا: طبعا غير كافي ولا يتلائم مع التضحيات التي يقدمها الاسير محمد القيق، وهذا لعدة اسباب منها الظرف السياسي الراهن الذي ادى الى تغيير سلم الاولويات لدى القوى السياسية ولكن هناك صحوة مباركة وتصاعد في الاعمال النضالية المسانده للاضراب وهي بالتأكيد ستكون عاملا رئيسا في الضغط على الاحتلال لاطلاق صراح القيق.

وتابع: من الواجب التنويه انه على الرغم من التضحيات الجسام لاسرانا الا انها غير كافية لانهاء سياسة الاعتقال الاداري التعسفي والذي بحاجة لجهود جماعية واستمرارية لمواجهتها الامر الذي ينقصنا حتى الان ويمكنه ان يكون حاسما في حال حصوله ويبعد الناس عموما والمساندين خصوصا عن دائرة الاستنزاف التي قد تتسبب بها الاضرابات الفردية المتكررة والتي تبقى المنفذ الوحيد في ظل غياب العمل الجماعي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]