اعتبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف، التطرف والطائفية تهديدين كبيرين للمنطقة والعالم، مؤكدا بان داعش والنصرة وسائر الجماعات الارهابية والمتطرفة تعد خطرا على الجميع.

واشار وزير الخارجية في كلمة القاها الجمعة في مؤتمر ميونيخ الدولي للامن، الى مسيرة الاتفاق النووي والمفاوضات التي انطلقت منذ 12 عاما والتحول الذي طرأ عليها منذ العام 2013 باعتماد قاعدة "ان يكون الطرفان رابحان وليست الرؤية المبنية على وجود رابح وخاسر" ولفت، الى ان اتباع هذا النهج ادى الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه ومن ثم تنفيذه واثر ذلك الغاء الحظر المفروض على ايران مع استمرارها في برنامجها النووي السلمي في ظل آلية مراقبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وثقة الطرف الاخر من عدم انحراف هذا البرنامج عن مساره السلمي.

وتساءل ظريف: هل بالامكان اتباع هذا الانموذج لحل قضايا المنطقة؟ واضاف: ان الثقة متوفرة بان التعامل المؤدي الى الحصيلة "صفر" ستولد نتائج سلبية، فمهمتنا اليوم عالمية مثلما قالت فدريكا موغريني (منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي) لا يمكن الحصول على الامن بضرب أمن الاخرين.

واضاف: ان حادثة 11 سبتمبر علمتنا هذا الدرس، وهو ان اكبر قوة على الارض يمكن ايضا ان تواجه اضطرابا بالامن بسبب وجود مناطق غير آمنة.

وقال: اننا نعتقد بانه لا شيء في منطقتنا يمكنه ابعاد ايران والسعودية عن بعضهما للتعاون من اجل مستقبل افضل للجميع، نحن نرى باننا نواجه تهديدا مشتركا.

وتابع وزير الخارجية: اننا نعتقد بان "داعش" والنصرة والتطرف بصورة عامة، خطر على الجميع مثلما هو خطر على السعودية، فالمصير المشترك يربطنا ببعض.

واضاف: ان الخطر الذي يهدد اشقائنا في تركيا والسعودية وحتى باكستان وافغانستان واسيا الوسطى، يعتبر مشكلة لنا جميعنا في المنطقة وهي مشكلة للغرب ايضا للاسف، ليس بسبب تدفق اللاجئين اليها وهي قضية تاتي بالدرجة الاولى، بل بسبب افراد (متواجدين في سوريا) سيكونون سببا في خلق مشاكل لنا جميعا بعد عودتهم.

واكد ضرورة عدم التعصب واضاف: "لا ينبغي البقاء اسرى الاحداث الماضية"، موجها في الوقت نفسه انتقادات لاجراءات للسعودية، مردفا القول: "ان السعودية اتخذت نهج شطب ايران".

واعتبر ان هنالك تحدّ اخر وهو التفرقة الطائفية، واضاف: ان اجواء الطائفية مهددة لنا مثلما هي للجميع في المنطقة والعالم، لانه لا احد يريد يرغب بظهور الطائفية في المجتمع الاسلامي في اوروبا.

واكد وزير الخارجية بان حل القضايا الاقليمية يستلزم تغيير الانموذج وتغيير النظر الى الحقائق، واضاف: لنا مطالب مشتركة، اذا كنا نريد ان يكون الخليج الفارسي آمنا ومستقرا وان يكون عبور النفط منه مضمونا، علما بان امن جميع الدول الساحلية يكون مضمونا حينما يتم ضمان الحدود الدولية.

واعتبر ان الجميع في المنطقة يواجهون فرصا وتحديات وتهديدات مشتركة، واضاف: اننا نعرف بان للاشقاء السعوديين رؤية مختلفة عن رؤيتنا ولكن هل من الممكن ايجاد انموذج جديد للمستقبل؟ انموذج للتعاون المشترك حول تحدياتنا.

واكد ظريف، وجود امكانية الاتفاق والتعاون في هذا الصدد، ولفت الى مبادئ احترام السيادة والوحدة الوطنية وعدم انتهاك الحدود الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للاخر، واضاف: ان من يعترف منا بهذه المبادئ يمكنه الدخول في هذه الحوارات، ومن ثم يمكننا اتخاذ اجراءات للثقة تتضمن التدفق الحر للنفط وحرية العبور.

واشار الى المشتركات الدينية والتاريخية والثقافية الكثيرة بين دول المنطقة، واكد توفر امكانية التفاهم السياسي ومن ثم التعاون الاقتصادي والحوار الثقافي وبالتالي خلق اجواء جديدة، ودعا للنظر للامور بواقعية، مثلما تم على اساسه حل القضية النووية الايرانية بنجاح، معلنا استعداد طهران في هذا الصدد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]