شكلت قضية الأسير الصحفي محمد القيق الذي خاض أطول اضراب عن الطعام والذي امتد الى 94 يوما بسبب اعتقاله إداريا من قبل النيابة العسكرية الإسرائيلية جدلا واسعا على الساحة السياسية المحلية الفلسطينية ، حول ما اذا كان الاتفاق مع القيق وفك الاضراب هو فعلا إنجازا وانتصارا له وفقا للاتفاق الذي وقع عليه مع الأسير القيق ، علما ان البنود في الاتفاقية هي ذات البنود التي عرضت عليه سابقا مقابل التوقف عن الاضراب ، وانه كان بالإمكان ان يوافق عليها سابقا قبل ان يصل الى مرحلة تدهور كبيرة في صحته كما هو عليه اليوم .

عار عن الصحة 

في هذا السياق التقى مراسلنا بالناشط السياسي والقيادي في حركة أبناء البلد محمد اسعد كناعنة الذي رافق مشوار القيق النضالي منذ دخوله مستشفى هعيمك بالعفولة حتى الاتفاق ، حيث أشار كناعنة في حديثه ان ما قيل حول اتفاق القيق والعرض الذي قدّم له سابقا ليس له أساس من الصحة ، وان الأسير القيق قد رفض الاتفاق السابق لأنه لم يحقق مطالبه التي كان مضربا لأجلها وبالتالي قرر القيق الاستمرار بإضرابه واكمال طريقه النضالي حتى تحقق مراده .

وقال كناعنة: الاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرا مع الأسير الصحفي محمد القيق، هو اتفاق جيد نسبيا وله عدة أسباب، وما قيل مؤخرا حول الاتفاق قبل ذلك وما طرح عليه سابقا بانها تحمل نفس البنود هو كلام غير دقيق، لأن الاتفاقية التي قدمت سابقا لم تقدّم للأسير محمد أي اقتراح من قبل النيابة العسكرية ضمان حريته كاملة والتعهد له بعدم تجديد الاعتقال، لذلك رفض الأسير محمد الاتفاق الأول ، وما يتعلق بالاتفاق الأخير الذي عليه قرر محمد فك اضرابه كان قد حقق كل مطالبه والتي كانت ابرزها نيل الحرية وليس الشهادة، لذلك نستطيع القول وبكل جدارة ان محمد قد حقق انتصارا حقيقيا في اضرابه ، لأنه منذ البداية قرر محمد ان يرفع شعارا اما الحرية او الشهادة .

مفهوم الحرية 

وأضاف كناعنة: شعار الحرية ليس بمعنى ان يتحرر الأسير محمد القيق مباشرة بعد أي اتفاق فقط، وانما ضمان الحرية كاملة دون التعرض اليه واعتقاله مجددا او ملاحقته من قبل النيابة العسكرية او الجيش الإسرائيلي، لان محمد القيق كان يعي جيدا بأن الحرية بالمفهوم الإسرائيليين لم تتحقق بالطريقة التي خاض نضاله واضرابه من اجلها، وعليه تم الاتفاق مع القيق بوجود تعهّد مكتوب من قبل الحاكم العسكري لجيش الاحتلال بعدم معاودة اعتقال محمد مجددا ، وان يكون طليقا في الـ 21 من أيار القادم حسب الاتفاق .

وضاف قائلا: رغم صعوبة الوضع وتدهور حالة القيق الصحية جراء الاضراب، الا ان معنوياته منذ بداية اضرابه كانت عالية جدا، وكان ينتظر الفرج في كل لحظة رغم انه كان معرضا للموت ، وبرأيي الشخصي ان محمد قد حقق إنجازا تاريخيا في اضرابه عدا عن نيليه الحرية وهو خوضه أطول اضراب في التاريخ والذي اعتمد فقط على الماء دون الملح او سوائل أخرى . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]