ما زال العالم الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعية والشبكات العنكبوتية تحمل في طياتها مخاطرا تزجّ بأبناء مجتمعنا في الهاوية ، فرغم كثرة حملات التوعية والمحاضرات التي تقدّم يوميا من اجل الإبحار في عالم الكتروني آمن ، الا ان في مجتمعنا ما زلنا نحصد الحصص الأكبر من حوادث وجرائهم هذا العالم التي تتمثل بجرام التهديد بالفضح مقابل مال او غاية شخصية ، او الابتزاز او اختراق أجهزة خاصة وحواسيب ، الامر الذي يوقع الفرد فريسة سهلة للمخترق والنتيجة اما ام يدفع الضحية ثمنا باهضا او يدفع حياته الثمن .

على غرار ذلك فقد شهدت بلادنا مؤخرا عدد امن الحوادث المختلفة التي كان وقعها على الضحية صعبا كلفه اكثر من توقعاته ، والتي كان اخرها حادثة احد مدراء المدارس في البلاد الذي ارسل وعن طريق الخطأ مقطع فيديو خاص قد صوره ووصل بتالي الامر الى عنوان لم يكن يحسبه وانتهت باستقالته من مكان عمله تاركا خلفه حكايات مجهولة المعالم.

وسائل الإنقطاع الإجتماعي 

في هذا السياق تحدث مراسلنا الى المختص في مجال العالم الالكتروني والمحاضر عبدالله ميعاري خلايلة من مدينة سخنين فقال: انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة نشر الأفلام عبر الواتساب والفاسبوك ، والتي تعتبر أفلام انتقامية من اجل الانتقام والتشهير بالأخرين ، ومن اجل ضرب سمعة الناس ، وما نشهده مؤخرا بان الشخص نفسه والذي يعتبر ضحية ، هو من يوقع نفسه بنفسه في فخ اعماله ، عن طريق ارسال صورة ما او مقطع فيديو خاص بالخطأ الى عنوان غير مكانه كما حدث في بعض الحالات التي سمعنا عنها مؤخرا .

وقال خلايلة: من اهم الملاحظات التي اود ان اطرحها لجميع مستخدمي هذه الشبكات وهذا العالم الالكتروني ، بان لا يقوموا بإرسال اشياءهم الخاصة وصورهم الخاصة لأي شخص حتى وان كان اعز اصدقائك ، لان ما تعطيه لصديق او ما ترسله قد يكون نهايتك او ربما يكون سهما قاتلا لك ، بل يجب ان تحتفظ بخصوصياتك لنفسك كي لا تكون يوما ما ضحية اهمالك او عدم وعيك للأمور .

وأضاف خلايلة قائلا: في العديد من المحاضرات وبرامج التوعية دائما كنا ننوّه ونقول ان لشبكات التواصل الاجتماعي مهما اختلفت بان لا حماية لها ، وهي عرضة دايما للسرقة او حتى للاختراق او مراقبتها ، والامر الاخر ان شبكات التواصل الاجتماعي بالحقيقة أصبحت شبكات انقطاع اجتماعي ، وعلينا ان نكون اكثر حذرا لما نستخدمه وكيف نستخدمه ، وأيضا من اجل السلامة هنالك بعض الأمور التي يجب ان نحذر منها كي لا نقع فريسة هذه الجرائم ، ان نكون حذرين من طلبات الصداقة الغير معروفة في الفاسبوك وان لا نضغط على الروابط الغريبة التي تسهّل اختراق حسابك او جهازك او الكامرة في جهازك فتصبح مكشوفا للعالم ، والامر الأهم هو ان لا تعتبر الرسائل التي ترسلها او الأمور التي تعتبرها شخصية انها سرية ، فهي قد تكون معرضة للمراقبة ومكشوفة باي حالة من الأحوال .

وتابع قائلا: للأسف غالبا ما يكون الضحية هو المساعد الأساسي في اختراق حسابه او جهازه او المساعد في فضحه وابتزازه ، بسبب قلة وعيه ومعرفته في استخدام هذه الشبكات والبرامج ، وانه بسبب رغبة ما او فضول ما قد يدخل الى أماكن تحمل فايروسات او برامج للاختراق وبالتالي يقع فريسة سهلة لأعماله.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]