في ظل ظروف العمل السيئة التي يعيشها عمال الرافعات في البلاد، ونتيجة للحوادث المؤسفة، التي يذهب ضحيتها عدة عمال في الفترة الاخير، نظمت نقابة الهستدروت يوم السبت الماضي، وبمشاركة ما يقارب الـ 500 عامل، مظاهرة قبالة وزارة الاقتصاد واتحاد المقاولين في البلاد، مطالبين بتحسين ظروف العمل، وزيادة اجرهم نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشها عامل الرافعة في ورشة البناء.

جهاد عقل: لا صمت بعد اليوم

عن هذا الموضوع التقى مراسلنا بالنقابي جهاد عقل الذي شارك في هذه المظاهرة. "لاصمت بعد اليوم" هذا ما صرح به النقابي جهاد عقل لمراسلنا الذي اضاف: نجحنا بتجنيد ما يقارب الـ 500 عامل عربي ويهودي في البلاد في هذه المظاهرة التي طالبنا من خلالها تحسين ظروف عمال الرافعات، ونهدف من خلال نضالنا هذا التوقيع على اتفاقية عمل مع اتحاد المقاولين من اجل تحسين ظروف هؤلاء العمال، الذين يتعرضون للخطورة في عملهم هذا، حيث شهدت الثلاثة اشهر الاخيرة وقوع 10 ضحايا سقطوا من علو واخرهم كان العامل من قرية طرعان.

وتابع جهاد عقل: لا شك بان حصة العمال العرب في هذا الموضوع هي كبيرة، لذا قررنا دمج موضوعي تحسين ظروف عمال الرافعات، والامن والامان للعمال في موضوع واحد، هدفنا من خلاله اسماع كلمتنا ونضالنا هذا الى المسؤولين لعل وعسى ننجح بتقليل نسبة ضحايا العمل، وتحسين ظروف عمال الرافعات.

اجرنا غير ثابت، لا يوجد استراحة اكل، لا يوجد مراحيض، نقوم بالتبول داخل قنينة او كيس

كما استمع مراسلنا الى شهادة بعض عمال الرافعات (الاسم محفوظ في ملف التحرير) والذي وصف لنا الظروف القاسية التي يعيشوها حيث قال: نعيش ظروف سيئة جدا، نحن نعرض انفسنا للخطر يوميا، نتواجد يوميا في اماكن مرتفعة جدا، ينتظروا منا الاخطاء حتى يحاسبونا عليها، بينما يقوم مدراء العمل والمقاولون بجمع الاموال على حسابنا وبدون ان يعطونا اجر لائق بالمشقة التي نواجهها يوميا.

وتابع عامل الرافعة: اجرنا غير ثابت، لا يوجد استراحة اكل، لا يوجد مراحيض، نقوم بالتبول داخل قنينة او كيس، نعمل عدة ساعات متواصلة، في بعض الاحيان نعمل 15 ساعة متواصلة في اليوم، اذا مرض احد العمال فهذا يكون على حسابه الشخصي ولا يمكن تعويضه، لا يوجد هنالك مصعد في الرافعة ونضطر للصعود الى ارتفاع شاهق على السلالم ونعرض انفسنا في كل يوم للخطورة، وهذا من اجل الربح الكبير للمقاول ومدير ورشة العمل.

لا اعرف اسم الشركة التي اعمل بها، وهنالك عمال مع رخص وشهادات مزورة

وقال: يعمل مع كل عامل رافعة موجه يتواجد في ورشة العمل، وعادة يكون ذلك عامل اجنبي لا يجيد لغة مشغل الرافعة، وفي عدة مرات لا نفهم عليه نتيجة اللغة، مما يؤدي الى وقوع اصابات في ورشة العمل.

وقال: نعمل عن طريق شركة موارد بشرية وليس عن طريق المقاول بشكل مباشر، انا اعمل في هذه الورشة منذ 3 سنوات وكل شهر يكون ايصال المعاش من شركة مختلفة، حيث يتم تغيير شركة الموارد البشرية في كل فترة، وبهذا لا يمكن ان نحصل على حقوقنا الدائمة في العمل، يتم تهديدنا بالفصل من العمل في كل مناسبة، ويحضرون عمال جدد مع رخص عمل وشهادات مزورة ، حيث يتم الحصول عليها بطرق غير مشروعة، وبدون اية رقابة، كل هذا حتى يُدفع له اجر بسيط بعيد كل البعد عن السعر الذي يستحقه عامل الرافعة نتيجة لعمله الصعب.

الرافعة "موديل" 1972 وغرفة المشغل 2011 وصنعت في الخليل

وأضاف: اعمل على رافعة صنعت عام 1972، وغرفة المشغل صنعت في عام 2011، ربما عند حداد من مدينة الخليل، لا يتم فحصها وانما يقوم المقاول بحصول على تصريح بتشغيل الرافعة بدون ان يتم فحصها، واذا اردنا يوم ما بتقديم شكوى على هذه الظروف الصعبة يأتي المفتش الى ورشة العمل، لا يتحدث الينا، يذهب مباشرة الى مدير العمل في الورشة، او الى المقاول يحتسي القهوة ويغادر الورشة بدون ان يسمع شكوانا، هم يربحون الاموال ونحن نحاسب فقط على الاغلاط، نفتقر دائما لايجاد اذان صاغية.

بدون قبعة وبدون جدار واقي

وأوضح: اضف الى ذلك عدم مراقبة موضوع سلامة وامان العامل الذي يعمل وهو موجود في ارتفاع شاهق عن الارض، بدون ان يلبس قبعة الامان وبدون ان يكون بجانبه جدار واقي، وكل هذا بدون اية رقابة تذكر ولهذا نسمع في كل فترة وجيزة عن سقوط عمال عن علو.حاولنا عدة مرات اقامة نقابة عمال لنا من اجل المطالبة بحقوقنا، ولكن في كل مرة كان يتم افشالها لان هذا لا يتماشى مع مصالح المقاول الذي يريد ان يجمع اكبر كمية من الاموال بدون ان يعطي العامل حقوقه.

نصف المعاش موجود في قسيمة المعاش والاخر اتلقاه نقدي

كما افادنا عامل رافعة اخر الذي يعمل في ورشة عمل مختلفة وهو من اصل روسي، ساشا روبنيك، يعمل في شركة اخرى حيث قال: اتلقى اجرة يومية بمعدل 500 شيكل ولكن للاسف الشديد، لن يدون هذا المبلغ في قسيمة المعاش، حيث يتم منحي نصف الاجر بدون ايصال، والنصف الاخر يتم تدوينه في قسيمة المعاش، وانا لست الوحيد الذي يعيش هذه الظروف، حيث يتم التعامل مع معظم عمال الرافعات في نفس هذه الظروف، اذا حدث وكان هنالك رياح شديدة في ورشة العمل يمكن ان تشكل خطرا كبيرا على حياة العامل، يتم اجبارنا في بعض الحالات على العمل وبدون ان يكون هنالك اي مراعاة لحالة الطقس، التي ممكن ان تؤدي الى وقوع بعض الاشياء الثقيلة على العمال المتواجدين في ورشة العمل، امل ان مثل هذه المظاهرات ان تساعد في تحسين عمل عامل الرافعة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]