انطلق قبل نحو أسبوع حزب سياسي عربي جديد باسم "الوفاء والإصلاح"، والذي اعلن عن انطلاقه في مؤتمر صحافي في الناصرة، حيث سيكون الحزب واحدًا من الأحزاب السياسية العربية التي تمثل المواطنين العرب في اسرائيل، وأنطلق الحزب بأجندة وخط سياسي خاصًا به كباقي الأحزاب السياسية العربية.

ابو ريا: اختيار ضيق من قبل الحركة الإسلامية لمواجهة الحظر وتجربة لن تنجح

في هذا السياق كان للشارع العربي رأيا حول دخول هذا الحزب الجديد الى الساحة السياسية، خاصة في ظل الأوضاع التي يعيشها المواطنين العرب في البلاد، حيث تحدث المحام محمد أبو ريا من مدينة سخنين قائلا: عنوان المرحلة إقامة جبهة عريضة لإسقاط الأبرتهايد، وتشكيل مؤتمر وطني فلسطيني وتجنيد الرأي العام العالمي لدعم كفاحنا، وليس تجريب المجرب، بتشكيل حزب جديد لتوفير فرص عمل لحفنة من نشطائه.

وقال أبو ريا: لا اعتراض على حق أي فئة في تشكيل أي حزب، وأعتقد أن تشكيل هذا الحزب بالذات، والإعلان عنه في الأسبوع المنصرم، جاء على خلفية شطب الإسلامية الشمالية حسب أنظمة الطوارئ التي من المفروض أن تلغى منذ عقود. ولكن اعتراضي بالأساس على عدم استخلاص العبر لدى من كان عليه استخلاص العبر بعد شطبه من الخارطة السياسية رسميا، رغم حضوره السياسي على أرض الواقع، إذ كان من واجبه المبادرة لما هو أوسع من مسألة تشكيل حزب الوفاق والإصلاح، بالدعوة المفتوحة لتشكيل جبهة عريضة لإسقاط الأبرتهايد الآخذ بالتغلغل في كل نواحي حياة المجتمع الإسرائيلي، ولو قام المبادرون بالدعوة لتشكيل مثل هذه الجبهة، والدعوة لإقامة المؤتمر الوطني الفلسطيني بكل ما يتضمن الأمر من تشكيل مؤسسات لهذا المؤتمر، ودعوة جميع القوى للانضواء تحت لوائه، لقلبنا الطاولة وأقمنا برلمانا تأسيسيا للجماهير العربية، ولجان عمل خارجية أشبه بوزارة خارجية، ولكن الذين أقاموا الحزب اختاروا أضيق الخيارات وأقلها دينامية وتأثيرًا، رغم أنني أتمنى لهم النجاح رغم معرفتي الأكيدة بأنهم لم يجددوه.

وأضاف أبو ريا: أعتقد أن تشكيل الحزب، يكرس التفكير العام الذي يميز جميع الأحزاب العربية في الداخل، هذا التفكير الذي يخشى تغيير قواعد اللعب السياسي، التي لو تغيّرت لعادت الروح التطوعية وروح التضحية لدى الجماهير العربية في الداخل ولا أبالغ حين أقول أصبحنا مدرسة سياسية وبوصلة لباقي شعبنا في الضفة والقطاع على الأقل.

واتبع أبو ريا: وأعتقد أيضا أن حظ هذه المحاولة لن يكون بأفضل من حظ الإسلامية الشمالية، وسيتعرض للشطب قريبا على أقل الأسباب وسيعود من بادر لتشكيله والإعلان عنه لما أطرح من أفكار منذ سنوات، فعنوان المرحلة حشد كافة الطاقات، بل وإعلان حالة الطوارئ الوطنية لمواجهة الأبرتهايد والفاشية في إسرائيل، ولمثل هذه الأفكار حلفاء ومؤيدين في العالم، بينما لا تحظى باقي الأفكار وعلى رأسها فكرة تشكيل الحزب الجديد، بأكثر من تأييد أنصارها.

نصار: الأبعاد الأيدلوجية قد تضر

اما الشاب شادي نصار، وهو ناشط سياسي من عرابة فقال لـ "بكرا":إنّ الوضع السياسي الراهن في داخلنا الفلسطيني يطرح أجندات جديدة ومختلفة كليا عن الوضع السياسي في سنوات ما بين السبعينات والتسعينات إذ ينطوي التزامن السياسي ليشكّل موجتين حادتين أولهما الموجة الإيجابية لإشراك الناس داخل العمل السياسي عبر الأحزاب الموجودة ، الموجة التي امتدت الى سنوات الألفين وانعكست الى الموجة الأخرى التي بدأ الناس من خلالها بالابتعاد والنفور عن العمل السياسي بكل أنواعه ويعود ذلك الى عدة تفسيرات أولها الظروف القومية والدينية القاسية التي تتناقض بشكل كبير في هذه البلاد بسبب الصراع وغيره من المشاكل الحقيقية الآن وبالفعل قد تفاقم هذا التراجع الى حدة عالية واضحة للعين المجردة، إنّ مشاركة الجمهور في العملية الانتخابية الأخيرة لمصلحة القائمة المشتركة أو في العمليات الانتخابية المختلفة لا تعكس تفاعلا جماهيريا في العملية السياسية إنما مجرد تفاعل انتخابي رغم ضعفه أيضا. 

وأضاف نصار: برأيي إنّ موضوع تأسيس حزب جديد يجمع بداخله مجموعة من الجمهور التي كانت بدورها منفصلة عن العمل السياسي هو امر جيد الى حد بعيد مما يفيد العمل السياسي بشكل عام والذي يقوم بدوره ايضا ببناء هوية مجتمعية متماسكة ولائقة، ولكن ينحصر الأمر بالأبعاد الأيديولوجية للحزب الجديد وهذا بدوره مهم أيضا، فبناء حزب رجعي أصولي أو حزب ذو أبعاد صهيونية أو طائفية بحتة يضر بالطبع بالعملية السياسية الوطنية مما يؤدي الى تأخير العمل السياسي الحقيقي ورمي مجهود الأحزاب الحية والقوى الجماهيرية الاخرى في مستنقع التفكك والتشرذم وهذا ما لا يريده شعبنا بالطبع.

محشي: فرصة جيدة لكن على الأحزاب محاسبة الذات 

الناشط والإعلامي جورج محشي قالبدوره: اعتقد ان الفرصة دائما متاحه لظهور حزب جديد داخل المجتمع العربي، وبرأيي ان هناك قضايا عديدة وامور كثيرة مغيبة عن اجندة الاحزاب العربية الحالية، اهمها قضايا المسكن والعمل ومشكلة الاكاديميين وغلاء المعيشة والازمة الاقتصادية، في ظل الظروف السياسية والتي تعصف بالمواطنين العرب خاصة في قضايا التمييز العنصري .

وقال محشي: لا اريد ان اتهم انني اتبني افكار واراء المؤسسة الاسرائيلية بهذا الخصوص ولكن ليس من الخطأ ان تحاسب الاحزاب العربية نفسها من حين لآخر وانجازاتها تجاه المواطنين العرب، واضم في ذلك أيضا تلك الأحزاب التي تخرج حديثا لتعرض نفسها للجماهير العربية، وما تحمله في طياتها .

هل لديهم خطة عمل 

الشابة والأكاديمية تغريد ابريق قالت بدورها معقبةً: كوننا اقلية في دولة اسرائيل، ولادة حزب جديد ليس بالأمر السهل، وفكرة تأسيس حزب عربي جديد يعني اجندة جديدة وتحديدا حلول مشاكل واحتياجات المجتمع العربي، وارى بدخول احزاب جديدة رؤية مختلفة عن الاحزاب الأخرى، يزيد من تأثير وتعزيز مكانة عرب الداخل، ومن الممكن ان يوسعوا دائرة الاهتمام بالقضايا الوطنية التي تهم كافة الشعب العربي اذا كنا بحاجة لحزب جديد يمثلنا سياسيا .

وأضافت ابريق: انا مقتنعة ان عمل اعضاء الكنيست العرب تحت قائمة واحدة "القائمة المشتركة " افضل بكثير من دخول كل حزب للسباق الرئاسي بمفرده . وعاد بالفائدة على عرب الداخل وعزز مكانتنا كوحدة وطنية قوية. اما دخول حزب جديد فأرى انه بحاجة الى استراتيجية عمل وخطة مدروسة لتسويق الحزب ، بالإضافة الى الايمان الكامل بقدرة التأثير وجذب الشباب الى العمل الجماهيري. والسؤال الذي اطرحه: هل لدى الحزب الجديد خطة واضحة ومختلفة للعمل الجماهيري يتختلف عن باقي الاحزاب ، وانها ليست مبنية على شعارات رنانة فقط، واذا كانت الخطة مبنية وواضحة ومعلنة للجماهير فأهلا بهم لخدمة المواطنين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]