يعتبر الأول من أيار، يوم العمال العالمي، واحد من الأيام المهمة في العام وخصوصًا للقوى والأحزاب الشيوعية التي ما زالت تحتفل به وتنظم خلاله مسيرات ومهرجانات ضخمة، وهو اليوم الذي تشهد فيه معظم دول العالم عطلة رسمية، وهذا العام وكما في كل عام ستقام مظاهرة يوم الأول من أيار الكبرى في مدينة الناصرة يوم السبت 30.4، وستشارك بها قوى وطنية مختلفة، على رأسها القوى الشيوعية طبعًا وأعضاء الجبهة.

وفي هذا العام، بالأول من أيار ستنظم لجنة مناهضة العنف المنبثقة عن لجنة المتابعة مظاهرة أمام مكتب رئيس الحكومة في القدس احتجاجا على سياسة الشرطة وتقصيرها بمكافحة العنف في المجتمع العربي لا سيما بعد جريميتي أم الفحم وعبلين.

تعيين المظاهرة في يوم الأول من أيار أثار حفيظة بعض الشيوعيين الذين "يقدّسون" يوم الأول من أيار الذي يعتبر يوم عطلة عالمي، ولكن قسم آخر منهم أكد أن الاول من أيار هو يوم وطني، وأن مناهضة العنف أيضًا أمر وطني، وتزامن المظاهرة مع يوم الأول من أيار أمر جيًد، أولا وبسبب كونه يوم عطلة يصبح من الممكن أن تكون المشاركة أكبر في المظاهرة بالقدس، ثانيًا وأن قضايا العمال والمسحوقين ترتبط بشكل مباشر مع انتشار العنف، ومناهضة الظلم ضد العمال تتوافق مع مناهضة العنف.

عيد العالم الثالث

وقد قام مراسل "بـُكرا" أيضًا بالتحدث مع بعض الناشطين من الحزب الشيوعي ومن الجبهة والذين أكدوا على  تمسكهم وتشبثهم على إحياء الأول من أيار التي تعتبر أيضا مناسبة وطنية عدا عن انها يوما لنصرة العمال والطبقة المسحوقة ، كونها مسيرة ترفع صوت المظلوم عاليا من اجل رفع المعاناة عنهم واحقاق حقوقهم المشروعة لهم، وتحدثوا عن أهمية هذا اليوم،  وقال سكرتير الشبيبة الشيوعية لفرع عرابة شادي نصار: الأول من أيار هو بلا شك عيد العمال، عيد الكادحين والمسحوقين، عيد العالم الثالث الذي يعيش ويموت مصارعا ومنازعا من أجل لقمة العيش التي يحتكرها حيتان المال .

وقال نصار: تعود علينا هذه الذكرى بصفة التحدي والمساءلة لا بصفة العيد والفرح فقط ، فالأول من ايار يلوّح لنا كل عام بعلامات التعجب والتساؤل عمّا قدمناه خلال العام كشيوعيين الذين نلقّب أنفسنا بالحرس الأمين للطبقة العاملة من اجل حماية العمال والفقراء هنا وفي كل العالم ، والتساؤل الآخر هو لنا كعمال إذا قمنا بالتحرك وبالمطالبة بالمساواة والعدالة في سوق العمل وفي مجال الخدمات الاجتماعية ، هذا التحدي يضعنا دائما في الزاوية الضيقة التي فُرضت علينا بسبب الواقع السياسي والاقتصادي في إسرائيل خاصة وفي الشرق الأوسط والعالم عامة ، فالحاضر يزداد بشاعة كل يوم الى ان وصلنا الى هذا القرن ولا يزال هنالك مشغلون يستغلون العاملة والعاملة بطرق غير قانونية سالبا منهم قوة الجسد والذهن مقابل القليل القليل ، ربما أقل من قوت اليوم .

وأضاف: في أيار نستذكر عمالنا الذين لاقوا حتفهم في خضمّ عملهم المقدس ونستذكر أطفال الكادحين الذين شردهم الجوع والحروب عن طفولتهم وعن أحلامهم ، وكشيوعيين سنضع نصب أعيننا أن نحوّل الأول من أيار الى اكثر من ذكرى ، الى حدث تاريخي يشهد على انتصار الطبقة العاملة، الطبقة التي تشكل غالبية البشر.

وحول احياء الذكرى قال: في عرابة وفي الناصرة وفي عدة أماكن سنحيي هذا اليوم كما يجب محاولين أن نذكّر العالم ، العمال الأحرار ، أنهم لن يخسروا بنضالهم غير القيود.

 فمع حل القضية الفلسطينية العادلة سيتم تصويب النضال نحو إحقاق حقوق العمال

الناشطة وعضو في الشبيبة الشيوعية عرابة منى نصار قالت: نحن كشيوعيين في هذه البلاد، نعتبر هذا اليوم الاممي، يوم نضالي نؤكد فيه أيضا أهمية المطالبة أولا بأنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وأن يعم السلام على شعوب العالم عامة وعلى شعبنا الفلسطيني خاصة، والعمل ضد السياسية العنصرية الممنهجة ضد جماهيرنا العربية وعمالنا العرب، والمطالبة برفع أجور العمال المنخفضة ورفع الحد الأدنى ، فمع حل القضية الفلسطينية العادلة سيتم تصويب النضال نحو إحقاق حقوق العمال والنضال بقوة من أجل رفع مكانة العمال وحقوقهم والنضال من أجل رفع المستوى المعيشي المستهدف من قبل قوى رأس المال التي تنهش من خير وعرق جبين العمال من خلال فزّاعة الإجراءات القمعية ضد أبناء شعبنا أو تعزيز الخطاب العنصري وما يترتب عن ذلك من ردود فعل، وبهذه المناسبة نعايد جميع العمال والعاملات في كل بقاع الأرض.

 يوم نضالي ضد استغلال العمال

بدوره قال سكرتير الحزب الشيوعي في عرابة توفيق كناعنة: نحن الشيوعيون نرى بهذا اليوم بالإضافة الى كونه عيدا للعمال الا انه يوم نضالي ضد استغلال العمال ، وفي مثل هكذا يوم نلخص انجازات الطبقة العاملة والدروس المستفادة من نضالها وكيفية الاستفادة منها والاستمرار في النضال لإحقاق حقوق العمال والمستضعفين.

وقال كناعنة: بالنسبة لإحياء المناسبة تقوم كوادر الحزب بإحياء يوم العمال العالمي بمسيرات محلية وبمسيرة قطريه جباره في الناصرة، الناس في المجتمع العربي تؤمن بان الحزب الشيوعي هو مدافع صادق عن حقوق العمال وفي كل سنه نلحظ ازدياد في اعداد الناس المشاركة ان كان بالمسيرة المحلية في عرابة او في المسيرة القطرية في الناصرة.

نضال الطبقة العاملة من أجل تلبية حقوقها ضد الظلم والاستبداد

اما الشابة سالي وليد نصرة عضو شبيبة شيوعية فقالت: هذا اليوم بدلالته أعطى تجسيداً حيوياً لأعظم انتفاضة عمالية سَطَّرَ أبطالها من العمال والنقابيين بدمائهم وتضحياتهم وشهدائهم ، وهي انتفاضة شيكاغو التي انتصرت على مافيا الرسأمالية في انتزاع حقوقها العمالية و النقابية من رأسمالية الدولة الاحتكارية ، والشعب الفلسطيني المناضل هو أحد الشعوب الذي يواجه بلحمه الحي جبروت الاحتلال الصهيوني الغاشم وهو احد الشعوب التي ما زالت خير شاهدا على وقع الطبقات المسحوقة في العالم .

وقالت نصرة: إن رسالتنا للأول من أيار هو التمسك بكافة أشكال النضال ضد حكومة الاحتلال، لأننا على ثقة بأن قوة الشعب الفلسطيني ستحطم الجدار وستحطم المستوطنات وستقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس . هذا هو نضال الطبقة العاملة من أجل تلبية حقوقها ضد الظلم والاستبداد. عاش الأول من ايار عيد العمال الأحرار ، عاشت الطبقة العاملة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]