أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في ندوة عقدت في عمّان مساء الاثنين، على الدور التاريخي للمناضل الفلسطيني الشهيد ماجد أبو شرار، في وضع حد لحالة العزلة السياسية عن فلسطينيي الداخل في سنوات السبعين، الى جانب مسيرته النضالية في صفوف منظمة التحرير، حتى سقوطه شهيدا في العام 1981 بأيدي عناصر المخابرات الإسرائيلية.

وكان بركة قد شارك في حفل اشهار كتاب "ماجد ابو شرار.. مسيرة لم تنته بعد" الذي اقيم في منتدى العصرية، في العاصمة الأردنية عمّان، بتنظيم من مؤسسة ماجد ابو شرار الاعلامية ودار البيروني للطباعة والنشر، عدد كبير من الشخصيات الأردنية والفلسطينية، ورفاق درب، وأبناء من عائلة الشهيد، كما حضر الحفل، الأمين العام السابق للحزب الشيوعي الأردني د. منير حمارنة، ورئيس الحزب الديمقراطي العربي طلب الصانع.

وقال بركة في مداخلته، إن الشهيد أبو شرار، كان شخصية هامة ومركزية في مسار الاعتراف بالقابضين على الجمر. وقال إن فلسطينيي الداخل تلقفوا مقولة ابو شرار "انتم اشرف من في هذه الارض من المحيط الى الخليج"، التي وصفهم بها بعد هبّة يوم الارض في العام 1976، مشيرا الى ان وقع العبارة كان اشبه بما يقع على مسامع الابن الذي ضاع بين خرائب البيوت والنكبة.

واستطرد بركة قائلا ان هذا الموقف مسجل بامتياز لماجد ابو شرار الذي انهى حاجة فلسطينيي الداخل للموت والاعتذار من اجل الاعتراف بحضورهم. واشار الى ان ابو شرار ترأس الجانب الفلسطيني في اول لقاء بين منظمة التحرير ووفد الحزب الشيوعي بقيادة الرفيق الراحل ماير فلنر. وأكد على العلاقة الوطيدة بين ابو شرار وقيادة الحزب الشيوعي. وافاد بوجود تقصير في التركيز على هذه العلاقة مشيرا الى مراسلات بين ماجد والروائي اميل حبيبي. وشدد على اهمية البعد الاممي والتقدمي للنضال كما فهمه ماجد ورفاقه.

وبعد ان استعرض الروائي رشاد ابو شاور بعض تفاصيل العلاقة التي ربطته مع ابو شرار في عمّان وبيروت تحدث عن ظروف وملابسات اغتياله في روما عام 1981. وقال ابو شاور انه كان من المفترض حماية ماجد ابو شرار جيدا في العاصمة الايطالية للحفاظ على حياته .
من ناحيته توقف الكاتب والناقد نزيه ابو نضال الذي رافق ابو شرار في رحلته الى روما عند شبهات وملابسات صاحبت ظروف اغتياله في العاصمة الايطالية. وقدم قراءة مسهبة حول قصص مجموعة "الخبز المر" لماجد ابو شرار مستعرضا حضور تجربته القاص الحياتية فيها. وعن حضور ابو شرار رغم مرور ما يزيد عن ثلاثة عقود على استشهاده قال ابو نضال ان ماجد عاش واحدا ومات كثيرا.

واستعرضت سماء ابو شرار مديرة مؤسسة ماجد ابو شرار في كلمتها انشطة المؤسسة التي تأسست في بيروت خلال ايار عام 2014 مشيرة الى قيام المؤسسة بتدريب شباب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين على العمل الصحفي.

وقالت ابو شرار انه من خلال هذه العملية سيتم اخراج اللاجئين ومجتمعاتهم من صورتهم النمطية. واضافت، ان المؤسسة تعمل على برنامج اذاعي يربط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفلسطينيي الداخل لجسر الهوة بين ابناء الشعب الواحد. واشارت الى ان المؤسسة التي تعمل منذ عام بامكانياتها الذاتية بحاجة الى التمويل غير المشروط لتطوير مشاريعها وتحقيق اهدافها.

وادار حفل الاشهار السياسي والاكاديمي د. اسعد عبد الرحمن الذي قال في مداخلاته ان المتحدثين ينتمون للزمن الثوري الجميل مشيرا الى ان ماجد كان من صناع ذلك الزمن، واشار الى ان ماجد جسد مقولة العيش للثورة وليس عليها، كما اجرى د. عبد الرحمن مقاربة سريعة بين تجربتي ابو شرار وغسان كنفاني منذ الولادة وحتى الاستشهاد.

ويذكر ان كتاب "ماجد ابو شرار.. المسيرة لم تنته بعد" من اعداد الباحث والمؤرخ عبد العزيز السيد، ويضم مقالات لكتاب وقادة وسياسيين فلسطينيين وعرب من اجيال مختلفة بعضهم عرف الشهيد ابو شرار عن قرب فيما تأثر البعض بتجربته النضالية ورؤاه السياسية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]