يطل علينا الأول من أيار- عيد العمال العالمي، ونحن في عام 2016، وما زال هنالك ملايين العمال في أنحاء العالم يعانون من انتهاك لحقوقهم، وما زالت الطبقة المسحوقة الفقيرة تشكل غالبية سكان هذا العالم، ولو تركزنا أكثر محليًا لوجدنا أن الأمور لا تقل سوءً، فما زال مجتمعنا العربي يعاني من الفقر، وما زال آلاف العمال العرب يعانون من انتهاك الحقوق ومن ظروف العمل القاسية، والخطيرة أحيانًا، وفي "عيد العمال" تخرج القوى الديمقراطية في العالم، وعلى رأسها القوى الشيوعية، كما في البلاد، بمظاهرات واحتجاجات للمطالبة بحقوق العمال ولإحياء هذا الحدث الهام.

هو عيدٌ .. ولكن عيد للتحدي

في هذا السياق تحدث مراسلنا مع عام الحزب الشيوعي، عادل عامر والذي تحدث عن الأول من أيار وقال: الأول من أيار هو بلا شك عيد العمال ، عيد الكادحين والمسحوقين، عيد العالم الثالث الذي يعيش ويموت مصارعا ومنازعا من أجل لقمة العيش التي يحتكرها حيتان المال، تعود علينا هذه الذكرى بصفة التحدي لا بصفة العيد والفرح فقط، فالأول من أيار يلوّح لنا كل عام بعلامات التعجب والتساؤل عمّا قدمناه خلال العام كشيوعيين الذين نلقّب أنفسنا بالحرس الأمين للطبقة العاملة من اجل حماية العمال والفقراء هنا وفي كل العالم والتساؤل الآخر هو لنا كعمال إذا قمنا بالتحرك وبالمطالبة بالمساواة والعدالة في سوق العمل وفي مجال الخدمات الاجتماعية ، هذا التحدي يضعنا دائما في الزاوية الضيقة التي فُرضت علينا بسبب الواقع السياسي والاقتصادي في إسرائيل خاصة وفي الشرق الأوسط والعالم عامة، فالحاضر يزداد بشاعة كل يوم الى ان وصلنا الى هذا القرن ولا يزال هنالك مشغلون يستغلون العامل والعاملة بطرق غير قانونية سالبا منهم قوة الجسد والذهن مقابل القليل ، ربما أقل من قوت اليوم.

وقال عامر: في أيار نستذكر عمالنا الذين لاقوا حتفهم في خضمّ عملهم المقدس ونستذكر أطفال الكادحين الذين شردهم الجوع والحروب عن طفولتهم وعن أحلامهم ، وكشيوعيين سنضع نصب أعيننا أن نحوّل الأول من أيار الى اكثر من ذكرى ، الى حدث تاريخي يشهد على انتصار الطبقة العاملة، الطبقة التي تشكل غالبية البشر، وفي الناصرة وعدة بلدات عربية سنحيي هذا اليوم كما يجب محاولين أن نذكّر العالم ، العمال الأحرار ، أنهم لن يخسروا بنضالهم غير القيود.

15 ضحية!

بدوره قال سكرتير الجبهة الديمقراطية عرابة المربي عمر واكد نصار: الأول من أيار يعني الوقوف الى جانب شريحة العمال الكادحين ، هذه الشريحة هي المستضعفة في البلاد ، والتي في كثير من مواقع العمل وفي كثير من الحالات هنالك انتهاك لحقوقهم ، ونحن نحيي هذا اليوم سنة بعد سنة لنؤكد على حقوق هذه الشريحة من العمال من أبناء شعبنا ، على ضرورة ان ينتزع هؤلاء العمال حقوقهم .

وقال نصار : في هذا العام ومنذ بدايته فقط هنالك حوالي 15 ضحية في حوادث العمل ، هذه الصرخة أيضا يجب ان تصل الى حيث يجب ان تصل من اجل ضمان الأمان لهؤلاء العمال في أماكن عملهم ، والذين راح العشرات منهم ضحية استهتار في أماكن عملهم ، حيث قتلوا وهم يسعون من اجل تحصيل قوت يومهم واعالة عائلاتهم.

وأضاف : بالإضافة الى ذلك نريد ان نوصل صرحة وصوتا لضرورة الدفاع عن حقوق العمال من أبناء شعبنا الفلسطيني العاملين في البلاد ، الذين تنتهك حقوقهم ، وهناك شريحة أخرى من العمال وهم العمال الوافدون من خارج البلاد ، هؤلاء أيضا يعانون من استغلال فضيح لحقوقهم.

وأنهى حديثه: وفي هذه المناسبة أيضا واجبنا أن نقول أن هنالك استغلال مهين للنساء العاملات ، وهنالك أيضا تجاهل لأبسط حقوقهن ولا سيما في المجتمع العربي ، وبهذه المناسبة نريد ان نرسل صوتا من اجل منح النساء العاملات كامل حقوقهن . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]