موجة غضب عارمة انتابت صناع فيلم "فص ملح وداخ"، بعد أسبوع من طرح العمل فى السينمات، بسبب الإيرادات المنخفضة التى حققها الفيلم، ورفعه من بعض السينمات والتضييق عليه بحسب وصفهم، ومحاولة إخراجه من السباق السينمائى الحالى.

"اليوم السابع"، التقى صناع الفيلم، الذى يقوم ببطولته عمرو عبد الجليل وصفية العمرى وهبة مجدى والسورى جهاد سعد وآخرون، والذين تحدثوا عن الحروب التى يتعرضون لها، وسر إخفاق الفيلم وعدم صموده أمام باقى أفلام موسم عيد الربيع. فى البداية قال المنتج أيمن يوسف لـ"اليوم السابع" عندما قررت طرح الفيلم، أنا وشركائى سألنا الشركة الموزعة، عن الخريطة السينمائية، لكى نختار أسبوعا نعرض فيه فيلمنا، بحيث لا يتم طرحه مع أفلام أخرى حتى لا يظلم ولا يُظلم، فاختارنا أول أبريل، وأخبرونا عن طرح فيلم "نوارة"، ثم اختارنا 7 أبريل، ثم فوجئنا بوجود فيلم "حسن وبقلظ"، لذلك قمنا بتعديل الموعد إلى 13 إبريل، رفضوا وقالوا إنه موعد طرح فيلم "كنغر حبنا"، لرامز جلال، فاستقرينا على موعد 20 أبريل، لأطرح فيلمى فى هذا التوقيت بالفعل، ولكننى فوجئت للأسف أنه تم طرح 4 أفلام معى، فى نفس التوقيت وتأجيلها لظروف خاصة بالتأخير فى المونتاج أو المكساج أو الرغبة فى الابتعاد عن موعدهم المحدد، فوجدت فيلم "اللى اختشوا ماتوا" لغادة عبد الرازق، و"كنغر حبنا" لرامز جلال، بالإضافة لفيلم "هيبتا"، وهذا لم يكن متفقا عليه منذ البداية، فمثلما أجلت فيلمى واحترمت باقى الأفلام، كان يجب أن يحترموا موعدى ويقدرونى.

وأضاف منتج "فص ملح وداخ"، لم أبخل على الفيلم كى أقدم من خلال أولى تجاربى عملا جيدا يستحق المنافسة، وهذا بشهادة المخرج وكل الفنانين الذين تولوا بطولة العمل، فقدمنا أفضل مستوى للجرافيك، وهذا يتكلف مبالغ ضخمة، لافتا إلى أن كل ما أغضبه أن المتربصين بالفيلم، لم يتركوا فرصة له كى تتم مشاهدته من قبل الجمهور والنقاد، ويحكموا عليه كما يرونه، بكل شفافية دون انحياز لأحد، موضحا أنه كان سيتقبل كل الآراء سواء بالسلب أو الإيجاب، فالأهم أن يتم مشاهدة العمل.

وأعرب يوسف عن استيائه الشديد مما تعرض له، حيث علق قائلا" ماعنديش مشكلة يبقى الـ 5 باشاوات اللى متواجدين على الساحة هما اللى يتحكموا فى صناعة السينما وتوزيع الأفلام، ويقولوا يلا العب ياد أنت وهو بعيد..ماتشتغلش فى الصناعة دى"، ثم تقر الدولة بهم، وأنا أذهب لأستثمر أموالى فى قطاع آخر، فليس لدى أى مشكلة فى هذا الأمر على الإطلاق، لكن تبقى المسألة محددة ومعروفة.

ومن جانبه قال المخرج تامر بسيونى، إن الشركة المنتجة بالفعل وفرت كل الإمكانيات كى نقدم فيلما جيدا، وبالفعل وافقت على الترشيحات وقدمنا نجوما مثل عمرو عبد الجليل وصفية العمرى والسورى جهاد سعد وهبة مجدى وعبد الرحمن أبو زهرة وآخرون، لافتا إلى أنه فى حال مقارنة الفيلم بالمتواجد من حيث النوعية الكوميدية سيفوز فيلمه.

وأشار المخرج إلى أن زحام الموسم الحالى لا يشغله، كما أنه ليس سبب إخفاق فيلمه "فص ملح وداخ"، فسبق وتواجد فى عدة مواسم سابقة مزدحمة مثل موسمى عيد الفطر والأضحى وحقق نجاحا كبيرا، لكن الأزمة فى توجيه الجمهور لأفلام معينة، وحرمانهم من مشاهدة الفيلم فى العديد دور العرض برفعه منها، معلقا "هذا حدث معى بشكل شخصى، وهو أننى ذهبت فى أول أيام عرض الفيلم إلى هيلتون رمسيس، كى أقطع تذكرة سينما، فأخطرونى أن الفيلم لا يوجد بهيلتون، فأخبرتهم أننى مخرج الفيلم ومعى خريطة عرضه بالسينمات المختلفة، وهذا ما أدهشنى، أن يتم محاربة الفيلم منذ اليوم الأول بهذا الشكل. وأضاف المخرج أنه ذهب أيضا لإحدى السينمات فوجد بوستر فيلمه الوحيد المتواجد "بالمشقلب"، حتى أن رواد السينما أنفسهم لا يستطيعون قراءة اسم الفيلم من الأساس، وهذا نوع آخر من الحروب.

وأوضح الفنان كريم الحسينى أحد مؤلفى الفيلم، أن ما يحدث ماهو إلا "تطفيش" للمنتجين الجدد، الذين يرغبون فى التواجد على الساحة، مشيرا إلى أنه سعى لتقديم فيلم جيد منذ البداية ومؤمن وسباعى اللذان شاركاه فى كتابة العمل، وجلس مع المخرج والمنتج، من أجل وضع تصورات تقديم فيلم جيد، لكن ما يحدث الآن من مافيا التوزيع والحسابات الخاصة ستدمر الصناعة وستبعد كثيرون لديهم طاقة حماسية لتقديم سينما جيدة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]