تجارب وأمثلة غريبة نراها أحيانا في مجال الصحة وعالم السمنة منها  تلك التي تعود الى الشاب اللبناني حسن خضرا ابن الـ26 سنة. أطلّ الشاب مفتول العضلات في برنامج "بلا طول سيرة" (تلفزيون "المستقبل") محاولاً تعميم فائدة تجربة تكاد تشبه الأعجوبة. فقبل عشر سنوات، أطلّ حسن مع مقدم البرنامج الزميل زافين قيومجيان وكان وزنه يوازي الـ 180 كيلوغراماً، حكى بألم عن الصراع مع الجسد والمجتمع، وعن محاولات فاشلة لانقاص الوزن، حتى ان أخصائية التغذية التي درست حالة حسن اعتبرت ان شخصاً مثله من المحتمل ان يعود ويستعيد ما خسره من وزن بعد مدة، متسائلة ما سيكون عليه وضع حسن بعد عشر سنوات.

وكأن السؤال الأخير ترك أثراً بليغاً في نفس الشاب الذي كان يقبل على الحياة مع حمل كبير، فأعلن المعركة وروّض قسوتها، متخذاً من التصميم والقرار الصلب وتبديل النظام الغذائي بشكل صارم والرياضة أسلحة لا تهادن. وتدرج من المشي السريع وصولاً الى احتراف التمارين الرياضية على انواعها وابرزها رفع الاوزان في النادي، ما أهلّه الى ان يصبح مدرباً اليوم.

يقول حسن ان وزنه وصل ذات يوم الى  240 كيلوغراماً (بين عامي 2007-2008)، رقم مهول، لنتخيّل كيف له ان يمشي وينام بشكل صحي، وكيف له ان يجلس في مقعد السينما والطائرة! الامر لا يتعلق بتقبل الشكل والرضا عن الذات المفقود، بل بوضع صحي حرج له تبعات نفسية معقدة.

يؤكد حسن ان وزنه اليوم 80 كلغ فقط، اي انه خسر في عشر سنوات 160 كيلوغراماً، يا للانجاز! والاهم انه تمكن من الحفاظ على ما خسره، بل وصقل عضلات جسده.

لا ينكر الشاب المليء بالطاقة الايجابية انه عاش مراحل الادمان على الرياضة، لكنه يزعم تمكنه من رمي التطرف جانباً لصالح الحفاظ على نظام رياضي وغذائي متوازن.


اليوم حسن مستعد لنقل تجربته للآخرين وقد حضر الى البرنامج ليقول شكراً لمن ساعده في اطلاق المعركة ذات يوم وليلتقي حالة تعاني من السمنة المفرطة وتبعاتها فيحاول دعمها.
يتعلق الأمر بنقل التجارب الانسانية المفيدة وتحفيز الآخرين على حقيقة "نعم انتم تستطيعون أيضاً"!

المصدر: النهار

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]