تتعرض مدينة حلب شمال سوريا الى قصف عنيف منذ أكثر من عشرة أيام أسفر عن استشهاد ومقتل المئات (أكثر من 300)، منهم من قضى تحت الأنقاض ومنهم من طالته القذائف والصواريخ إما في بيته أو عمله أو الشارع العام، وقد أعلن اليوم فقط، بعد مرور نحو أسبوعين عن أبناء بهدنة ووقف إطلاق نار ستبدأ قريبًا.

وفي الشأن السوري، مع تبادل القذائف يتم تبادل الاتهامات بين جهات سورية وأيضًا جهات من خارج سورية حول من هو المذنب ومن يتحمل المسؤولية، فقد اتهم وزير خارجية "السعودية" مؤخرا، عادل الجبير وجهات أخرى منها سورية معارضة الحكومة السورية بارتكاب "جرائم حرب" في مدينة حلب بدعم من ايران وروسيا، في حين توجه الحكومة السورية وحلفاؤها أصابع الاتهام الجماعات المسلحة والدول التي تدعمها، وبالأساس السعودية وتركيا وقطر.

بدوره، رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يان إيغلاند، بعد اجتماع أسبوعي للقوى الكبرى والإقليمية الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا ان المخاطر كبيرة بشكل هائل، لأن حياة عدد كبير من المدنيين مهددة وأنه حتى عمال الإغاثة الإنسانية والمساعدات قد يتعرضون للقصف والقتل .

الأحداث في سورية وفي حلب بشكل خاص تؤثر بشكل كبير على الجماهير العربية في الداخل، حيث شهد الشارع العربي مؤخرا انقساما واضحا في الآراء بين مؤيد للحكومة السورية وبين معارض، فقد القى البعض اللوم على النظام واتهمه بالجرائم التي تحصل في سوريا ضد "الثوار السوريين" الذين يطالبون بتنحي الأسد، في حين ان البعض الاخر اتهم المجموعات الإرهابية منها داعش والنصرة وغيرها بدعم دول الخليج، وبحماية من الولايات المتحدة .

الحل بيد إسرائيل!
بشير طه من كفرقاسم قال لـ"بـُكرا"ا: القتل والدمار في سوريا سببه ايران وروسيا لان بدون دعم ايران وروسيا لبشار الاسد كان نظامه سينهار في السنه الثالثة للثورة، وبالنسبة لدول الخليج فهم مجرد روبوتات تحركها الولايات المتحدة وغيرها من الدول الاوروبية فلا يستطيع احد انكار دعمهم للثوار ولكن لم يكن الدعم كافيا لمواجهة دوله عظمى مثل روسيا وايران وبالنهاية اجزم ان الحل بيد اسرائيل لو ارادت اسرائيل التخلص من نظام بشار لتخلصت منه مع بداية الثورة.

وأوضح: مثال على ذلك مصر لان اسرائيل تدخلت نظام الاخوان حكم سنة واحده ليس اكثر واليوم رئيس مصر الشرعي في السجن ومعه كل قيادات الاخوان .

من ناحيته فرحات فرحات من دالية الكرمل أشار قائلا: المسؤول الأول والمباشر عما يحصل في حلب الآن هو النظام الدموي في دمشق. لكن هذا لا يعني أن هناك قوى من المعارضة ومن يساندها من دول لها اجندات بعيدة كل البعد عن مصلحة الشعب السوري ووحدة أراضية. ما يؤلمنا كعرب، أن سفك دماء الشعب السوري أصبح أمرا عاديا يمر عند الكثيرين منا مرور الكرام. العرب في حالة شلل تام وجامعة الدول العربية جثة هامدة.


مهما تكالبت امريكا واسرائيل وعملائها في شرقنا فالنصر حتما آت وسيكون حليف الشعب السوري وجيشه البطل

محمد بكري من البعنة قال بدوره: الحرب على سوريا هي جزء من مخطط أمريكي-اسرائيلي. ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد. والمجازر التي تحدث اليوم في حلب والتي يقوم بها عملاء ومرتزقة تدربوا وتسلحوا في تركيا وبمباركة ومشاركة سعودية قطرية، هي جزء من هذا المخطط.، الذي في سلم اولوياته تقسيم الوطن العربي إلى دويلات. الدولة السورية لها جيش يقف بقوة للدفاع عن وطنه ومعه قوى الخير. تقسيم القطر العربي السوري لن يمر. ومهما تكالبت امريكا واسرائيل وعملائها في شرقنا فالنصر حتما آت وسيكون حليف الشعب السوري وجيشه البطل.
اما عادل زعبي من كفر مندا فقال: المشكلة الأساسيية هي لعب السعودية وتركيا بدم الشعب السوري بحيث يحاولون من خلال الموت والدمار الكسب السياسي في جينيف، مع كل تحول جذري في مفاوضات جنيف هنالك مذبحه بإمكاننا قراءة تاريخ الحرب السورية انها الادوات التي تذبح وتقتل وتسفك دم السوريين.


وقال شريف كيال: ما يحدث في سوريا هو ذاته الذي حدث في العراق قبل سنوات بسبب طمع وتكالب دول الخليج..

كل شيء  مفبرك ضد سورية
بدوره الناشط سعيد رابي من جلجولية قال لـ"بـُكرا": في الاسابيع الاخيرة نرى ونسمع كثيرا عن مجازر التي تحصل بحلب والمنطقة، اولا دم الشعوب هو القداس الاول الذي يجب انهاء سفك الدماء الان عاجلا وليس اجلا الاطفال بسوريا لهم الحق بالعيش وكذلك النساء والرجال والشيوخ. ماذا يحدث هناك؟! كثير منا يتسأل نفس السؤال وما هي الحقيقة ؟! اسأله تراوغنا بكل نقاش وبكل خبر نراه لكن علينا السعي وراء الإجابات والوصول الى المصادر الحقيقية وهي الشعب وفقط الشعب السوري في حلب . بالأيام الاخيرة قد تصلني رسائل الكترونيه فيسبوكية من بعض الرفاق في حلب لتوضيح ما الذي يحصل ففي كل مرة اكتشف غبار الاعلام المدفوع والممول خارجيا بالأمس فقط حدثني بعض الاخوة عن تلك المجموعة من الخوذات البيض وهي الدفاع المدني المزيف فهي فرقه مكونه من احد الجمعات الارهابية التي تحضر الناس الى مباني ومن ثم يتم قصف هذا المبنى بأنابيب الغاز والمتفجرات الاخرى من قبل تلك الجماعات وتصور انه قصف للنظام على المدنيين . وهذه الانابيب التي تحلق عاليا في السماء وكأنها سقطت من احدى الطائرات الحربية . وايضا هناك قصف للنظام وهو بشكل مدروس احيانا وبشكل عشوائي احيانا اخرى فهي ايضا تضر المدنيين وبشكل كبير .. وعلى الجميع ان يقف عن الحرب التي انتهكت الاخضر واليابس والشجر والحجر والبشر يجب اخماد تلك النيران بأقصى سرعه وارجاع لإعمار سوريا رمز الحضارة العربية رمز العلم والتعليم العربي ورمز الفن الاصيل والعريق .... نتمنى ان يعم السلام جميع بلادنا وان نعمر مدننا وقرانا العربية على ما كانت عليه وافضل.

وقال عمر ميعاري من عرابة: باختصار لو لم يكن الشعب السوري يريد هذا النظام لم يكن ليستمر ويصمد لـ 6 سنوات بمعناه ان كل شيء هو مفبرك ضد سوريا والجميع يتدخل ويحاولون التخريب ولا يستطيعون والضحية هم الشعب.



حان الوقت لحراك داعم حقيقي من دعم مادي وحملات اغاثة لاهلنا في سورية فنحن شعب واحد وهمنا واحد
إبراهيم غطاس اكتفى بطرح الأسئلة حيث قال: هل كل من يعارض نظام بشار، ارهابي وداعشي?!وهل كل من احتمى من وحشية داعش باللجوء للنظام، هو معادي لمطالب شعبه بالديمقراطية وبالحريات، وولائه للنظام؟! وهل كل من يعيش بداخل الخط الأخضر، تحت حكم وحماية الدولة الصهيونية هو داعم لنظامها العنصري ولسياسة الاحتلال؟! وهل كل من يدعم النضال التحرري للشعب الفلسطيني هو داعم للسلفية؟! لمن المصلحة بربط النضالات التحررية بالسلفية؟! ولمن المصلحة بخفض سقف الطموح العربي بالأمن فقط؟! الا ندين لإنسانيتنا ولقدسية الحياة ؟!هل داعش هي من تحدد سقف أخلاقنا؟! الا ندين للمعارضين الحقيقيين من الشعب السوري ومن الشعوب المضطهدة ومن نفسنا ولقيَم الحرية والليبرالية بشيء؟!

سمير برانسي من الرينة قال: بعد دخول اتفاق التهدئة الى حيز التنفيذ وفي أعقابه خروج المواطنون السوريون في مظاهرات سلمية تطالب برحيل نظام القتل الأسدي في مشاهد تذكرنا بأيام الثورة الأولى أصيب النظام بحالة من الذهول أمام هذه المشاهد التي تتناقض وادعاءات النظام أن لا ثورة في سوريا بل ارهاب منظم فخروج المواطن السوري من تحت الأنقاض لينتفض على الأسد خلط الأوراق من جديد. وبات واضحا اليوم أن النظام قرر مرة أخرى بقمع أي شكل من أشكال الاحتجاج السلمي وصبغه بالإرهاب فاستهدف الأسواق الشعبية والمستشفيات بقصفه الاجرامي بحجج اسرائيلية قديمة رفضناها جميعا أن الارهابيون يستترون بين الناس، أطلق النظام منذ 5 سنوات شعار "الأسد أو نحرق البلد" وهو اليوم ينفذ شعاره هذا على أرض الواقع.

واختتم منوها: لم يعد بالإمكان الجلوس في بيوتنا وفي أعمالنا وممارسة احتجاج صامت وحان الوقت لحراك داعم حقيقي من دعم مادي وحملات اغاثة لأهلنا في سورية فنحن شعب واحد وهمنا واحد.

مطالب شعبية سلمية قوبلت باطلاق الرصاص والقتل
من ناحيته عقب ادم مناصرة من الناصرة لـ"بـٌكرا": في سورية لا يمكن حصر الرؤية انها حالة قتال بين اطراف فقط سورية قضية بدأت بمطالب شعبية سلمية جماهيرية مُكتسحة للشوارع، قابلها النظام الحاكم يالقتل واطلاق الرصاص المباشر على المتظاهرين.

وتابع: بعد اصرار الجماهير على التظاهرات اليومية رغم القتل المباشر من قبل قوات حفظ النظام ووحداته العسكرية، وجد النظام خطة جديدة لإرهاب الناس ومنعهم من التظاهر. اذا لجأ الى إفراغ السجون الجنائية، من اعتى اصناف المجرمين واكثرهم فتكاً! بدليل، مجازر ذبح الناس وعوائلهم واطفالهم بالسلاح الابيض (السكاكين)، واذكر منها الاكثر فظاعة مجزرتي البياضة (ريف اللاذقية) ومجزرة جَبلة (بلد الشيخ القسام)، ومجزرة الاحياء بمدينة حمص!

ونوه: لم يهتز الشعب، واستمر بمطالبة نظام بالرحيل، فتحوّل الى المظاهرات اليومية الليلية، بعد عودة العمال والموظفين الى بيوتهم ومدنهم، وكانت كل مدينة من محافظات سورية، تتظاهر ضمن ابناءها ولم يكن هناك اي ذكر لاي حركة جهاد ومجاهدين وداعش وماعش وكل هذه العصابات، التي جلبت لاحقاً، لاستثمارها بتدمير الحِراك الثوري نذكر من هذه الليليات، بطلها الحموي ابراهيم القاشوش رحمه الله، والذي ذُبح بالسكين، وأُقتِلعت حنجرتهُ التي صدحت بشعارات الإطاحة ببشار وزبانيته الحاكمة المجرمة كل هذا جرى زُهاءَ السنتين، منذ اندلاع الثورة السورية ب17 مارس من عام 2011 بعد ذلك قرر النظام إفلات المجرمين وتسميتهم بفيالق دينية محاربة، كرد على فيالق المجاهدين ضد النظام المنفلت بفتكِهِ بالشعب الاعزل وباعتراف بشار بلسانه بخطابه بمجلس الشعب السوري الثالث


وأضاف: الحركة الوحيدة التي دخلت سورية من خارج حدودها هي كوادر القاعدة، والتي انبثق منها كوادر النصرة وتنظيم الدولة داعش وهؤلاء كان النظام السوري يصدرهم للعراق عام 2005 وقدم العراق آنذاك شكوى ضد سورية بمجلس الامن الدولي (لا زالت الى هذه اللحظة)، مما استدعى تدخل وزير الخارجية الاميريكي آنذاك، كولين پاوِل، الذي زار دمشق وقابل الاسد لحثِّهِ على لجم انفلات الارهابيين على العراق!
وأضاف: اشهرهم الارهابي الداعشي شاكر العبسي الذي قاد تنظيماً اسمته المخابرات السورية، تنظيم فتح الاسلام، والذي دمر مخيم نهر البارد بلبنان، ولم تكن هنالك ثورات بالعالم العربي بعد! بالمقابل، على الساحتين، الإقليمية والدولية، يوجد مستويان من الصراع؛ الاول صراع قوى مركزية نامية في الشرق الاوسط وتبادل ادوار. 

كما أشار: اذ نمت ايران بشكل متسارع وقوي، وفاوضت العالم على ملفها النووي، واكتسبت لذاتها مساحة في خارطة الشطرنج الشرق اوسطية، يقابلها دور المملكة العربية السعودية، وريادتها في قيادة دفة القرار العربي وقادت حملة عسكرية لكنس الدور الايراني من الساحة العربية، نراه جلياً في اليمن!

وتابع: دولياً الولايات المتحدة وحلفائها، وروسيا وحلفائها، بحالة استقطاب القوى المتعددة بالعالم، بعد سقوط القطبية في عولمة ادارة العالم، وإمكانية تحول اي دولة الى قطب رئيسي بحد ذاتها! هذا الحال، اوصل المنطقة الشرق اوسطية، لأن تكون ساحة اقتتال مباشر بين هذين المعسكرين، نتيجة حصول صراع مباشر وقائم بداخل مركبات كياناته السياسية، عسكرياً وسياسياً! لذا وجدت هذه الدول العالمية، ارض الوطن العربي الذي يحارب ذاته للتحرر ارضاً خصبة لتسويق منتجاتها العسكرية واستعراضها عالمياً، والتفاوض فيما بينها على دماء اهل تلك البلاد، كحالة استثمار وليست كحال تبني للحالة! وهذا ما يفسر إطالة امد هذه الدكتاتوريات وحال الصراع المحتدم عسكرياً، مع من يعارضها وبحق!
واختتم: لا ننسى استثمار اهم ثلاث ملفات مشتعلة، بهدف إحراقها في هدف إعادة رسم خارطة المصالح وترتيب الادوار، الاول الملف الكردي، وهذا يفسر الدور التركي، والثاني ملف خطوط الغاز، وهذا يفسر الدور الروسي المباشر على حِدة، والقطري - التركي، على الطرف الآخر. والثالث والاخير الملف الايراني، وهذا ما جعل المفاوضات النووية تنجح في فينا! اسرائيل تتقاطع مصالحها مع بعض المحاور، لذا نجدها مرنة في التعامل مع قضايا التحرر الذي لا يضرها او يهددها مباشرة، بينما نجدها متطرفة فيما يتعلق بملف المفاوضات الفلسطينية! تتقاطع مصالحها وتلتقي مع دول الخليج فيما يتعلق بالعلاقة مع ايران، تبيعهم من خبراتها العسكرية، وتبقى مراقبة عن قرب، ما يجري بايران! وبين كل هذه الصراعات والخلافات على الادوار الجيوبوليتيكية اقليمياً وعالمياً، يحاول الطغيان الحاكم لسورية، تعويم جرائمه بحجة محاربة معظم المجرمين، الذين قد جلبهم هو لبلاده، كي يطمس الحراك الثوري، الذي اتخذ قراره بوجوب اجتثاثه مهما بلغ الامر من تضحيات وكُلفة؛ وهذا للأسف ما نحياه ونراه يومياً.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]