أنهى ريال مدريد أحلام مانشستر سيتي مقدماً مباراة كبيرة ربما لم تمتع جماهير البرنابيو لكثرة الفنيات لكنها أخرجته مقتنعاً بقوة وصلابة فريقه وقدرته على تجاوز المواعيد الكبرى لينجح زيدان بكسب المزيد من الثقة بانتظار ما سيقدمه بالاختبار الأهم نهاية هذا الشهر.

ملخص المباراة:

مباراة الإياب بدأت بصورة مختلفة تماماً عن مباراة الذهاب فالضيف حاول كسر الإيقاع المفضل لريال مدريد الذي عادة يبدأ الدقائق الأولى بالهجوم في ميدانه وبحث السيتيزنز عن تدوير الكرة بنصف ملعب الريال لكن دفاع الميرينغي أظهر صلابة وتماسك كبير والأهم هو المؤازرة الممتازة من مودريتش وكروس لزملائهم بالخط الخلفي ليعوضوا غياب كاسيميرو بأفضل صورة.
توريه كان أكثر من لمس الكرة بمانشستر سيتي بالشوط الأول لكن هذا لم يكُن واضحاً على الإطلاق بسبب قلة فعالية هذه اللمسات فكان دي بروين الدينامو الذي يسعى لخلق الخطورة بأي مرة يستلم بها الكرة أما ريال مدريد فاستغل المساحات التي خلقها الضيوف وحاول نقل الكرة عبر الأطراف مستغلاً تقدم كليتشي وسانيا لذلك شاهدنا فيرناندينيو وفيرناندو مضطران بأوقات كبيرة للتغطية وأخذ أماكن الأظهرة دفاعياً وأمام خطورة مهاجمي الريال اضطر السيتي لإظهار شيء من الواقعية رغم تأخره بهدف.

خلال الشوط الثاني بدا كأن ريال مدريد يعيش أفضل أيامه فأظهر الفريق الكثير من التوازن والصلابة ولم يعطي مانشستر سيتي أي مساحات سواء للتسديد أو نقل الكرة نحو العمق فالدفاع الناجح دائماً ما يرتبط بتماسك المنظومة ولا يقف الأمر عند الخط الخلفي وهذا ما أظهره لاعبي ريال مدريد اليوم.
أغويرو تفطن بالدقائق الأخيرة لإمكانية تخليه عن دور رأس الحربة ليعود للخلف ويحاول التسديد من الخارج ولو أن هذا الحل بدا متأخراً لحد ما حيث كان من الممكن للاعب أن يجرب هذا الحل بفضل الإغلاق التام لمناطق الريال أما خروج مودريتش ورغم أنه تم قبل دقيقتين من النهاية إلا أنه تسبب بشيء من إفقاد توازن الأدوار الدفاعية للوسط لكن استمرار عشوائية هجمات مانشستر سيتي وحاجة الفريق للكثير من التحضير لإيصال الكرة للعمق وعدم وجود لاعب طويل على إنزال الكرات العالية أجبر الفريق على إضاعة الكثير من الوقت بالتحضير.

حين نتحدث عن ريال مدريد لابد وأن نمر ولو سريعاً على رونالدو فالعائد من الإصابة أظهر بأنه مازال بحاجة لبعض الوقت ليستعيد حساسيته التهديفية فلم ينجح بالتسجيل رغم تسديده لسبع كرات 3 منها كانت على المرمى بوقت لم يظهر فيه الكثير من القدرة على تجاوز دفاع الخصم رغم صناعته لفرصتين، وبحديث الأرقام سدد ريال مدريد 15 مرة خلال تسعين دقيقة من بينها 5 تسديدات على مرمى هارت أما مانشستر سيتي فسدد 5 مرات من بينها تسديدة وحيدة على مرمى نافاس من محاولة من خارج منطقة الجزاء.

زيدان لبس قناع آنشيلوتي:

مازال زيدان يتصرف بواقعية بالمباريات الكبرى ويدرك ضرورة الحفاظ على ما قام به آنشيلوتي بالفريق لذا فضل الريال إظهار الواقعية وعدم التسرع بفتح المساحات رغم استضافته للقاء والأهم هو إظهار اللاعبين للكثير من الحماس والقتالية بالملعب.
من حيث التغييرات سارع زيدان لتعزيز قدرة فريقه على الحفاظ على الكرة بالشوط الثاني بعد أن شعر بعدم اعتماد مانشستر سيتي على الضغط العالي أو الدفاع المتقدم لذا اختار الزج بفاسكيز وخاميس ولو أن هذا دفعه للتخلي عن وجود رأس حربة صريح محولاً رونالدو للعمق ولينقل بيل إلى جهته اليسرى المفضلة.

بيليغريني واختيار التشكيلة:

مرة أخرى نتساءل عن السبب الذي يدفع بيليغريني للعب بارتكازين دفاعيين سوية خاصة مع الزج بتوريه كرأس مثلث فإن كان المدرب قد خطط للهجوم فعلاً كما ظهر ببداية اللقاء فكيف كان سيتم هذا الأمر بظل كثرة أصحاب النزعة الدفاعية بوسط الفريق؟ هذه النزعة والتفكير بالتقدم للأمام بديا وكأنهما سيناريو مدروس بالنسبة لزيدان فاصطدم السيتي بصلابة دفاع أصحاب الأرض وتحمل الضيوف آلام مواجهة سرعة رونالدو وبيل وسعي الريال لاستغلال الأطراف واللعب خلف الأظهرة أو بالمساحات الموجودة بين الأظهرة وقلوب الدفاع والتي كانت كبيرة وواضحة.

تغييرات بيليغريني أظهرت شيء من قلة جاهزية توريه فبدا دخول ستيرلينغ منطقياً وحين لم يتمكن البديل من تحقيق إضافة بصناعة اللعب كان لابد من الزج بإيهياناتشو بحثاً عن تحقيق زيادةعددية بالعمق لكن سوء انتشار لاعبي الوسط هجومياً وعشوائية محاولات الفريق أضاعوا هذه الإضافة.

أفضل لاعب بالمباراة:
لوكا مودريتش:


قدم الكرواتي دور كبير سواء من حيث قطع صلة الوصل بين وسط السيتي وأغويرو أو من حيث خلق الهجمات وصناعة اللعب، ببساطة ظهر مودريتش بدور القائد ولو أنه لم يكن الأكثر لمساً للكرة ولا الأكثر قطعاً للكرات لكن تنظيمه للعب الفريق وإيجاد الحلول بالوضعيات الصعبة ساعدا ريال مدريد كثيراً بالوسط.

هل هو تكرار للـ2014؟

الكل سيتحدث من الآن وصاعداً عن تكرار نهائي 2014 لكن الفارق ورغم أن أتلتيكو بذلك الوقت كان شهير بطابعه الدفاعي إلا أنه قدم المزيد من الاعتماد الدفاعي خلال مواجهته لبرشلونة وبايرن ميونيخ أما ريال مدريد فأظهر الكثير من الواقعية والتوازن باللقاءات الكبيرة سواء بمواجهته إياباً لبرشلونة أو خلال لقاءي مانشستر سيتي خاصة خلال مباراة الذهاب وبالتالي سيواجه الأتلتي فريقاً يملك طباعاً مختلفة تماماً عن بايرن ميونيخ وبرشلونة لكن اصطدام الواقعية بدفاع الأتلتي قد لا يعطينا صورة جميلة من حيث المتعة ولو أنه سيكون اختباراً تكتيكياً كبيراً ما بين سيميوني وزيدان الساعي للتأكيد على أنه يستحق ما حققه من نجاحات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]