هاكتون حاسوب الخيري رسالة فخر تقنية للمجتمع العربي

أيام من التخطيط وأموال وموارد كثيرة تستدعي لتقوم أي مؤسسة محلية بمشروع تقني تقدم من خلاله الخدمات أو تبرز فيه مشاريعها. كل هذه المجهودات اختصرتها مبادرة "حاسوب" المجتمعيّة حينما أقامت بالتعاون مع شركة "نادسوفت" مسابقة الهاكتون الخيري في حاضنة الأعمال في الناصرة.

حيث بادرت "حاسوب" يومي الجمعة والسبت الأخيرين من شهر نيسان، لتجمع ما بين أكثر من 50 تقني من العاملين في شركات الهايتك والطلاب الجامعيين والثانويين، وما بين تسعة جمعيات من المجتمع العربي. وذلك لتتنافس على أفضل مشروع تقني وبوقت قياسي من يومين فقط، وذلك بإرشاد عديد من المبرمجين والمصممين والمهندسين وغيرهم من ذوي التخصصات التقنية.

مشاريع بتكلفة ربع مليون شيقل, خلال يومين!
أجواء من التنافس الحميد رافقها شغف المتسابقين ولهفة الجمعيات ومتطوعيها للخروج بتسعة مشاريع منها ما قد تم تنفيذه وبدأ العمل به، ومنها ما وعد المبرمجون على إكمال العمل عليه وتطويره حتى خارج إطار هاكتون حاسوب. وقد قُدرت تكلفة المشاريع التي تم تنفيذها خلال يومي المسابقة بحوالي 240 ألف شيقل، مما في ذلك من ساعات عمل التقنيين الذين تطوعوا لصالح الجمعيات الأهلية عوضًا عن انتاجها ضمن عملهم، بالإضافة إلى الموارد التي تم استخدامها من شبكات وبرمجيات وغيرها.

وقد عقب مراد عوض، عضو إدارة حاسوب والقائم على "هاكتون حاسوب الخيري": إن أكبر انجاز لنا هو إخراج هذا المشروع إلى حيز التنفيذ، وهو بمنظورنا انجاز مجتمعي كبير. نود من خلال هذه المسابقة أن نوصل رسالة لمجتمعنا العربي بحث المؤسسات عامة والأهلية خاصة، بأن تحذو نحو استخدام التقنيات التي يُمكن أن توفر مجهودات وأن تجعل العمل وخدمة الجمهور أكثر نجاعة. ورسالة أخرى لكل العاملين في حقل الهايتك بأن الدور المجتمعي الذي يمكننا تقديمه هو كبير وبحاجة إلى سعي لترجمتها لمشاريع ملموسة".

فرق ثانوية وجوائز قيمة في أجواء هايتك مميزة
احتدمت المنافسة بين الفرق المشاركة حتى الدقائق الأخيرة لعرض المشاريع في اللقاء الجماهيري الختامي الذي قام بعرافته المبادر أنس أبو دعابس. وبعد أن وضعت اللمسات الأخيرة على المواقع وتطبيقات الهواتف الذكية وغيرها من المشاريع التقنية، قام كل فريق وجمعية بعرض مُبهر للمشاريع باللغة العربية. وقد شاركت بالعرض كلًا من جمعية الشجعان لسكري الاطفال، جمعية المنارة لدعم أصحاب الإعاقات، رواء - الجمعية العربية لدعم الثقافة والشباب، جمعيّة ميلبات، صندوق ومؤسّسة مسيرة، مدى الكرمل، الجمعية العربية لمكافحة التدخين وجمعية أمانينا – فكر بغيرك.

وبعد دقائق طويلة من التوتر وشد الأعصاب، أعلنت لجنة الحكم عن قرارها حول المشاريع الفائزة وقد كانت النتائج متقاربة جدًا لامتياز كثير من المشاريع وتقارب جودتها المهنية. وقد فاز فريق جمعية "ميلبات" بالمركز الأول وجائزة قدرها 5000 شيقل مقدمة من شركة "NADSoft" للبرمجة وأنظمة المعلومات، الفريق الذي أقام تطبيقًا يهون التواصل بين كبار السن وغيرهم بالفيديو ودون حاجة لمعرفة تكنولوجية أو لغوية بشكل سلس وجذاب. بينما حاز فريق "جمعية الشجعان" على المركز الثاني وجائزة قدرها 2500 شيقل مقدمة من شركة Allmuze"" الستارت-اب العربية التي تقيم شبكة اجتماعية صوتية، وهو الفريق الذي طوّر لُعبة تنافسية للأطفال السُكريين لتحفيزهم على المشاركة والاستمرار في قياس ومتابعة نسبة السّكر عندهم.

كما وتم الإعلان عن جوائز للفرق الثانوية الواعدة التي شاركت، بالإضافة إلى العرض المتميز والفريق المجازف ممن تحدوا أنفسهم باستخدام برامج وتقنيّات جديدة. وقد برزت عبر المسابقة إبداعات في طُرق العرض وغيرها من الارشاد في أجواء تناسب شركات الهايتك.
ولخص ابراهيم حربي جبارين - مدير عام نادسوفت، ما عاينه في هاكتون حاسوب الخيري بقوله: "نحن في نادسوفت فخورون جدّا بالطّاقات الشبابيّة في مجتمعنا العربي وبما رأيناه من ابداعات خلال الهاكثون وسعداء بكوننا شركاء وداعمين لهذا الحدث. كما وأنّنا نرى أنّ من واجبنا دعم مثل هذه المبادرات والمشاريع, ايمانا منّا بضرورة تطوير هذه القطاعات في مجتمعنا, وبتحمّل مسؤوليّتنا المجتمعيّة كأكبر شركة برمجيّات عربيّة في في البلاد."

أمّا الشّاب حسن أبو شعلة, مؤسّس حاسوب فقد قال: "شعور لا يوصف أن نجتمع سويّا لمثل هذه الغايات السّامية وأن نرى الكمّ الهائل من شبابنا وشابّاتنا يلتفّون لإحداث تغيير ايجابي في مجتمعنا العربي, وسط كلّ ما يعانيه (خصوصا في الفترة الأخيرة). نشكر كلّ من ساهم معنا في إنجاح هذا الحدث من شركاء وداعمين ومتطوّعين, ونهنّؤ كل من شارك في الهاكثون ونشكره على الأثر الطّيّب الّذي قدّمه, ونعدكم بالمزيد والمزيد قريبا ان شاء الله!".

بقي أن نشير إلى أنّ حاسوب هي مبادرة اجتماعيّة تعمل لزيادة الوعي التّكنولوجي وتطوير المبادرات التقنيّة في مجتمعنا العربي سعيا للنّهوض به اقتصاديّا ومجتمعيّا. حيث قامت خلال أقل من سنتين بأكثر من 200 فعاليّة ونشاط مجتمعي, كان بينها أربعة نشاطات خلال الأسبوع الأخير بالإضافة إلى الهاكثون الخيري, كلّ ذلك بالرّغم من عدم حصولها على أي دعم رسمي أو حكومي أو غيره.