قال رئيس جهاز الامن العام المنتهية ولايته، يورام كوهين، قال خلال جلسة مجلس الوزراء الاخيرة "انّ الجمهور العربي في اسرائيل يحتل المكان الاخير في العالم من ناحية التضامن مع تنظيم داعش والانضمام اليه".

وأشار كوهين الى انّ عدد مواطني الدولة العرب الذين يقاتلون حاليا في صفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق يتراوح بين 30-35، اضافة الى 9 مواطنين عرب قتلوا في المعارك. ذلك بالمقارنة مع نحو 600 مسلم من السويد و-900 مسلم من كندا انضموا الى داعش، علما بانّ عدد المسلمين في كل من هذين البلدين يقل عن عدد مسلمي اسرائيل.

ويقدر عدد مواطني الدولة العرب الداعمين لداعش - حسب كوهين - ببضع مئات، مما يُعتبر "عددًا هامشيا تمامًا"- على حد تعبيره.

محاولة تزييف عقول شبابنا بأن جبهة النصرة شرعية، مثلا!

وفي تعقيبٍ له على التصريح، قال المحامي الناشط سياسيًا وحقوقيًا أحمد خليفة: يورام كوهين وبحكم موقعه من افضل من يفهم عقلية داعش ونفسيتها، فالأجهزة التي خدم ويخدم فيها خير من يساهم في صناعة داعش !

وأضاف: الارقام ليست مستغربة، فنحن نعرف حجم الوعي لدى شبابنا ولا نستغرب الاعداد الضئيلة، وان كنا نتمنى ألا يكون هناك اي فلسطيني داعشي، كما نتمنى ألا يكون هناك اي فلسطيني مجند في جيش الاحتلال الاسرائيلي، هذا من جهة. من جهة اخرى، نحن نعي حجم المحاولات الجارية لتزييف وعي هذا الشباب برسائل مضّمنة مفادها بأن داعش تمثل الارهاب ولكن جبهة النصرة –مثلا- وسائر تنظيمات الارهاب هي شرعية !!!

وأوضح: من جهتي فأن داعش ليست تنظيمًا ومسميًا فقط انما هي فكر وممارسة، لا يمثلها اعضاء تنظيمها فقط، انما منابع فكرها ومموليها وداعميها، ان كان مباشرة او بالصمت والتواطئ، وهكذا فانه بغض النظر عن تصريحات كوهين من واجبنا الحفاظ على وعي شبابنا وبوصلتهم كي لا ينتشر مثل هذا الفكر الدخيل بينهم.

الشاباك يشجع العمل المتشدد

بدوره، قال الباحث والناشط السياسيّ ابراهيم خطيب لـ "بكرا": يحاول كوهين اظهار ان سياسة الشاباك كانت ناجحة في التعامل مع فلسطيني الداخل، انا اظن ان عدم انخراط فلسطيني الداخل في صفوف تنظيم الدولة نابع بالأساس لتدينهم الوسطي ولثقل العمل الاسلامي وخطابه المتزن والرافض لتصرفات تنظيم الدولة، كما أن هناك ظروف موضوعية اخرى وظروف مختلفة تزيد او تقلل من انخراط الشباب مع هذا التنظيم تختلف من بلد لبلد وللفلسطينيين في الداخل خصوصيتهم، خصوصًا انهم يرون بأنفسهم في صراع مع المؤسسة ويزودون بصمودهم ورباطهم عن القدس والأقصى قضية العالم الاسلامي والعربي برمته.

وقال: النقطة الاهم في نظري سياسة المؤسسة الاسرائيلية اتجاه العمل الاسلامي في الداخل من خلال حظر الحركة الاسلامية وهي التي كانت تقول علانية بمناهضة تنظيم الدولة. المؤسسة الاسرائيلية والشاباك من خلال تنفيذه لسياسات الحكومة واحيانًا توجيهها يقول بخطوته هذه أن الكل سواء في نظرهم وبالتالي يشجع بشكل او بآخر التوجه المتشدّد، من يحظر حركة اسلامية وسطية تعمل بالعمل السياسي الشعبي والمناضل ومن يتعامل بوحشية مع نضال شعبنا ويرى فينا عدوًا لا يمكنه بأي حال أن يتحدث عن سعي لحفظ فلسطيني الداخل وحرصه عليهم وعلى توجهاتهم.

الأطراف الوطنية حدت من الظاهرة وليس الشاباك

اما المحامية والناشطة السياسية اماني إبراهيم، فقالت معقبةً على التصريحات: باعتقادي ان لا مكان للمقارنة التي قام بها المذكور، فجهاز الامن الاسرائيلي يعرف تمامًا عدم وجود النوعيات التي تشكل أرض خصبة تأثر عليه داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية وتسعى لتجنيدها بصفوفها بالداخل الفلسطيني، كما أنها تدرك أيضا الفرق بين فضاء العمل والتأثير لمثل هذه التنظيمات في الداخل الفلسطيني والوضعية الخاصة الموجودة مقارنة بإمكانيات العمل والتأثير في السويد وكندا.

وأضافت: كما أني اعتقد أيضا ان سلطة الامن الاسرائيلي كجزء من سلطات الاحتلال سعت اعلاميا على التركيز في الثلاث اعوام المنصرمة بشكل تدريجي متزايد على وجود حالات كهذه في الداخل الفلسطيني محاولة تصوير نفسها أنها تحارب هذه الظاهرة كجزء من المنظومة التي تحارب الارهاب في العالم وبهذا التصريح تحاول أن تظهر نفسها كجزء فاعل استطاع السيطرة والحد من الظاهرة وانتشارها في الوقت الذي تقوم به بالتعامل مع من تعتقلهم على خلفية انضمامهم لداعش كأسرى أمنيين ووضعهم في ذات الاقسام محاولة بذلك الخلط بين وجود حركات مقاومة في ظل وجود واقع احتلال ومفهوم الارهاب.

وأوضحت: إنّ الرسالة الواضحة لفلسطينيي الداخل بصدد مثل هذا التصريح أنّ هامشية وجود حالات تنتمي لداعش وغيرها من التنظيمات الارهابية، على الرغم من ان سلطات الامن الاسرائيلية غضت النظر عن وجود تحريض مذهبي وطائفي متواصل منذ أكثر من خمس سنوات في القرى والبلدات العربية وهي تدرك ان مثل هذا التحريض هو الحاضنة لأرض خصبة للفكر التكفيري وشرعنة هذا الارهاب، يعود لوعي الناس وبعد تفكيرها عن التطرف والتعصب الديني والتكفير والارهاب، ووجود أطراف وطنية حذرت وعملت جاهدة على الحد ومحاربة من دعا ومن حاول نشر هذه الأرضية والكشف عن ما يكمن وراء هذا التحريض، هو من ساهم فعليا بالحد من الظاهرة، وليس غير ذلك من أي عمل لجهاز الأمن الاسرائيلي.

اقوال تزعزع فرضيات نتنياهو وغيرهم من الساعين لشيطنة فلسطيني الـ 48

مختتمًا، قال المربي والشاعر علي مواسي معقبًا: داعش ومثيلاتها حركاتٌ إرهابيّةٌ طارئةٌ على الإسلام، العرب والمسلمون هم أوّل ضحاياها وضحايا الظّروف الاستبداديّة والقمعيّة الّتي أدّت إلى نشوء مثل هذه الحركة في منطقتهم.

وأضاف: الفلسطينيّون، ومن ضمنهم من يقيمون في أراضي 48، بوصلتهم فلسطين وقضيّتها العادلة الّتي تستند إلى قيمٍ إنسانيّةٍ ونضاليّةٍ سامية، وبالتّالي فإنّه من المتوقّع ألّا يكونوا مؤيّدين إلى حركةٍ إرهابيّةٍ مثل داعش تناقض في توجّهاتها وسلوكاتها إرثهم الحضاريّ والدّينيّ والقيميّ.

وقال: أقوال يورام كوهين تزعزع مساعي بنيامين نتنياهو الدّائمة، هو وغيره من شخصيّات إسرائيليّة، إلى اتّهام الفلسطينيّين بعامّة، وفلسطينيّي أراضي 48 بخاصّة، "بالدّاعشيّة"، بهدف شيطنتهم وشرعنة المزيد من استهدافهم والتّضييق عليهم. علمًا أنّ انضمام 50 شخصًا من أبناء مجتمعنا إلى داعش، رغم قلّة العدد، يعدّ أمرًا خطيرًا في نظري، ويحتاج معالجةً جذريّةً من هيئاتنا التّمثيليّة والدّينيّة الوسطيّة، ومؤسّساتنا وناشطينا، ومختصّينا الاجتماعيّين والنّفسانيّين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]