في تقريرٍ خاص صدر هذا الأسبوع عن المكتب المركزي للاحصاء، ذُكرت معطيات مقلقة حول حوادث الطرق في اسرائيل لعام 2016، واهم ما جاء في التقرير: عام 2015 سُجل إرتفاع بأكثر من 15% في عددٍ ضحايا حوادث الطرق مقارنة بالعام 2014، وخلال عام 2015 توفى أكثر من 1473 شخص في حوادث الطرق التي تشمل الدراجات الكهربائية.

حول هذا الموضوع تحدث "بكرا" إلى عددٍ من الأطر الرسمية وتلك الفاعلة في مجال تعزيز الوعي المُجتمعي ورفعه في كل ما يعلق بحوادث الطرق مما يساهم في التقليل منها وتجنبها.

عدد الضحايا في كل عام في إرتفاعٍ

وفي حديثٍ مع المتحدث الرسمي للسلطة للأمان على الطرقات قال لـ "بكرا أنّ عام 2016 هو الأقل من حيث عدد الضحايا نسبة لعام 2015 ولكن لا بد الذكر أن عام لا زال في شهره الخامس – أيار. وذكر المتحدث معطيات إضافية تتعلق بحوادث الطرق فضلنا عرضها لكم في القوائم التالية لأهميتها مع التشديد على أنها مُحدثة حتى تاريخ 22.5.16. 

ويلاحظ من القائمة أنّ عددَ الضحايا الكلي لعام 2015 كان 146 ضحية فيما سجَّل العام 2016 126 ضحية (حتى منتصف العام)، كما ويلاحظ أنّ نسبة العرب الضحايا أقل من اليهود إلا أنه أعلى من نسبتهم في المجتمع حيث بلغ عدد الضحايا لعام 2015 43 ضحية فيما بلغ عام 2016 33 ضحية!

ومن المُعطيات البارزة ايضًا في القائمة أن الأكثر تعرضًا للحوادث هم سائقي الدراجات النارية ومعظم الحوادث تحصل خارج المدينة. 


2015

2016

مجموع الضحايا

146

126

حوادث دامية

129

114

مجموع الضحايا حسب القطاع

اليهود

93

88

العرب

43

33

غرباء

10

5

مجموع الضحايا حسب نوع الطريق

داخل المدينة

58

45

خارج المدينة

88

81

مجموع الضحايا سيراً على الاقدام


42

34


0-14

6

3

15-24

3

5

25-64

15

13

65+

18

12

غير معروف

0

1

ضحايا الدراجات

7

6

ضحايا الدراجات النارية

20

16

ضحايا سائقين صغار السن

13

12

ضحايا شهر أيار

35

19

وفصل لنا المتحدث الرسميّ عدد الضحايا في كل شهر من أشهر السنة مجريًا مقارنة بين الأعوام 2013-2016 (في القائمة التالية) ليتضح أنه - وبخلاف ادعائة السابق أن عدد حوادث الطرق لعام 2016 أقل-، فأن القائمة تشير إلى أرتفاع دائم بعدد الضحايا، حيث بلغ عدد الضحايا عام 2013 309 ضحية مرتفعًا إلى 319 ضحية عام 2014 وإلى 356 ضحية عام 2015! على أمل ألا ترتفع أكثر محصلة عدد الضحايا لعام 2016 والتي بلغت حتى الآن 126. 

شهر

2013

2014

2015

2016

1

27

18

31

26

2

28

16

31

33

3

30

29

29

20

4

30

26

20

28

5

24

28

41

19

6

20

25

27


7

21

34

27


8

23

31

36


9

23

21

23


10

32

32

36


11

25

27

26


12

26

32

29


المجموع

309

319

356

126

شرطة السير: نقوم بفعاليات لرفع الوعي، إلا أنّ هذا ليس كاف

وفي حديثٍ مع يونس ابوليل، ضابط في شرطة السير القطرية- لواء الشمال صرّح لـ "بكرا" معلقًا على المعطيات التي ذكرت: نسبة السكان العرب في اسرائيل هي نحو 22% ولكن حوالي 40% من الحوادث الطرق في الوسط العربي، وهذا ان دل على شيء فانه يدل على عدم الوعي الكافي من اجل تفادي الحوادث المرورية.

وقال: النسبة كبيرة، ويوما بعد يوم نرى ان الحوادث تكثر. لذلك يجب علينا كمركز للشرطة ومسؤولون عن الحماية ووالامن ان نقوم بفعاليات لتوعية اولادنا.

واسهب: بإعتقادي من الواجب تدريب وتثقيف اطفالنا منذ الجيل المبكر جدًا على ثقافة القيادة والتصرف في الشارع، فكثرة حوادث الطرق تتعلق بقلة التربية والوعي وغياب ثقافة القيادة، وكي نطور ونسعى لتربية وثقافة السائق علينا توعيته من جيل مبكر، فمثلا نحن كمركز شرطة نقوم بفاعليات عديدة كتوجيه طلاب المدارس عن طريق محاضرات او توجيه الاهل عن طريق تثقيفهم بكيفيه تعاملهم مع الشارع والقيادة وتثثيقف ابناءهم، وقد بادرنا بعمل مسابقات تحث على القيادة الصحيحة. 

وتابع ابو ليل: نحن جميعنا مسؤولون فهذه ارواحنا وارواح ابناءنا وشبابنا ولذلك علينا جميعا كشرطة ومراكز تربوية واهل ان نضع يدا بيد ونقف ضد تلك الحوادث، ففي اعقاب هذه الحوادث ستكثف الشرطة تواجدها في البلدات وستكثر من فعالياتها التوعوية وفرض العقوبات ولكن هذا غير كافي فيجب على جميع الجهات المختصة مساندتنا وخاصة المواطنين ليعم الامن والامان.

هل الردع وسيلة ناجعة للحد من حوادث الطرق؟!

واستكمالا لما جاء على لسان ابو ليل من انتشار الشرطة في البلدات العربية ورفع مستوى الرقابة والعقاب فيما يتعلق بمخالفات السير، واسقاطات العقاب على السائثين، تحدثنا إلى عماد بشناق، مدير عام شركة " APEX " للتدريب والاستشارة ومدرب في مجال القيادة والتنمية البشرية، والذي حدثنا عن تجربته مع السجن على خلفية ضلوعه بحادث طرق قائلاً: في عام 2001 كنت أقود سيارتي وقد فقد السيطرة على السيارة ولم أتمكن من ايقافيها بسبب خلل في احد العجال في السيارة فاضطررت الى السير في الاتجاه العكسي وقد اصطدمت في سيارة أخرى مما أدى الى مقتل شخصين وعلى أثره تم سجني لمدة عام.

وتابع بشناق: السجن كان من أشد العقوبات التي واجهتها في حياتي مما اشعرني بقيمة حياة الآخرين لذلك أن اناشد جميع الجهات المختصة أن تكرس حيزاً أكبر لمنع حوادث الطرق ، فحوادث الطرق تتعلق بثقافة الإنسان وتربيته، وكيفية تعامله مع الشارع، فعلى الجهات المختصة أن تمنح الطرق لتربية السائق عن طريق توعيته وتدريبه حتى قبل بدأ الشباب الحصول على رخصة قيادة.

وأضاف بشناق: برأيي أن من أهم المراحل من خلال حادث الطرق هم طريقة العقاب والذي يجب أن يكون أشد قسوة، فنحن نرى أن العقوبات التي تفرض على السائقين المخالفين للقانون هي إما نقاط أو استكمال دورات التي يذهب اليها المخالفين دون هدف فقط يمضون الوقت دون فهم المواد او أخذ بعين الاعتبار انه عقاب يكملون الدورات وكأن شيء لم يحصل من مخالفات مرورية، مع أن العقاب المادي أيضاً له نتائجه الا اننا لا زلنا ننظر للأمور باستهتار مما يسبب مخالفات مرورية أكثر وحوادث طرق تزداد ضحاياها عاماًَ بعد عام، أما بالنسبة لعقوبة السجن التي انا أحد المخالفين قد تعرضت لها انها من اشد العقوبات قسوة وبرأي من يخالف يستحق السجن، ومن يهمل في القيادة يستحق السجن ايضًا، ومن يكون ثملاً أو مهملا للشارع أو لم يسيطر على قيادته فليعاقب، لنعرف جميعاً أننا أرواح ونستحق الحفاظ على هذه الأرواح.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]