معطيات خطيرة صدرت مؤخرا عن "مؤشر التمثيل" حيث تناولت تمثيل المواطنين العرب في الإعلام الإسرائيلي، واظهرت بأن نسبة النساء العربيات في الاعلام الإسرائيلي العبري لم تتجاوز الـ 0.35% في شهري آذار ونيسان من هذا العام علما أن هذه الفترة شهدت تناولا إعلاميا واسعا لإحياء ليوم المرأة العالمي ولفضيحة الفصل العنصري بين النساء العربيات واليهوديات في غرف الولادة، الى جانب ذلك فان القنوان الإعلامية العبرية المركزية الخمس في إسرائيل (قنوات التلفزة 1، 2 و 10 وإذاعتيّ صوت إسرائيل بالعبرية "ريشت ب" و"جالي تساهل") استضافت خلال شهري آذار ونيسان المنصرمين نحو 27 ألف شخص من بينهم 626 متحدثا عربيا (2.3%) منهم 89 مختصا فقط تم استدعاؤهم للحديث بمواضيع تتعلق باختصاصاتهم المهنية وأما بالنسبة للنساء فعلى مدار الشهرين لم يتم استضافة إلا 96 امرأة عربية، من المختصات وغير المختصات.

موقع "بكرا" رأى أن من واجبه كمؤسسة إعلامية داعمة للمرأة ومكانتها العربية بشكل خاص أن يسلط الضوء على هذه المعطيات الخطيرة حيث بات من الواضح أن تهميش المرأة العربية اصبح متعمدا لأسباب لربما كانت سياسية ممنهجة، وطرح الموضوع بشكل واضح عبر استقطاب وجهات نظر مختلفة من قبل شخصيات نسائية قيادية تعتبر بارزة في المجتمع العربي ولديها قدراتها ونشاطاتها ولكنها تعاني أيضًا أحيانًا من التهميش والتمييز الصارخ ضدها.

يتم التركيز على امرأة او اثنتين ذوات آراء معتدلة أو يدعمن مواقف الحكومة!
المحامية حنان خطيب، مديرة قسم العمل النسائي في شركة "ابيكس" للتدريب والاستشارات من بلدة شعب قالت لـ"بـُكرا": من الواضح عدم وجود تمثيل كاف للنساء العربيات في الاعلام الاسرائيلي حيث انه يركز على بضع شخصيات بسبب جهله بالقدرات والابداع الموجود لدينا، احيانا كثيرة عندما يصادفون امرأة مثقفة ومتعلمة وشخصيتها قوية يسألون مباشرة عن ديانتها، وفي حالات معينة يتم التركيز على امرأة او اثنتين آرائهن معتدلة أو يدعمن مواقف الحكومة في حين انهم في كثير من الحالات يكتبون عن قمع المرأة العربية وانتهاك حقوقها وهذا ما يركزون عليه ويحاولون ابرازه.

وتابعت: يجب أن نتوجه للإعلام ونفرض وجودنا كنساء عربيات مبدعات وخلاقات، أن ننشر عن نشاطاتنا كنساء ناجحات وان نفرض اجندتنا كنساء عربيات وان نسمع صوتنا.

الإعلام الإسرائيلي يعمل دائما على اظهار المرأة العربية بالشخصية الضعيفة
سماح هيب جلجولي مديرة مركز الريان الإقليمي في مدينة الطيرة قالت لـ"بكرا" بدروها : بالطبع ليس هناك تمثيل كاف للمرأة العربية في الاعلام الإسرائيلي فنرى ان المشاركة لا تكون لنساء قياديات لديهن إنجازات علمية ومهنية وانما نساء يدعمن مواقف متطرفة معينة، الإعلام الإسرائيلي يعمل دائما على اظهار المرأة العربية بالشخصية الضعيفة، وفي حالات نادرة يتم القاء الضوء على نساء ناجحات وهو نوع من التهميش المجتمعي، هناك قدرات ونجاحات كبيره لنساء عربيّات لا يتم ذكرها في الصحافة الإسرائيلية ويتم تهميش النجاحات التي يجب القاء الضوء عليها.

وتابعت جلجولي عن أسباب هذا التهميش: ممكن ان يكون السبب هو ان عدد العرب العاملين في الاعلام الإسرائيلي قليل جدا وانعدام المعرفة بمختلف المواضيع التي ممكن طرحها بما يتعلق بالمجتمع العربي بشكل عام الحلول كثيرة وتبدأ بإعطاء فرص عمل لصحافيين وإعلاميين عرب للعمل بالإعلام الاسرائيلي وبهذه الطريقة فان الفائدة تعم الجميع وهي خطوة أولى للتعايش.


المرأة العربية تعتبر اقلية في كل مكان ولا يتم منحها الفرص التي تستحقها

معلمة السياقة وأول ممتحنة عربية للسياقة في المجتمع العربي، بديعة زعرور قالت: اعتقد ان هناك تهميش جزئي وليس كلي للمرأة العربية في شتى ومختلف المجالات والوظائف الرفيعة في البلاد، حيث انها تعتبر اقلية في كل مكان ولا يتم منحها الفرص التي تستحقها وبالطبع لا تعود الاسباب الى انعدام القدرات لأننا شعب قادر وذكي، ومن خلال تعليمي للقب المحاماة احتككت بطلاب عرب اذكياء جدا. المسؤولية تقع على عاتق المسؤولين، وممكن القاء اللوم على المرأة العربية التي تخاف احيانا العمل في وظائف عالية ومجالات صعبة وهذا يرجع للخلفية التي جاءت منها مما يجعل وجودها جزئي وحقها مهضوم.

سيطرة الرجل على مراكز اتخاذ القرار يهمش النساء بشكل فعلي..

زهرية عزب قالت: اعتقد ان المرأة العربية كأقلية هي أيضا غائبة ومهمشة في عدة أمور، المرأة العربية في وقت سابق لم تظهر في الاعلام بتاتا لا كمهنة ولا كضيف، وحتى ان عملت في مجال الاعلام فان عملها كان هامشي دون التعمق في الأمور والتطورات السياسية وتحليلها، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى بسبب سيطرة الرجل على المجال حيث انهم يشغلون معظم مراكز اتخاذ القرارات وبالتالي فانهم يعطون منبر واولوية للرجال ويفضلونهم على النساء في العمل او التمثيل.

وتابعت: للأسف كل مراكز الاعلام المحطات التلفزيونية يسيطر عليها اعلاميين ذكور بينما نرى بانه في المحطات البارزة بانه ليس هناك عدد كبير من الاعلاميات تناقش أمور السياسة، بل الأمور التي تتم مناقشتها هي أمور هامشية وسطحية من قبل النساء، فقط مبدعات قلائل في الاعلام يقمن بمناقشة قضايا سياسية حتى اصبح هذا الامر نوع من النجومية.

وأضافت: التغيير يبدأ تدريجيا بنشر الوعي في المجتمع لأهمية التفكير النسائي ودمجه في المجتمع، انا لست ضد العمل الذكوري ولكن عند دمج الابداع ووجهة النظر النسائية فان الصورة تكون متكاملة بشكل اكبر.


يهمشوننا لأننا افضل منهم..
المخرجة رلى جمالية قالت لـ"بـُكرا" معقبة حول الموضوع: هناك تهميش للمرأة العربية في الاعلام الإسرائيلي، كنساء نحن مهمشات في المجتمع اليهودي، حتى اذا اردنا العمل معهم فانهم يضعون امامنا العقبات، وأيضا هناك تهميش واضح، حتى انني ارسل أحيانا بعض الاعمال التي أقوم بها كمخرجة وفعالة في مجال الفن لمحطات إسرائيلية ولا اتلقى أي إجابة منهم، المواضيع التي ينشرها الاعلام الإسرائيلي حول المرأة العربية هي مواضيع شاذة وتتعلق بمصلحة معينة، غير ذلك فانه لا يتم التوجه او التطرق لنا كنساء عربيات.

وأضافت: اعتقد ان هذا التهميش هو متعمد لانهم يرون باننا لدينا قدرات كبيرة وان المرأة العربية تتطور وتتقدم بشكل بارز وواضح لذا فانهم يحاولون تهميشنا حتى لا نظهر بصورة افضل منهم فمثلا النجاح الأخير لمهى الحاج تم تهميشه من قبل الاعلام الإسرائيلي، حيث ان كل التقارير كانت في الاعلام العربي اكثر من الإسرائيلي، وهو أمر ممنهج حتى لا نكون انجح منهم لأن ثقافتنا أعلى منهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]