ارتبطت شخصية الشاعر نايف سليم بقضية التهجير ونكبة شعبنا الفلسطيني، فقد شهدها منذ صغره ومنذ أن تم قصف وتهجير سكان قرية سحماتا المهجرة المجاورة لقرية البقيعة حيث يسكن، ولا تزال احداث تهجير هذه القرية طازجة في ذاكرته وكأنها جرت بالأمس، ورغم صغر سنه منذ تلك الايام الا انه تشرًّب بمشاهدها التي ما زالت ترافقه حتى يومنا هذا .

وعن ذكريات قصف قرية سحماتا قال الشاعر نايف سليم: اذكر ذلك اليوم جيدًا حين كنت العب تحب شجرة الليمون انا وصديق لي من القرية، وحينها بدأ القصف، أختبأنا تحت الشجرة وكنا نبكي من شدة الخوف والهلع. 

ويضيف: ام فايز، امرأة مسنة من القرية، سمعت صراخنا وهبت إلى نجدتنا، فقد اوتنا في منزلها وأذكر حينها أنها قالت لنا "يريدون قصف بيوتنا"!

دروز ومسيحيين

واضاف :ما زلت اذكر الاعراس في قرية سحماتا، وأذكر كبار السن "والقنابيز" التي كانوا يلبسونها ، كنا نجلس تحت الشجرة وننظر الى الاعراس كم هي كانت جميلة في ذلك الوقت، كان ليل النكبة الاسود لا شعاع فيه الا شعاع القنابل وهي تنصب على راس قرى لا ذنب لها، طبعا كانوا يريدون ايضا ترحيل المسيحيين من قرية البقيعة ولكن خرج المشايخ الدروز صفا واحدا وقالوا لهم اما ان يبقوا واما سنغادر جميعا .

وانهى قائلا: حين اسافر واتنقل من البقيعة وأراقب اطلال القرى المهجرة اتذكر تلك المشاهد وحجم كارثة التهجير والتشريد فاشعر بان جذورًا عميقة تربطني بهذا الوطن فانا لست بسائح او قادم جديد ولا بمهاجر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]