دعا عدد من الناشطين الحقوقيين والاجتماعيين عبر موقع "بكرا" الى التفاف جماهيري واسع وتصدي وتحرك جماعي على اثر موجة العنصرية بالفترة الأخيرة وخصوصًا الأحداث المتواصلة بالأيام الماضية والتي بدأت بالأنباء عن دخول العنصري أفيغدور ليبرمان للحكومة وتعيينه وزيرا للأمن، ودخول المتطرف يهودا غليك إلى الكنيست، بعد استقالة يعلون، وصولا الى الاعتداء على الشاب ميسم أبو القيعان من قبل الشرطة ومواطنين في تل أبيب دون أي سبب.

واكدوا لـ"بـُكرا" ان الاحداث الأخيرة تعتبر تصعيدا خطيرا وواضحا للسياسة المتكررة والمفهومة ضمنا التي تتبعها الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو علما انها ذات السياسة التي لم ولن تتغير ولكنها تنعكس وتتمثل بموجات جديدة ومختلفة يجب اخذ الحيطة والحذر والتصدي لها بشكل جماعي مشيرين الى ان هذه الموجة الأخيرة ممكن ان تؤدي الى حرب حقيقية او مجزرة.

الاعتداء على أبو القيعان محصلة حتمية للجو العام من التحريض المستمر من قبل رئيس الحكومة والوزراء والسياسيين

المحامي علي حيدر، الناشط في مجال حقوق الانسان بدأ حديثه لـ"بـُكرا" قائلا: ان الاعتداء السافر والبشع الذي وقع قبل يومين، على الشاب العربي ميسم ابو القيعان من سكان حورة في مركز تل ابيب من قبل مجموعة كبيرة من رجال شرطة حرس الحدود الذين كانوا بزي مدني هو دليل آخر على تفشي ظواهر العنصرية والكراهية والفاشية في المجتمع والمؤسسة الإسرائيلية، حيث ان العنف الذي وجه ضد ابو القيعان لم يأتي من فراغ او نتيجة صدفة بل نتيجة ومحصلة حتمية للجو العام من التحريض المستمر من قبل رئيس الحكومة والوزراء والسياسيين ورجال الدين اليهود والاعلامين وبعض رموز الثقافة والفن والرياضة. وبرهان آخر على انه منذ زمن أصبحت التصريحات تجد ارض خصبة وجاهزية وتترجم الى أعمال عنف واعتداء على العرب سواءً من قبل رجال الشرطة او من قبل مواطنين عاديين.

وتابع من اللافت انه لو حصلت عملية اعتداء شبيهة ضد شاب ذو بشرة سوداء في امريكا، لخرج السود عن بكرة ابيهم للتظاهر والتعبير عن غضبهم؟ ومن جانب اخر لو حدث شيء شبيه في اي دولة ديمقراطية لكان وزير الشرطة والمفتش العام للشرطة قدموا استقالتهم، ولكن الوضع في بلادنا مختلف تمامًا، إن محاولة الشرطة التهرب من المسؤولية بادعاء ان ميسم اعتدى على رجال الشرطة وان الشرطة تلاحق فلسطينيين من الضفة هو عذر اقبح من ذنب وخصوصا ان الحقائق والمشاهد تثبت عكس ذلك تماما.

أحد اسباب العنف الداخلي في المجتمع العربي هو عنف الشرطة ومؤسسات الدولة..

ونوه: لقد اشرنا أكثر من مرة ان أحد اسباب العنف الداخلي في المجتمع العربي هو عنف الشرطة ومؤسسات الدولة وهو ليس منوط بعوامل داخلية فقط، التي لا نقلل من اهميتها ولا نعفي انفسنا من تحمل مسؤوليتها، بل احتكار المؤسسة لاستخدام وسائل العنف وبشكل جائر يعقد اشكالية التعامل مع الشرطة. على ما يبدو فإن الشرطة لم تذوّت توصيات لجنة "أور" والتي جاءت على اثر قتل الشرطة 13 شابا فلسطينيا في الداخل عام 2000 ومنذ ذلك الحين بقيت اصابع الشرطة سريعة على الزناد.

وأضاف: المطلوب من قيادة المجتمع العربي أن تحمي مواطنيها وأن تفكر وتعمل بشكل جماعي على مواجهة هذه الظواهر وعدم الاكتفاء بالتصريحات ويجب محاكمة ومعاقبة رجال الشرطة الجناة، كما يترتب علينا العمل على ضمان الأمان الشخصي للعمال والطلاب والاخرين المتواجدين في الحيز العام وضمان حرياتهم الاساسية بالحركة والعمل والتعبير والحياة الكريمة ورفض محاولات الإذلال، يجب الاشارة بإيجاب لموقف صاحب الحانوت التي عمل بها ميسم والمواقف الشجاعة والواضحة التي ابداها؛ وضرورة التواصل مع هذه القوى داخل المجتمع اليهودي من اجل بناء شراكات تستند الى الحق والقيم والعدل. ان الاعتداء على ميسم هو اعتداء على كل المجتمع العربي ومحاولة اذلاله هي محاولة لإذلال كل الشباب العرب وتمسكه بكرامته الشخصية هو تعبير عن مقاومة الاذلال والإهانة.

عمل غليك من داخل البرلمان يدق ناقوس الخطر على الأقصى

كما تطرق حيدر الى اقتحام غليك ساحة المسجد الأقصى الذي جاء تزامنا مع تعيينه عضو كنيست حيث قال لـ"بـُكرا": ان اقتحام العنصري يهودا جليك اليوم المسجد الاقصى وتحت حماية ورعاية الشرطة يعتبر امرا خطيرا ومقلقا وخصوصا انه قام بعمل ذلك قبل حضوره للكنيست كعضو برلمان جديد. لقد وضع جليك المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية في القدس نصب عينية واعرب بشكل واضح انه يحمل رسالة سماوية من اجل تغيير الوضع القائم وفرض السيطرة والسيادة والاستيلاء على المسجد الاقصى والسماح لليهود المتطرفين بإقامة شعائرهم الدينية فيه. ان حمل جليك لهذه الاجندة وعمله من داخل البرلمان ومن داخل الحزب الحاكم من المفروض ان يدق ناقوس الخطر لان باستطاعته الان استعمال وسائل اخرى من اجل تنفيذ مآربه ونواياه السيئة.

وتابع: لقد كان المسجد الاقصى دائما محط أطماع المحتلين ولكن تركيبة الحكومة اليمنية الحاكمة الآن باستطاعتها ان تغيير الوضع القائم وتفرض التقسيم الزماني والمكاني اسوة بالحرم الابراهيمي في الخليل الذي تمكن اليمين والمستوطنين بدعم الحكومات المتعاقبة من تقسيمه بشكل تدريجي. ان حظر الحركة الاسلامية الشمالية واعتقال الشيخ رائد صلاح الذين بدلا جهودا جمة للدفاع عن الاقصى اضافة الى منع اعضاء الكنيست العرب من زيارة التقصي بتعليمات من رئيس الحكومة نتنياهو ممكن ان يسهل الطريق لجليك واتباعه الاستمرار بمحاولات اقتحام الاقصى ومن الجدير بالذكر بانه في السنه الاخيرة حصل ازدياد كبير بعدد اليهود الذين دخلوا المسجد الاقصى وهنالك العديد ممن حاولوا الصلاة او استفزاز المؤمنين المسلمين.

جعفر فرح: تصعيد التطرف الفاشية يلحقها مجزرة او حرب..

جعفر فرح مدير مركز مساواة قال: تعيين ليبرمان وزيرا للأمن ودخول يهودا غليك الى الكنيست والإعتداء على الشاب العربي في تل ابيب هم مقدمة لمرحلة تصعيد قد تلحقها حرب ومجزرة أخرى مثل صبرا وشاتيلا وغزة، لذا سنخصص هذا الاسبوع لقاءات مخططة مع عشرات البرلمانيين والمؤسسات الأوروبية حيث أن مبعوث الإتحاد الأوروبي الخاص سيزور حيفا ويلتقي مساواة وعدالة وقيادة الجماهير العربية، استهدافنا بسبب مكانتنا الخاصة يجب ان تحفزنا للتحرك دفاعا عن مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة ، لم ولن نرفع العلم الأبيض في وجه الفاشية. نضالنا المدني وتحركنا الفردي والجماعي مطلوب.

الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية من اعضاء الكنيست مضر

وتابع منتقدا دور ونشاطات الأحزاب والقيادات العربية في كل موجة التطرف الجديدة التي ظهرت على الساحة حيث قال: الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية من اعضاء الكنيست مضر، يجب تنظيم تحرك جماهيري شعبي يحذر العالم من عواقب التعيينات واستفحال الفاشية ومخاطرها علينا وعلى المنطقة، استفزاز الجماهير العربية والاعتداء على العرب والتهديد في اخلاء قرى وهدم مئات المنازل سيؤدي الى مواجهات ندفع ثمنها غاليا. عقد تحالفات مع قوى يهودية ودولية مطلوب.

واختتم: مركز مساواة اصدر هذا الأسبوع تقريرا خاصا ويتم توزيعه دوليا من خلال السفارات ولقاءات تعقد مع المفوضية والبرلمان الأوروبي، نتوجه الى الأحزاب السياسية بنداء دمج الجمعيات واللجان الشعبية والسلطات المحلية بخطة منظمة بقيادة المتابعة تضمن عدم الإستفراد بشعبنا والبطش فيه.

علاء محاجنة: المطلوب الآن التعالي على الخلافات والتباينات بين الاحزاب العربية ولا سيما في ظل وجود القائمة المشتركة

علاء محاجنة، محام، وباحث قانوني متخصص في قضايا حقوق الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية قال لـ"بـُكرا" معقبا حول الموضوع: حقيقة الامر ان التطرف الحاصل الان وانحدار المجتمع الاسرائيلي اكثر اتجاه اليمين الفاشي لم يبدا حديثا ولكن تجليات هذا التوجه تظهر مؤخرا اكثر من اي وقت مضى، الاعتداءات المستمرة على المسجد الاقصى ومحاولة السيطرة عليه من خلال فرض التقسيم الزماني والمكاني وتعيين ليبرمان وزيرا للدفاع مكان يعالون وهو وزير "ناجح" جاء من قلب الجيش والمؤسسة العسكرية وفق المفاهيم الاسرائيلية هو انحدار خطير اخر يثير القلق اكثر فكلها اشارات واضحة ان الدولة باتت يحكمها مزاج سياسي حتى لو كان مخالفا لراي البيوقراطيين مثل الجيش والشاباك.

وتابع: المطلوب الان وقفة جدية مع الذات وتقييم العمل السياسي في العقديين الاخيرين ومحاولة التعالي على الخلافات والتباينات بين الاحزاب العربية ولا سيما في ظل القائمة المشتركة. مطلوب صياغة برنامج عمل واضح لمواجهة المخططات الكولونيالية والتي يتم تطبيقها في القدس والضفة الغربية وايضا في الداخل الفلسطيني. في ظل الواقع السياسي الذي نعيشه واعتبارنا مواطنين في دولة اسرائيل يجب علينا محاولة تحشيد الراي العام الدولي وتجنيده في مواجهة العنصرية.

واختتم قائلا: المنظومة القانونية القائمة هي جزء من المشكلة وليست سبيلا للحل والتعامل معها يجب أن يكون على هذا الاساس، ليس المطلوب مقاطعة النضال القانوني لتحصيل الحقوق ولكن التعامل معه تحت المظلة السياسية وكأداة مساعدة وليس راس حربة وايضا تعزيز العمل على المناصرة القانونية الدولية.

مجد كيال: تطور التطرف والعنصرية اكبر من أي خطوات عينية يمكن اجراؤها..

الصحافي مجد كيال، المركز الإعلامي لمركز عدالة قال لـ"بـُكرا" معقبا: تقوم عدالة الآن بتقديم طلبات للمستشار القضائي بفتح تحقيق بخصوص تفوهات عنصرية حدثت في وقت الانتخابات من قبل ليبرلمان ووقت الحرب من قبل شاكيد، كما حدثت في عدة أماكن بينما للأسف الشديد فان المستشار القضائي للحكومة يغلق هذه الملفات بادعاء أن ما يقال هناك ليس تحريضا.

وتابع: العنصرية المتفشية في المجتمع الإسرائيلي هي قضية واسعة وعامة ولا يمكن لمؤسسة حقوقية واحدة ان تسيطر عليها، هناك يوميا حالات قتل واعدامات ميدانية لا احد يحقق بها ونحن نطالب بإعادة الجثث الى العائلات وتشريحهم وفتح تحقيقات مع القتلة وهذا كله جزء من عمل عدالة، ولكن هناك موجة عنصرية كبيرة جدا وهي ليست تطور في المجتمع الإسرائيلي وتعتبر هذه الموجة اكبر بكثير من عمل المؤسسة ومن خطوات عينية ممكن اجراؤها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]