ليس هنالك ما هو أصعب من حزن الأب والأم على فقدان ابنهما، وخصوصًا إذا رحل شابًا بلا ذنب ومن غير إنذار، كل ذنبه كان أنه قرر الجلوس في مقهى مجاورًا لبيته مع أصدقاءه، حيث أن يد الإجرام والغدر لا ترحم ولا تهتم لدمعة أم أو لحسرة أب، هذا ما حصل مع الشاب عنان دراوشة، الخلوق المؤدب الذي كان يعتبر من ألطف وأطيب الشباب في اكسال، وقتل قبل عامين بالتمام، في ليلة غدر حينما كان جالسًا بأحد المقاهي، قتل لأن أحد المجرمين أراد أن يطلق النار على المكان أو على شخص ما، وذنب عنان الوحيد أنه جلس في المكان هناك، فقط لأنه جلس هناك. 

عامان بالتمام، مليئة كلها بالدموع والأحزان لم نوم هني فيها ولا هدوء، لا راحة ولا فرح، هكذا يصف الأب الحاج عبد الرحمن دراوشة حالة المنزل منذ أن قتل عنان، ويقول أن ما يزيد الحسرة على فقدان عنان هو أن قاتله ما زال حرًا طليقًا يمارس حياته العادية وكأن شيئًا لم يكن، كل هذا لأن الشرطة، ما زالت تحقق ولا تعرف شيء، فعنان شاب عربي، ككثير من الشباب العرب الذين تقتلهم يد الغدر، ولا أحد يهتم لقضيتهم، فتحقيقات الشرطة تستمر ولا تسفر عن شيء، وعائلته تعيش في حسرتها للأبد.

كيف للقاتل أن ينام في بيته مرتاحًا؟

يقول الوالد: لا أعرف كيف يستطيع القاتل أن ينام في الليل، ولا أعرف كيف للشرطة أن لا تقف مكتوفة الأيدي وهنالك شخص قتل آخر بدم بارك وهو يتجول ويعيش حياة طبيعية، أعرف جيدًا أن اعتقال القاتل لن يرجع لنا عنان، ولكن على الأقل يعزينا قليلًا، يجعلنا نشعر أنه بعد أن مات، أخذ القانون بحقّه وتم محاسبة القاتل، فهذه الحالة الآن، أي عدم اعتقال القاتل، تجعلنا نشعر أن عنان قد مات مرتين، نحن لا نتهم أحد وليس لدينا أعداء، والجميع يعرف أن عنان قتل بلا ذنب، ولم يكن مقصودًا، ولكن نريد أن يتم الكشف عن القاتل أن يحاسبه القانون، هذا أبسط حقوقنا.


قيد التحقيق ..

الشرطة تعقيبها في الموضوع على النحو التالي: كافة تفاصيل وجوانب هذه القضية ما زالت قيد التحقيق في وحدة الشرطة المركزية بالشمال والتي تبذل جهدًا كبيرًا وتخصص أفضل المحققين من أعلى المستويات إضافة لاستعمالها لكافة الطرق القانونية المتاحة من أجل التوصل إلى كامل الحقيقة وتقديم الضالعين إلى العدالة وإيقاع أقصى العقوبات بحقهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]