يستعد مصمم الأزياء، ساهر عوكل، مدير ورشة "الاتيلير" لتصميم الأزياء، هذه الأيام، لإطلاق مشروع تثقيفي طموح ومتميز في البلدة القديمة بالناصرة، التي اتخذها لنفسه بيتا ومشغلا وزاوية يحيك فيها أحلامه ويرسم بها محطاته المهنية المقبلة بدقة وحساسية وشمولية، عكف على تخطيطه منذ أن عاد إلى البلاد عام 2012 بعد غياب سبع سنوات قضاها في رحلة تعليمية ومهنية في العاصمة الإيطالية، روما، يتمثل بإقامة "أكاديميا دي موضة"- أول اكاديمية عربية قطرية لتدريس تصميم الأزياء بمفهومه الواسع، بحيث يشمل: تصميم الملابس، تصوير وإخراج عروض أزياء، تصميم إكسسوارات، تصميم أحذية، اللغة الإيطالية وتنمية بشرية لشحذ المهارات المهنية.

يشار إلى أن ساهر كان قد التحق عام 2010 بكلية "أكاديميا إيتاليانو" المعروفة في مدينة روما الإيطالية لدراسة تصميم الأزياء السينمائية والمسرحية، حيث تخصص في مجال الأزياء التاريخية وعمل في أهم المخايط التي وصل نتاجها لبرامج تلفزيونية شهيرة في إيطاليا وإلى مسرح "لاسكالا ميلاني" الذي يعتبر ثاني أكبر دار أوبرا في أوروبا، إلى جانب تصميم الأزياء السينمائية، لا سيما التاريخية منها لفيلم "لا كازا ديلا فليتشي" أو "بيت السعادة" الذي رشح لجائزة الأوسكار عام 2011.

بعد عودته إلى البلاد منذ أربع سنوات تابع ساهر زياراته المهنية إلى ايطاليا، حيث دعي للمشاركة بأهم العروض هناك إحداها بدعوة شخصية من الأمير الإدريسي عبد الله المغربي، ودعي للتدريس في كليته العريقة من قبل القيمين عليها الذين رشحوه لمنحة مجلة "فوغ" المعروفة للأزياء والأناقة رفيعة المستوى والتي عرف عن أمر ترشيحه لها بعد فوزه بها، كما أطلق أربعة لوحات فنية مصورة استوحاها من حياته وابتكرها بإبداع واتقان منقطع النظير تضمنت بلورة الفكرة، كتابة السيناريو، إخراج، بناء الديكور، الأزياء، الموسيقى إلخ... أسماها: "النهضة الجديدة"، "النهضة الجديدة 2"، "عودة الملكة" و"سوف أسرد لكم قصة"، كل ذلك، إلى جانب الإسهام في مجال العمل الخيري لصالح بيت المسنين في الناصرة تكريما لروح جدته التي أحبها وأحبته.

اتمنى أن انجح في تقصير المسافات 

وفي حديثٍ خاص معه، يقول عوكل: "لا زلت في بداية الطريق ولدي الكثير من الأحلام التي أتمنى تحقيقها، لكن يمكنني القول اليوم أنني وجدت مساري المهني وها أنا ذا أخطو باكورة خطواتي بإطاره. مسار أشبه بحلم لطالما تمنيته والمتمثل بإقامة أول أكاديمية عربية لتدريس تصميم الأزياء والتي سأفتتحها الأسبوع المقبل في البلدة القديمة بمشاركة 22 من طالباتي اللواتي أتين من الجولان السوري المحتل، الرامة، شفاعمرو، حيفا والناصرة، وسيقدمن خلاله عرضا لأزياء صممنها وفقا لفكرة قمن ببحثها ودراستها وابتكارها".

ويضيف عوكل: "أتمنى أن أنجح في تقصير المسافات لطالباتي اللواتي اعتبرهن بمثابة عائلتي، وأن أنجح في تزويدهن بالمهارات التعليمية والمهنية لإطلاق مساراتهن المستقلة، وأن يتجاوزن التحديات والمعيقات التي واجهتها بنفسي خلال مساري المهني وتطلبت مني الكثير من الجهود، الوقت والطاقة, بالرغم من أنه كان لها الأثر الأكبر فيما أنا عليه اليوم.. والله الموفق!".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]