في اعقاب الاحداث الأخيرة والتصعيد الخطير الذي شهده مجتمعنا الفلسطيني عامةً، من إقتحامات متكررة للأقصى وإعتداء سافر على مواطنين عرب في أماكن عملهم إلى حملة التعيينات الجديدة التي تقوم بها الحكومة، سواءً على المستوى السياسيّ أو العسكريّ، والتي تؤكد أنّ الحكومة الحاليّة، بتركيبتها الجديدة، متطرفة أكثر، يمينية أكثر، وتتجه إلى تعميق حالة الأبرتهايد، في أعقب كل ذلك، علت الأصوات التي تُطالب بضرورة التكاتف السياسيّ وتعزيز الوحدة في الشارع السياسيّ الفلسطينيّ أملا في صد الفاشية والهجمة الشرسة على الجماهير العربية والتي باتت مكسب سياسيّ لكل متطرف يرغب في رفع اسهم رصيده عند ناخبيه. 

منصور دهامشة: القيادات العربية حتى الان لم تستعمل الدبابات والطيارات وهي لا زالت في مخازنها

منصور دهامشة، سكرتير الجبهة الديمقراطية قال معقبا لـ"بكرا": في الواقع موجة الفاشية باتت مقلقة جدًا فهي آخذة بالإنتشار يوميًا، وذلك بسبب عقلية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يتمتع بعقلية عنصرية فاشية ويعمل على ترسيخها على مستوى الجماهير الإسرائيلية عامة، اما في المجتمع الإسرائيلي اليهودي أو في المجتمع الفلسطيني العربي، حيث يضمن بذلك استمراره في الحكم، ولذلك هو يتعمد ما يقوم به، وأكبر مثال على ذلك أنه بنى حملته الإنتخابية على عنصرية عندما صرّح بأن العرب "ينهمرون إلى صناديق الإقتراع"، محذرًا من ذلك. 

إلى ذلك، قال دهامشة: علينا الا ننسى التحريض المستمر الذي يقوم به رئيس الحكومة على الأحزاب العربية، خاصة التجمع والجبهة، متهمًا اياهم بحمل فكر داعش!

وأضاف: هذا يوضح أنّ عقلية نتنياهو،  فاشية تضع العرب في خانة الإتهام الدائم، ولذلك هو اختار في الدقيقة التسعين ان يدخل افيغدور ليبرمان الى وزارة الحرب بدل المعسكر الصهيوني، وواضح جدا انه يعي ما يقوم به وهو يريد الاستمرار بهذه السياسة العنصرية الفاشية.

وتابع: على مستوى الجماهير العربية وقيادة الجماهير العربية، نقوم بتعبئة الجماهير العربية لمواجهة هذه السياسات الفاشية، ولذلك نقول دائما اننا كجسم واحد، مواطنين عرب فلسطينيين مجتمعين، وليس كاحزاب منفردة، كلنا مستهدفين وكلنا تحت هذا الخطر، وهذا ما صرحنا به حينما اخرجوا الحركة الإسلامية خارج القانون وقاموا بحظر الحركة الإسلامية والجمعيات، ونحن نستعد بكل ما اوتينا من قوة من اجل ان نصد الهجمة الفاشية بكل الوسائل القانونية المتاحة التي نملكها ولذلك نطالب بالاستمرار بالعمل الموحد والمكثف بين كافة القيادات العربية والأحزاب السياسية الفاعلة على الساحة الفلسطينية في البلاد.

ونوه قائلا لـ"بكرا": صحيح ان القيادات العربية حتى الان لم تستعمل الدبابات والطيارات وهي لا زالت في مخازنها، ولكنها استعملت كل الوسائل المتاحة الموجودة بين يديها، هي تواجه السياسة والقوانين العنصرية والفاشية والتمييز العنصري وآفة العنف وهدم البيوت حيث انه تكاد لا تمر دقيقة الا ونعمل لمواجهة هذه السياسة، وللأسف لا نستطيع اكثر من ذلك، حيث ان مجمل القضايا التي تواجهها قيادات الجماهير العربية لا تترك لها منفس او يوم راحة، نتصدى لهذه السياسة على مختلف المستويات وما نستطيع ان نقوم به فاننا نقوم به، نقوم بالتوعية وتحضير البرامج العلمية من اجل مواجهة جميع افات المجتمع الناتجة عن السياسة التي تنتهجها الدولة ضدنا كجماهير عربية، الإنجازات ليست كما يتوقع الجمهور لأننا لسنا الحكومة ولسنا من نملك القرار ولكن ما نقوم به فعلا يقض مضاجعهم، ونعمل ليل نهار، ونأمل ان نستمر في مواجهة السياسات العنصرية من اجل اقتلاعها من جذورها.

حسام أبو ليل: لا نستبعد ان تكون هناك حرب مدمرة

الشيخ حسام أبو ليل رئيس حزب "الوفاء والإصلاح" الحزب العربي الجديد قال لـ"بكرا" بدوره في هذا السياق: مظاهر العنصرية الموجودة في المجتمع الإسرائيلي ليست جديدة وهي مستمرة سواء من الشرطة او غيرها، فهي نابعة من مفاهيم دينية وعقائدية يتربى عليها الأجيال اليهودية، ويبدو ان الحكومة من خلال ائتلافاتها التي نشهدها على الساحة الان وهي ائتلافات عنصرية واضحة من التصعيد اتجاه الجماهير العربية في الداخل، واتجاه الشعب الفلسطيني بشكل عام، واضح انها من خلال هذه التصعيدات لها اجندة معينة تريد ان تصل لها وهي عقلية الاحتلال واجندة الاحتلال، لذلك لن نتفاجئ ان يكون اعتداءات أخرى، فهي عبارة عن تربية معينة، وهذا يدل على خطر ينتظرنا كفلسطينيين في الداخل وخطر داهم ينتظر المنطقة من خلال هذه التصرفات الرعناء نتيجة التصريحات التي نسمعها من يهودا غليك وافيغدور ليبرمان، هي لا تخيفنا ولكنها تؤكد ان هناك خطر ينتظر الجميع ولا بد من تكثيف الجهود والمواقف وتوحيدها في الداخل الفلسطيني وأيضا على مستوى الشعوب العربية، لا نستبعد ان تكون هناك حرب مدمرة.

وتابع لـ"بكرا": إمكانيات الأحزاب متواضعة ولكننا نملك من خلال لجنة المتابعة العليا الى تكثيف الجهود بشكل اكبر من خلال هذه السياسة المتكررة العنصرية، لذا لا يجب ان يكون هناك مجرد بيانات وتصريحات من الأحزاب، انما يجب ان يكون ردة فعل ومواقف موحدة من خلال لجنة المتابعة تخرج على المجتمع الإسرائيلي والحكومات الإسرائيلية بمواقف محددة معروفة هذه المواقف والوحدة الوطنية الاحزبية والاجتماعية ستعمل على ردع هذه السياسة العنصرية المتطرفة.

عادل عامر: ودعونا الى إقامة جبهة معادية للفاشية عريضة يهودية عربية ونسعى لاخراج هذا الائتلاف والتحالف الى حيز التنفيذ

عادل عامر امين عام الحزب الشيوعي عقب بدوره قائلا: نرى ان تعيين ليبرمان تتويج لمسيرة طويلة من الممارسات العنصرية لحكومة إسرائيل بالأساس لحملة التحريض التي يقودها رئيس الحكومة ضد الجماهير العربية وضد شعبنا وخطاب الحافلات الذي كان وقت الانتخابات هو محطة في محطات التحريض التي يشنها رئيس الحكومة ولهذا السبب نحن نرى ان هذه الممارسات لها هدف وهو المستوى الرسمي الذي تمارسه حكومة إسرائيل ورئيسها عن طريق مواصلة إحتلال الأراضي العربية الفلسطينية وتعميق الاستيطان وممارسات جنود الاحتلال ضد الجماهير العربية وضد الشعب الفلسطيني من قمع وقتل وهدم بيوت وكذلك كل ما يتعلق بجماهيرنا، والمستوى غير الرسمي لهذه الممارسات هو ما يقوم به قطعان المستوطنين الفاشيين وكانت الذروة بحرق وابادة عائلة الدوابشة بقرية دوما الفلسطينية، واعدام الفتى محمد أبو خضير حرقا وبشكل وحشي والاعتداءات المتكررة على دور العبادة في المساجد والكنائس وحرقها حيث تعتبر ممارسات فاشية بكل معنى الكلمة.

وتابع: نحن في خضم المعركة، والاعتداء على الشاب ميسم أبو القيعان جزء من الحملة الفاشية والسياسة العنصرية ضد جماهيرنا العربية، نحن كحزب شيوعي وجبهة ديمقراطية لن نقف مكتوفي الايادي امام هذه الممارسات ودعونا الى إقامة جبهة معادية للفاشية عريضة يهودية عربية ونسعى لاخراج هذا الائتلاف والتحالف الى حيز التنفيذ، وسنتوج هذه الحملة بمظاهرة السبت القادم في قلب تل ابيب ضد العنصرية والفاشية والاحتلال وضد تعيين ليبرمان وزيرا للحرب لأننا نرى به شخصية قد تؤدي الى نشوب حرب شديدة في المنطقة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]