في سابقة تعد الأولى من نوعها عربيا، أقدم مختصون نفسانيون جزائريون على إنشاء مركز لمكافحة وعلاج الإدمان على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الذي استفحل كالنار في الهشيم، ليكون هذا المركز الثالث من نوعه في العام إلى جانب آخرين أحدهما بجمهورية الصين والثاني بكوريا.

وأوضح مدير المؤسسة الاستشفائية للصحة الجوارية بشير منتوري بولاية قسنطينة بالجزائر التي احتضنت هذه المبادرة، أن الهدف من وراء إنشاء هذه الخلية التي سيشرف عليها أخصائيون نفسانيون ومساعدات اجتماعيات وأطباء في الأمراض العقلية، هو مرافقة مدمني الإنترنت من أجل التخلص تدريجيا من الولوج إلى هذا العالم الافتراضي، الذي أصبح خطر الإدمان عليه يفوق الإدمان على المخدرات والتدخين، خاصة لدى الأطفال.

واعتبر المتحدث وفق صحيفة "الشروق" الجزائرية التي أوردت الخبر أن تعاطي التدخين عند الطفل الصغير غالبا ما يتم في الخفاء وبعيدا عن أعين الأهل عكس الإنترنت، فالأطفال يبحرون في هذا العالم الافتراضي أمام أعين الأهل. وهنا يكمن الخطر حيث يصبح التعاطي مع العالم الافتراضي أكثر سهولة.

وذكر المسؤول أن الدافع من وراء القيام بهذه المبادرة، جاء نتيجة الواقع المخيف الذي أصبح يعيش فيه الملايين جراء تفشي ظاهرة الإبحار في هذا العالم الافتراضي، الذي تحول إلى بديل عن الواقع الحقيقي المعيش، وهو ما أصبح يستدعي اتخاذ جملة من الإجراءات من أجل الحد من هيمنة هذا العالم الافتراضي على يوميات المواطنين.

ويسعى الطاقم الطبي المؤلف من أطباء في الأمراض العقلية وأخصائيين نفسانيين ومساعدات اجتماعيات إلى مرافقة المدمنين على الإنترنت للخروج من هذا الوضع.

المبادرة التي استحسنها الكثير رغم غرابتها، تعكس من جانب آخر مدى الهروب الجماعي من الواقع الحقيقي إلى واقع افتراضي، فضلا عن كونه يشكل عاملا لهدم العديد من القيم الإنسانية، خاصة ما تعلق بالتواصل بين أفراد المجتمع، داخل واقعهم اليومي الحقيقي والاكتفاء بالتواصل افتراضيا، حيث يشكل هذا الجانب السلبي وغيره من الأمور السلبية الأخرى بعد تفشي ظاهرة ارتكاب الجرائم عبر الإنترنت إحدى أهم العوالم التي عجلت بالقيام بهذه المبادرة التي يأمل أصحابها تعميمها.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]