اختيار العمل في مدرسة يهودية ليس بالامر المفهوم ضمنا، وثمة حاجة الى الكثير من الشجاعة لاتخاذ قرار من هذا النوع ، حيث اضافة الى المهنية التي يتوجب ان يتميز بها المعلم او المعلمة العربية يتوجب عليه ان يكون بمثابة سفيرا للمجتمع العربي في المجتمع اليهودي، كل هذا وسط تحديات وصعوبات، عن هذا الموضوع التقى مراسلنا بمعلمات يعملن في مدارس يهودية، اندمجن بشكل جيد واصبحن جزاءً لا يتجزا من طاقم التدريس في المدرسة.

فداء نور: الانسانية هي التي تجمعنا

فداء نور من قرية دير الاسد تعمل كمعلمة رياضيات في "كلانيت" في كرمئيل تقول عن تجربتها كمعلمة عربية في مدرسة يهودية: منذ اليوم الاول الذي بدأت ممارسة مهنة التعليم في هذه المدرسة، ىشعرت بانني لست غريبة عن هذا المكان، حيث تكاتف الجميع معي، ورغم صغر سني ولا املك الخبرة في التعليم الا انني نجحت بالتغلب على كل هذا بفضل المساعدة التي تلقيتها من زملائي في عدة مجالات. اما بالنسبة للطلاب واجهت في البداية بعض الصعوبات معهم، ولكن نجحت باقناعهم بان الانسانية هي التي تجمعنا، وان هدفنا هو واحد وهو التعليم والتقدم في الحياة ، ولا يوجد هنالك فرق بين عربي او يهودي، وانني احمل رسالة برنامج "مجالات" التي تهدف لتقريب القلوب.

وأضافت: لم اصادف حتى اليوم اي مشكلة مع اي طالب، احظى بعلاقة جيدة مع جميع الطلاب، اضافة الى علاقات جيدة مع اهالي الطلاب، وبالطبع هذا يتطلب بذل جهدًا مضاعفًا من اجل الاندماج لكي نكون معلمين متفوقين في مدارس يهودية.

جمانة جمالية- سعيد: مدرستي هي نموذجًا للتعايش

جمانة جمالية- سعيد معلمة في مدرسة يهودية في حيفا تعمل كمدرسة في مدرسة اعدادية منذ 4 سنوات تقول عن تجربتها: منذ اليوم الاول قلت لمديرة المدرسة بان حضوري الى مدرسة يهودية جاء لكي اغير الفكر المسبق الموجود لدى الطلاب بما يخص نظرتهم عن العرب، والذي جاء عن طريق ما يسمعونه ويشاهدوه في وسائل الاعلام، مع الوقت تبين لي بان الطلاب لا يهمهم دين او قومية من امامهم، وكل ما يحتاجونه هو انسان يحبهم ويحترمهم لذلك لا ارى اي امر شاذ، وخاصة في ظل هذه الاوضاع، اذهب الى المدرسة واستمد قوتي من هناك لان هذا هو الواقع الذي نعيشه.

واضافت جمانة: حتى ايضا في ايام الحرب عندما كان يسمع طلابي عبارات عنصرية من وسائل الاعلام وعبر شبكات التواصل الاجتماعي ضد العرب، هذا كان يؤلمهم، وكانوا يقولوا هذا ليس صحيحا لان مربية صفنا هي معلمة عربية، اعمل على تقريب القلوب في هذه المدرسة، ومن هنا يمكن ان ننطلق الى حلقة اوسع وهؤلاء الطلاب يمكن ان يؤثروا في المستقبل على البيئة التي تحيط بهم، حيث تربطني بطلابي علاقة جدا وطيدة، وفي الاعياد يقوم الطلاب بزيارتي في البيت، امل ان تكون علاقتي مع طلابي مثالا يحتذي به الكبار، وان ينتشر السلام الذي نعيشه هنا في حيفا الى جميع انحاء البلاد، كل هذا وسط المحافظة على هويتي كعربية. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]